إقبال لافت على المشاركة في مهرجان «دبي».. ودورات متخصصة في «أبو الفنون»

الفرق المسرحية تتطلع إلى موسم جماهيري

«قرموشة» ضمن أبرز مسرحيات الموسم الصيفي. من المصدر

كشف مدير الفنون الأدائية في هيئة دبي للثقافة والفنون ياسر القرقاوي، أن الفرق المسرحية في الدولة طالبت جميعها للمرة الأولى المشاركة في مهرجان دبي لمسرح الشباب الذي تقرر انطلاق دورته السادسة في أول أكتوبر المقبل، مشيراً إلى أن التنامي اللافت في نسبة إقبال الفرق المسرحية ليصل إلى 100٪، قد يؤدي إلى تعديل اللائحة الخاصة بالمهرجان، التي تقرر أن مساحة اقامته الزمنية لا تتعدى 10 أيام.

في السياق ذاته، تنشغل الساحة المحلية بنشاط مسرحي لافت هذا الموسم، إذ كشفت جمعية المسرحيين أيضاً عن هوية ستة أعمال مسرحية سيتم عرضها ضمن الموسم المسرحي الذي سيبدأ في سبتمبر المقبل، في الوقت الذي تتوالى فيه الكشف عن استراتيجيات جديدة في التعاطي مع الشأن المسرحي من قبل كل من هيئة دبي للثقافة والفنون، ودائرة الثقافة والفنون بالشارقة، تحتل فيه مبادرات تدشين ورش ودورات مسرحية متخصصة تستجيب لتوصيات لجان تحكيم المهرجانات المختلفـة أولوية رئيسة.

وبعد أن أنهت هيئة دبي للثقافة والفنون ورشة المعالجات المتعددة للنص المسرحي تستعد حالياً للكشف عن دورتين جديدتين أحدهما خاصة بالمبتدئين وأخرى للمتقدمين، فيما اختتم مسرح دبي الشعبي دورة خاصة في فنون الماكياج، سبقتها دورة أخرى لمسرح دبي الأهلي بعنوان «الممثل الواحد»، لتتكامل تلك الدورات مع أخرى يعلن عنها بشكل متواتر كل من مجموعة مسارح الشارقة، ودائرة الثقافة والفنون بالشارقة.

«النظرية والتطبيق»

اعتبر رئيس جمعية المسرحيين إسماعيل عبدالله الموسم المسرحي الحالي موائماً بين «النظرية والتطبيق»، ممثلاً التطبيق بالفرجة المسرحية من خلال اختيار عرض ستة أعمال مسرحية ذات جودة فنية عالية، في الوقت الذي يمثل النظرية وجود عدد كبير من الورش والدورات التدريبية التي تعنى بتجويد مهارات المنتمين إلى الوسط المسرحي في مجالات ومستويات متعددة. وتلقى عدد كبير من الفنانين أنباء اختيار أعمال شاركوا فيها للعرض ضمن الموسم المسرحي بترحاب شديد، لاسيما الأعمال التي حققت حضوراً جماهيرياً أثناء عرضها في مهرجان ايام الشارقة المسرحية في دورتها الماضية، دون ان يكون لها حظوظ في جوائز لجنة التحكيم مثل مسرحية «قرموشة»، التي تقاسم بطولتها بلال عبدالله وبدور، وترشح بلال بعدها للقب أفضل ممثل دون أن يتمكن من انتزاعه فعلياً.

دورات

أضاف ياسر القرقاوي أنه في حال استيفاء الفرق المتقدمة للشروط الفنية والإجرائية للاشتراك في مهرجان دبي لمسرح الشباب، فستشهد الدورة السادسة أيضاً مضاعفة في عددها إذ لم تشارك سوى ثماني فرق فقط في الدورة الماضية، في مقابل مشاركة 16 فرقة في الدورة المقبلة.

وحول الدورتين اللتين تعتزم إطلاقهما هيئة دبي للثقافة والفنون كشف القرقاوي عن أن الدورة الأولى ستكون موجهة للمبتدئين حول أساسيات فنون التمثيل المسرحي وتنطلق بدءا من أول شهر يوليو المقبل، على أن تستمر حتى الـ25 منه، وسيستضيفها مسرح دبي الشعبي، في حين ستقتصر الدورة الثانية على الفئة التي تمارس بالفعل العمل المسرحي لمدة لا تقل عن خمس سنوات متواصلة، وستكون اشبه بسلسلة تدريبات على الإلقاء والأداء المسرحي الاحترافي.

ولفت القرقاوي إلى أن الموجه الأساسي لمحتوى الورش والدورات هو توصيات لجان التحكيم المختلفة عموماً، وبصفة خاصة مهرجان دبي لمسرح الشباب .

واشار القرقاوي إلى أن ورشة الماكياج التي اختتمت أخيرا ضمت مجموعة من المسرحيين الهواة والمبتدئين أيضا لاكتساب خبرات جديدة، والتعرف إلى أساسيات الماكياج المسرحي والسينمائي وتلمس الفروقات بينهما، مشيراً إلى أن «هذه الورشة التخصصية تأتي لتقديم مادة عملية عن عنصر الماكياج الذي يلعب دوراً مهماً في تكوين الشخصيات وإبراز أبعادها المختلفة، ولا تهدف إلى تخريج خبراء في الماكياج المسرحي أو السينمائي بقدر ما ترنو إلى تعريف المشاركين بهذا الجانب وإعطائهم فكرة عامة عن توظيف العناصر المختلفة لإبراز فكرة العمل الفني».

رفد الحراك

من جانبه، أكد رئيس محلس إدارة مسرح دبي الشعبي الفنان عبدالله صالح ضرورة تنظيم الدورات والورش التخصصية لرفد الحراك الفني بدماء متجددة بشكل دائم لضمان جودة المنتج الفني مبرراً الاستعانة بخبرات التونسي ناجي وناس بحصوله على جائزة أفضل ماكياج مسرحي عن مسرحية الأطفال «ياسمين والمارد الشرير» العام الماضي، التي شاركت في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، مشيراً إلى أنه تطرق عبر 12 ساعة متفرقة على مدار أيام الدورة الأربعة إلى المعدات المستخدمة والمؤثرات الخاصة، كل ذلك أثناء الساعات التطبيقية بشكل غير مباشر، حيث قام المشاركون بتنفيذ تصورات تقدموا بها ونفذوها بأنفسهم.

وأبدى رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين الفنان إسماعيل عبدالله، والمشرف العام على الموسم المسرحي السابع تقاؤله بالموسم الجديد، كاشفاً عن أن المسرحيات التي تم اختيارها للعرض وقع الاختيار عليها لأسباب فنية من قبل لجنة رفيعة المستوى، وهي مسرحية «الرهان» لجمعية حتا للثقافة والفنون والتراث، ومسرحية «بايتة» للمسرح الحديث بالشارقة، «اصايل» لجمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، و«قرموشة» لمسرح دبي الأهلي، و«عار الوقار» لجمعية دبا للفنون الشعبية والمسرح، و«أنا وزوجتي وأوبامـا» لمسـرح خورفكان.

ولفت عبدالله إلى الحضور الجماهيري المهم الذي حققته عروض تلك المسرحيات أثناء فعاليات مهرجان أيام الشارقة المسرحية، مؤكداً أن جمعية المسرحيين تسعى للحفاظ على المكتسبات التي حققها الموسم المسرحي في الدورات السابقة، من خلال المستوى الفني المتميز لعروض «الموسم» وكثافة الحملة الإعلانية، بالإضافة إلى تشكيل لجان تتميز بالخبرة على صعيد التنظيم بغية الوصول إلى أقصى حالات النجاح الممكنة، وهذا هو المؤمّل في دورة هذا العام، حسب تعبيره.

وأكد عبدالله، أن الموسم المسرحي الذي يتلقى دعماً من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تم التنسيق بشأنه مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ودائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ومجموعة مسارح الشارقة وتلفزيون وإذاعة الشارقة، لتذليل جميع العقبات التي قد تقف عائقاً أمام الفرق المسرحية المشاركة في الموسم.

مشيراً إلى أن النشاط الدائب الذي ستشهده الأشهر القليلة المقبلة سواء لجهة الدورات والورش المختلفة للممثلين والفنيين المرتبطين بالمسرح، أو إقامة العروض ذات الجودة الفنية العالية من شأنه أن يحافظ على الدفعة الفعلية والمعنوية الحالية التي تعيشها الخشبة الإماراتية بعد أن أثبتت تألقها في محافل خليجية وعربية وإقليمية متفاوتة، ويليق في الوقت ذاته بمكانة الدولة على الخريطة المسرحية العربية، بعد أن أصبحت الشارقة مقراً دائماً للهيئة العربية للمسرح.

تويتر