نوف العفيفي: أبي قدوتي وهو الذي دعمني وسمح لي بالدراسة فــــــــــــــــــــــــــــــــــي الخارج. من المصدر

نوف العفيفـــي عينها إلى السماء

بعد خضوعها لبرنامج تدريبي امتد لثلاث سنوات، أصبحت المواطنة نوف العفيفي، أول مواطنة إماراتية تحصل على شهادة ضابط مراقب جوي لإقليم دولة الإمارات من الهيئة العامة للطيران المدني، لتزاول عملها في مركز الشيخ زايد للملاحة الجوية، الذي يعد أكبر وأحدث مركز للمراقبة الجوية في الشرق الأوسط.

سيرة

 

تبلغ نوف العفيفي من العمر 22 عاماً، وتحمل العديد من الدرجات العلمية، أبرزها شهادة مراقبة الحركة الجوية من «كرايستشيرش» في نيوزيلندا، و قامت بدراسة تخصصات في منظمة الطيران المدني الدولي، فحصلت على شهادة منظمة «الإيكاو» تخصص مطارات، وشهادة «الايكاو» تخصص مراقبة المجال الجوي رادارياً، وشهادة (الايكاو) تخصص مراقبة المجال الجوي لا رادارياً، علاوة على حصولها على شهادة الثانوية العامة تخصص علوم، وكل هذه الدراسات كانت باللغة الإنجليزية.

وبالنسبة لخبراتها العملية فقد بدأت العمل بالهيئة العامة للطيران المدني متدربةً منذ أكتوبر ،2007 في مجال مراقبة الحركة الجوية، إذ قامت بجميع أنواع عمليات خدمة الملاحة الجوية. وقد استغرق تدريبها على هذا المجال ما يقرب من ثلاث سنوات بدءاً من الكلية وصولاً إلى التدريب العملي المباشر في الاتصالات، ومساعدة مراقبة الملاحة الجوية، ومحاكي مراقبة الملاحة الجوية، ثم تدريب مراقبة الحركة الجوية (حركة جوية فعلية) وشملت 850 ساعة من مراقبة الطيران الفعلية مع مدرب مرخص. ومن أهم هواياتها ركوب الخيل والسباحة والطيران والسفر ومراقبة صعود وهبوط الطائرات فى المطارات. وتعتبر نوف أن والدها هو قدوتها، وهو الذي قام بدعمها وسمح لها بالسفر والدراسة بالخارج. كذلك قدوتها الكابتن عائشة الهاملي ممثلة الإمارات فى منظمة الطيران المدني، لأنها أول امرأة تحقق إنجازاً كبيراً لبلدها في مجال الطيران الدولي. ومن المهام الوظيفية لنوف مراقبة حركة الطائرات والملاحة الجوية عموما في سماء الدولة، ومراقبة عمليات صعود وهبوط الطائرات وتنظيم الحركة الجوية، والتنبيه واتخاذ اللازم أفي حالة وجود أكثر من طائرة تصعد وتهبط في الوقت ذاته.

 وتستشعر نوف العفيفي أنها حققت إنجازاً كبيراً، كونها حصلت على شهادة ضابط مراقبة جوية، وهي مهنة تحتاج إلى مواصفات خاصة. وقالت «مراقبة الحركة الجوية هي عالم خاص بالرجل، وأن تأتي امرأة وتنتزع موطئ قدم في مجالهم هذا، فهذا هو التحدي الأكبر، خصوصاً أنني كنت الفتاة الإماراتية الوحيدة التي تتقدم لشغل هذه الوظيفة في الهيئة العامة للطيران المدني، وتنجح في سن مبكرة (21 عاماً)». وأضافت « التدريب كان شاقاً ومرهقاً، وكوني الفتاة المتدربة الوحيدة بين الرجال هو أمر لم يكن مألوفاً أيضاً، ولم يتم أخذي على محمل الجد، لكن سرعان ما تم تقدير عزيمتي وتصميمي الشديدين من قبل زملائي المتدربين معي، ونلت من جانبهم القبول بأنني واحدة منهم. وبالفعل كنت محظوظة لعملي مع فريق جيد آزرني وساعدني كثيراً».

وأوضحت نوف أن أكبر التحديات التي تواجهها هو العمل بنظام الورديات في أوقات مختلفة صباحية وبعد الظهر ومسائية، إضافة إلى عنصر تحد آخر هو عمليات التدريب الحي، إذ إن ارتكابي أي خطأ صغير قد يكون كارثياً ويكلف أرواحاً».

حلم

قالت نوف «منذ أيام الطفولة، والطائرات الكبيرة المحلقة في السماء تسحرني، وكنت أحلم بأن أتمكن يوماً ما من الطيران بواحدة من تلك الطائرات، وبعد تخرجي، سعيت بشكل أكثر جدية لتحقيق حلمي، لكن مع المراقبة الجوية، وتزامن هذا مع إدراكي مدى التعقيد الذي أصبحت عليه حركة النقل الجوي عالمياً، وحجم التحديات التي تمثلها، وهذا هو ما جعل تصميمي أقوى، وكنت أعلم ما الذي أريده كمهنة لي، ولحظي السعيد، كانت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية تشجع وتعلن عن فرص عمل للشباب والشابات الإماراتيين. فشعرت بأن هذه فرصتي الوحيدة، فانتزعتها بكلتا يديي». وأضافت «الحكومة الإماراتية تشجع دائما المرأة، وتقدم أفضل التسهيلات لتعليمها وتطوير نموها الوظيفي، ولكوني أول فتاة إماراتية تعمل ضابط مراقبة للحركة الجوية، في واحد من أفضل مراكز الحركة الجوية وأكثرها تطوراً في العالم، وفي إقليم دولة تشهد أشد الأجواء ازدحاما في الشرق الأوسط، أود أن أشجع الفتيات الإماراتيات على اغتنام تلك الفرصة العظيمة التي قدمتها لهن الهيئة العامة للطيران المدني، لإثبات أنفسهن كمواطنات جديرات بأن يجعلن بلدهن فخوراً بهن. وفي اعتقادي ليس هناك ما يستحيل على المرأة تحقيقه وإنني أحث المواطنات على ممارسة أكثر المهن تحدياً».

تشجيع

وقال مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، سيف محمد السويدي، «وضعنا في الهيئة أسساً مهمة لتشجيع مواطني الدولة على الالتحاق للعمل بالمجالات المتعددة والمختلفة في الطيران المدني، لإيماننا بأن هذا القطاع يحتاج إلى سواعد أبناء الوطن، لما له من أهمية استراتيجية ومستقبل واعد، ولما يتمتع به من معدلات نمو مطردة وزيادة كبيرة في الأداء، ومنذ البداية لم نفرق في هذا الأمر بين المواطنين والمواطنات، فأتحنا الفرصة متساوية أمام الجميع، ليثبتوا من خلالها قدراتهم ويتحدوا إمكاناتهم، بل حرصنا بشكل خاص ألا يكون هناك فارق أو تمييز بين الطرفين».

وأضاف «نود أن نؤكد في هذه المناسبة أن الباب مفتوح لجميع الراغبين والراغبات من أبناء الوطن ليظهروا مدى استعدادهم لخدمة وطنهم من خلال العمل في مجال الطيران المدني».

وأشار المدير التنفيذي للملاحة الجوية بالوكالة، أحمد ابراهيم الجلاف، إلى أن نوف اجتازت اختبارات مكثفة وبرنامجاً طويلاً للتخصص يعد نادراً ومعقداً، ويتطلب جهداً ذهنياً عالياً، وأثبتت قدرتها على تجاوز كل الصعاب، والعزم على المواصلة حتى النهاية لتحقيق هدفها ألا وهو أن تكون أول مواطنة تعمل كضابط مراقب جوي لإقليم دولة الإمارات، وأوضح أن الهيئة العامة للطيران المدني تعمل منذ تأسيسها على استقطاب المواطنين الشباب وتشجيعهم على دراسة هذا البرنامج الذي يحتاج إلى فترة زمنية طويلة من التدريب في الهيئة وفي الخارج تصل إلى ثلاث سنوات من التدريب والدراسة وبعد اجتياز الاختبارات كافة وبمعدل عال يتأهل المتدرب ليصبح مراقباً جوياً.

الأكثر مشاركة