غنّى في ختام مهرجان فلسطين الدولي

إيمان البحر درويـش في رام الله: «ارفع رأسك أنـــت عربي»

صورة

أسدل الستار، مساء أول من أمس، على مهرجان «فلسطين الدولي للرقص والموسيقى» في دورته الـ،13 بمشاركة الفنان المصري ايمان البحر درويش، مقدما مجموعة متنوعة من اغاني الثورة والحب والزمن القديم.

وقال درويش الذي يزور فلسطين للمرة الأولى عند اعتلائه المسرح امام جمهور ضاق به المدرج الذي أقيم في ساحة قصر رام الله الثقافي لإقامة المهرجان عليه: «سعيد جداً بوجودي معكم. ربنا لك الحمد كما ينبغي على كل هذا الحب الذي لم أتخيله».

وردد الجمهور واقفاً مع درويش مرتين النشيد الوطني المصري «بلادي بلادي»، مطالبين درويش «ارفع رأسك فوق انت مصري»، ورد عليهم «ارفع رأسك فوق أنت عربي».

ودعا درويش الفنانين العرب الى القدوم الى الأراضي الفلسطينية، مضيفاً «القدوم الى هنا ليس تطبيعاً. الأغلبية العظمى من الشعب المصري ضد التطبيع والقدوم الى هنا ليس تطبيعاً، ولو كان هذا تطبيعاً ما قدمت الى هنا.. هذه فلسطين.. كل واحد لازم يجي علشان يشعر بالناس».

وتابع «من يأتي الى هنا يعيش المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. الانتظار الصعب على الحدود يمتد لساعات، وانا على استعداد للعودة مرة اخرى لاحياء حفلات اخرى متى اتيحت لي الفرصة لذلك».

بدأ درويش امسيته الفنية بمشاركة فرقته الموسيقية التي ضمت 10 عازفين وكورال من ثلاثة اشخاص بأغنية «انا طير في السما»، تبعها بأغاني «عجيب حبك» و«يا وابور الساعة» و«اقرأ يا شيخ» و«ضميني» و«انسي الدنيا» و«قول يا قلم» و«أذن يا بلال» و«مكتوب لي اغنيلك».

وحرص درويش على تفسير بعض معاني كلمات الأغاني الصعبة التي قدمها، ومنها «محسوبكم داس صبح محتاس» التي تروي قصة عامل مطعم، بعد الحرب العالمية الثانية فقد عمله الأصلي وبدأ العمل في مسح الأحذية. واهدى درويش اغنية «أذن يا بلال» الى «كل الشهداء في فلسطين ومصر وسورية واليمن وليبيا». وقال درويش المنحدر من عائلة فنية عريقة، فهو حفيد الفنان الكبير سيد درويش الذي غنى لثورة سعد زغلول عام ،1919 بعد الحفل الذي امتد لاكثر من ساعتين وسط مطالبة الجمهور له بالاستمرار: «انا متفاجئ فعلاً من ان الجمهور يحفظ كل هذه الاغاني»، وطلب من الكورال مازحاً ان يغادر المنصة، لان الجمهور حل محلهم من خلال ترديده مقاطع الاغاني تماماً كما يفعل الكورال. واوضح ان تفاعل الجمهور الفلسطيني بهذا الشكل مع جميع الاغاني التي قدمها، والتي تنوعت بين الرومانسية واغاني الثورة والزمن القديم، يؤكد ان الجمهور تواق لسماع كل انواع الاغاني، وقال: «على القنوات الفضائية ان تقدم للناس كل انواع الفن، ودعوا الجمهور يختار ولا تفرضوا عليه نمطاً واحداً من الغناء».

نقل درويش للجمهور الفلسطيني مشاهد من ميدان التحرير خلال الثورة المصرية التي شهدها خلال الـ18 يوما التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك، وقال: «في ميدان التحرير تجسدت الوحدة بين المسلمين والأقباط. عندما كان المسلمون يصلون الجمعة كان الأقباط يرددون الله اكبر علشان يسمعوا الصوت. تحية الى كل الأقباط والمسلمين». ويرى درويش ان الصعب لم ينجز بعد في هذه الثورة، ويقول ذلك في اغنية جاء فيها «عدّي فوق الصعب عدّي مش هيسكت تاني صوتي».

وقالت مديرة المهرجان، ايمان حموري، في كلمة لها في حفل الختام: «المهرجان تخطى الحدود الفنية والنتائج فاقت التوقعات، وعطش الناس للفن الراقي والملتزم واضح، والذوق العربي مازال بخير». واضافت «ركزنا في هذا العام على دور الشباب الذي يصنع التغيير الذين لهم ان يفخروا بانفسهم وبما يصنعوه.. لقد اقمنا فعاليات المهرجان هذا العام في نابلس وقلقيلية وبيت جالا، اضافة الى رام الله، وكان كل هذا النجاح شكرا لكل من أسهم معنا لإنجاز ذلك». وشاركت في مهرجان العام الجاري، الذي افتتح بحفل لفرقة «وسط البلد» المصرية في الرابع من الشهر الجاري، فرق فنية من اسبانيا وتشيلي، اضافة الى فرق محلية فلسطينية، الى جانب الفنانة الجزائرية سعاد ماسي، والاردنية مكادي نحاس، والختام كان مع ايمان البحر درويش.

تويتر