«مسرح العرائس».. احتفاء بالحكايا
صورة متكاملة لفنون المسرح تشكل باقة متجانسة في عالم مدهش، تعكس جميع الفنون المسرحية التي يستطيع الزوار متابعتها يومياً لمشاهدة العروض التي تقدمها فرق عالمية. ويعتبر مسرح العرائس من الأركان المفضلة لدى الزوار، خصوصاً أنه من الأركان الجديدة التي تقدم عروضاً متميزة يحبها الكبار والصغار، حيث يستطيع الزوار متابعة عروض مسرح العرائس مرتين يومياً عند السادسة والثامنة مساء في المسرح الخاص الواقع في القاعة الغربية.
وسمي بمسرح العرائس لأن الدمية هي البطلة الأساسية، منها ما يحركها أشخاص بطريقة متخفية، ومنها عرائس الأراجوز التي تتحرك بالقفاز، وعرائس أخرى تتحرك بالخيوط والعصا، وعرائس خيال الظل التي يشاهد الجمهور ظلها فقط. وفي «عالم مدهش» يقدم العرض مُهرّجان يبدآن بمشاهد مضحكة، ثم ينطلق العرض، وتتنوع الدمى بين النمر والأميرة والورود ورقصة الأفاعي وغيرها، ليرووا قصصاً بأسلوب مضحك وشائق ينال إعجاب الجمهور الذي يصفق له طويلاً.
ويعتبر مسرح العرائس من الفنون المسرحية الهادفة والترفيهية، التي تساعد على تعزيز إدراك الأطفال وجذب انتباههم ودورهم في المجتمع. كما يساعد المسرح على توصيل القيم والمبادئ السلوكية الايجابية للأطفال وتقديم الرسائل لتغيير السلوكيات السلبية بطريقة غير مباشرة، بالإضافة إلى تنمية خيالهم وقدراتهم الإبداعية، وإشباع حاجتهم للمغامرة والتحدي.
وحضر عرض العرائس عبده محمد عياسي، من السعودية، الذي زار «عالم مدهش» برفقة زوجته وولديه سعود (ست سنوات) وأكرم (خمس سنوات)، وبدت العائلة سعيدة وهي تتفاعل مع العرض وتجيب الدمى عن أسئلتها. وأكد الأب أن «عالم مدهش» اسم على مسمى، قائلاً «أنا سعيد ما دام أطفالي سعداء، ليست المرة الأولى التي آتي فيها إلى هنا ولن تكون الأخيرة، لكنها المرة الأولى التي نحضر فيها عرضاً للدمى المتحركة والعرائس، وأقولها بصراحة لم أكن أقل انفعالاً من أولادي، فلقد أعجبني العرض وجذبني كثيرا».
وبدا سعود متحمساً للعرض، تارة يقوم عن كرسيه وتارة أخرى يجلس ويجيب عن أسئلة الدمى بفرح، فيما أخذ أكرم يقلد صوت الأفعى وحركتها، ويسأل والده عن الطريقة التي تتحرك بها، ليعرف بعدها معنى مسرح العرائس، خصوصاً بعد أن توجه أعضاء الفرقة عند انتهاء العرض إلى الجمهور، وأخذوا يعيدون حركات الدمى مرة أخرى ليتعرفوا إليها بطريقة سلسة ومشوقة.