طول الخنجر متران و65 سنتيمتراً. من المصدر

معرض المقتنيات.. تحف تروي حكايات

تحمل المقتنيات قصصاً وحكايا كثيرة، إذ إنها ليست مجرد معروضات يحتفظ بها صاحبها لتملأ المكان، لكنها هواية وحالة عشق كبيرة تربط المقتني بمقتنياته، ورمز يحكي عن عشق صاحبه للفن والتراث. وفي الماضي كان اقتناء التحف والأعمال الفنية التراثية حكراً على ميسوري الحال والمقتدرين، بسبب ندرتها وغلاء ثمنها، أما في الوقت الحالي فبإمكان كثيرين تزيين بيوتهم بالتحف والمقتنيات الجميلة والتذكارات من مختلف أنحاء العالم.

ويتميز معرض المقتنيات المقام في «مردف سيتي سنتر»، ضمن فعاليات مفاجآت صيف دبي ،2011 باستقطابه مجموعة واسعة من هواة جمع المقتنيات من دول متنوعة. كما يوجد في المعرض العديد من المشاركين الإماراتيين الذين يمتلكون مجموعات نادرة تتنوع بين السيارات الكلاسيكية والعملات والصور والوثائق القديمة وغيرها، ويشارك في المعرض كذلك عدد من الفنانين الذين يعتبرونه منصة رائعة لعرض اعمالهم الفنية القيّمة، مثل عماد غلغاي الفنان الخطاط وصانع الأدوات التراثية.

واحة تراثية

حوّل غلغاي بيته إلى واحة تراثية، تشمل لوحات فنية متعددة وسيوفاً ورماحاً وخناجر ومنحوتات تراثية، بالاضافة إلى لوحات من الخط العربي، كلها من صنع أنامله ومستوحاة من التراث.

ويقول غلغاي المتخصص في التراث: «أعشق الفن، خصوصاً الخط والرسم والنحت، كما أصنع السيوف والجناجر والقطع التراثية»، لافتاً إلى أنه يعمل حالياً مصمماً لواجهات المباني، ويرى أنه يمتهن تلك المهنة بحس الفنان، الذي يود أن يدوّن اسمه على كل عمل فني يصممه، مضيفاً «أعمل محترفاً في مجال الفن التراثي، وفي مجال صناعة التحف واللوحات الفنية، وفي البداية كانت عندي هواية الخط والرسم والنحت، وبعدها صقلت تلك الموهبة وانتقلت إلى مرحلة الاحتراف، فلم تعد بذلك مجرد هواية، إذ تحولت إلى صنع التحف بيدي».

ويؤكد غلغاي، الشيشاني الأصل، أنه عشق الفن بالفطرة منذ نعومة اظفاره، و«كانت البداية مع فن الرسم، وبعد ذلك لفتت نظري روعة وجمالية الحروف العربية، فوجدت نفسي مهتماً ومأخوذاً بالخط العربي وبفنونه، خصوصا انني نشأت في هضبة الجولان في سورية، وامتزج عندي الفن العربي بجمالياته والفن القوقازي بما يميزه من طبيعة مختلفة، ما أثرى دون شك أعمالي الفنية».

وعن مشاركته في معرض المقتنيات يقول إن «الخنجر الذي شاركت به في المعرض هذا العام، يعد أكبر خنجر في العالم، وقد صنعته بنفسي في دبي، واستغرق صنعه نحو ثلاثة أشهر، ويبلغ طوله نحو مترين و65 سنتيمتراً، ووزنه نحو 100 كيلوغرام، بينما الخنجر الأصلي لا يتعدى الـ45 سم، وهو مصنوع من الخشب الفاخر ومادة الستانلس ستيل والجلد الطبيعي، وقد رصعته بآلاف الفصوص والاكسسوارات، وجعلت النصل يفتح ويغلق آلياً».

«غينيس»

عن طموحاته المستقبلية يقول غلغاي: «أطمح الى أن تدخل أعمالي الفنية كل بيت، وأن يكون لدي متحف خاص بي بالأعمال الفنية التراثية، وأحب كثيرا صنع السيوف والقامات فهي ترمز الى القوة والفروسية، وصنعت الكثير من القامات بأشكال وأحجام مختلفة، وكذلك السيوف والخناجر، أما حاليا فأنا بصدد صنع أكبر سيف في العالم، وأنجزت شوطا كبيرا، وأسعى جاهداً للتواصل مع موسوعة غينيس للأرقام القياسية حتى أقوم بتسجيله».

وأضاف «لدي حاليا ثلاثة أعمال تراثية عملاقة أستطيع أن أدخل فيها الموسوعة، إذ صنعت أكبر لوحة جدارية بالأحرف العربية محفورة على الغرانيت، وهي تزيّن الآن واجهة ندوة العلوم في مدينة دبي، وكذلك الخنجر، والسيف الذي أنا بصدد الانتهاء منه».

ويعتبر غلغاي معرض المقتنيات فرصة جيدة لتعريف الآخرين إلى ما يقتنيه البعض من قطع وتحف جميلة، وفرصة جيدة كذلك لجامع وصانع التحف لعرضها على أكبر شريحة من الناس، خصوصا أنه ينظم في أحد مراكز التسوق سنوياً. ويقول: «تشكل مراكز التسوق بيئة مناسبة لتنظيم مثل تلك المعارض نظراً لأعداد الزوار الكبيرة التي تستقطبها»، لافتاً إلى أن الشيء المميز في دبي تنوعها الثقافي والحضاري وتعدد الجنسيات فيها، ما يتيح المجال للتواصل مع مجموعة واسعة من الذين تستهويهم الاعمال الفنية والتذكارات من شتى أنحاء العالم.

كما يقترح أن تمتد الفترة الزمنية لمعرض المقتنيات لأكثر من 10 أيام، وأن يقام كذلك خلال مهرجان دبي للتسوق ليتيح الفرصة أمام أعداد أكبر من الزوار لمطالعة المقتنيات.

الأكثر مشاركة