حاتم العراقي: « البرتقــالة » لا تمثل الأغنية العراقـية
طالب الفنان العراقي حاتم العراقي الفنانين من مواطنيه بالحفاظ على الرقي الذي طالما تميزت به الأغنية العراقية على مر تاريخها، بخلاف الأغنية في دول عربية أخرى، وذلك بفضل جهود العمالقة الكبار الذين وضعوا أسس الفن الأصيل، مؤكداً أن الموجة الجديدة من الأغنيات العراقية التي ظهرت في الفترة الأخيرة، مثل «البرتقالة» وأخواتها، لا تمثل بلده ولا تعبر إلا عن أصحابها من الذين اختاروا تحقيق الشهرة السريعة بأي ثمن.
وفي حوار لـ«الإمارات اليوم» حمل الفنان الذي اشتهر بأداء الموال العراقي جانباً من مسؤولية ظهور هذه الموجة من الأغنيات لانتشار القنوات الفضائية المتعددة التي ظهرت في السنوات الأخيرة. مشيراً أن هذه الفضائيات كان لها دورها الايجابي في الوقت نفسه، إذ فتحت مجالا واسعا أمام الفنانين في العراق للتواجد والحضور على الساحة رغم الأوضاع التي شهدها العراق منذ الغزو الأميركي له، داعياً المسؤولين عن هذه الفضائيات للتدقيق في ما تنتجه وتقدمه من أغنيات من حيث الكلمات والألحان والأداء حتى تخرج بمستوى متميز، بدلاً من الانسياق وراء الأعمال التجارية التي لا تسعى إلا لتحقيق ربح مادي سريع.
«ربع حبي»
واعتبر العراقي الذي أحيا أخيراً إحدى جلسات برنامج «جلسات إمارات إف إم ودو»، الذي يذاع على إذاعة «امارات اف ام» بإشراف يعقوب الروسي، أن الذوق العام في بلده لم يتغير كثيراً، فمازال الجمهور ينحاز إلى الأغنية الأصيلة والكلمة الراقية، ومازال هناك الكثير من الفنانين الذين يحرصون على تقديم هذا النوع من الأغنيات وانتشارها في كل العالم العربي مثل كاظم الساهر وماجد المهندس وغيرهما كثير.
وعبر حاتم العراقي عن سعادته بالأغنية التي قام بتصويرها الشهر الماضي في بيروت مع المخرج اللبناني وليد ناصيف. وأوضح أن الأغنية التي تحمل عنوان «ربع حبي» تمثل «دويتو» له مع الشاعر حازم جابر كاتب كلماتها، وهي المرة الأولى التي يجتمع فيها مطرب وشاعر في أغنية واحدة، ويتناول «الكليب» الذي تم تصويره في يوم واحد، قصة محب يروي معاناته لصديقه الشاعر، الذي يقوم بدوره بصياغة هذه المعاناة في الحب في أبيات شعرية يلقيها خلال الأغنية التي لحنها الفنان علي صابر وقام بتوزيعها الموسيقي منير جعفر.
الموال باقٍ
ونفي العراقي أن يكون اهتمام الجمهور بالموال العراقي الأصيل قد تراجع في ظل انتشار الأغنيات الحديثة أو الشبابية كما يسميها البعض. وأضاف: «بالتأكيد مازال للموال العراقي جمهوره الكبير، فالمستمع لدينا يطرب دائماً للكلمة الجميلة واللحن المميز عندما يستمع إليه، أما الأغاني الهابطة والمواويل التي تتسم كلماتها بالسذاجة والسطحية فهي التي لا تجد جمهوراً، وهذا أمر طبيعي، فالأغنية يجب أن يكون لها هدف ومضمون راق تستند إليه، ولذلك نجد أن الأغنيات القديمة مازالت باقية ومحتفظة بوجودها وشعبيتها لدى الجمهور، ولها مكانتها لدى عشاق الغناء الأصيل، وقد تتفوق على الأغاني الحديثة في مدى محبة الجمهور لها».
وأوضح حاتم العراقي أن غناء الموال يتطلب مهارات خاصة، «فالموال هو لوحة أو قصة قصيرة تكتب في سطور معدودة ويتم تقديمها في قالب غنائي، ولابد ان يمتلك الفنان الذي يؤدي الموال القدرة على توصيل هذه القصة إلى المستمع بأسلوب جذاب ومتميز، ولذا نجد أن كثيرين غنوا الموال العراقي، ولكن عدداً محدوداً منهم نجح في أن يوصل القصة بشكل سليم»، معتبراً أن امتلاك الخامة الصوتية الجيدة وصقلها بالخبرة، من أهم عوامل نجاح الفنان في غناء الموال.
لهجات
وكشف العراقي الذي اعتاد انتاج ألبوماته بنفسه، أن هناك مفاوضات يجريها حالياً مع شركة «روتانا» بخصوص ألبومه الجديد، ولكن لم تسفر عن اتفاق بعد، ولم يتضح اذا كانت الشركة ستتولى انتاج الألبوم بالكامل أو توزيعه فقط.
وعن ألبومه الجديد أشار العراقي أنه شارف على الانتهاء، ولكن تم تأجيل طرحه لما بعد شهر رمضان المبارك. ويضم الألبوم 12 أغنية وبه ثلاثة مواويل، وتنوعت أغنياته بين اللهجات العراقية والمصرية والمغربية، وتعاون من خلاله مع عدد من الملحنين والشعراء والموزعين كوليد فايد، ووليد الشامي، وعلي صابر، وعلي بدر، وحازم جابر، وحامد الغرباوي، ويوسف العماني، إلى جانب الموزعين نشوان، وحسام كامل، ومهند خضر، وغيرهم.
وذكر العراقي أن تكرار تجربة الغناء مع ابنه قصي ليست واردة في هذا التوقيت، نظراً لانشغال قصي بدراسة الموسيقى بالأردن، وضرورة أن يتوقف على الغناء في هذه الفترة من حياته حتى يكتمل نمو الأحبال الصوتية لديه في فترة الانتقال من الطفولة إلى المراهقة.
جمهور
وبخلاف ما يتوقعه كثيرون، قال العراقي إن إقبال الجمهور من الشباب على المواويل يتزايد يوماً بعد يوم، وهو ما يلمسه من خلال رد فعل الجمهور على أغنياته، ولذلك يحرص على التجديد في ما يقدمه، وأن يخوض من وقت لآخر تجارب فنية جديدة مثل الغناء بلهجات مختلفة كالمصرية والمغربية، بالإضافة إلى أن تصوير الأغنيات بطريقة «الفيديو كليب» يلعب دورا كبيرا في انتشارها بين الجمهور عموماً والشباب بوجه خاص. وأوضح أنه يتواصل مع الناس والجمهور من خلال الحفلات، وكذلك عبر موقعه الالكتروني، إذ يستشير الجمهور في أعماله ويستطلع آراءهم فيها.