كليد دي سوزا: تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد تسهم في التركيز على المشاعر والتأثرات النفسية. تصوير: إريك أرازاس

أبوظبي تقتحم الإنتاج الثلاثي الأبعاد

أطلقت twofour54 ، أمس في أبوظبي أول مختبر يعمل بتقنية التصوير المجسم الثلاثي الأبعاد، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي تم تصميمه ليصبح مركزا لجميع نشاطات تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد، ومصدراً لتوفير التسهيلات والمعدات وخدمات الدعم للمختصين والعاملين في مجال الإنتاج الثلاثي الأبعاد.

المختبر يوفر المعدات اللازمة للتصوير الثلاثي الأبعاد.

وأشار الرئيس التشغيلي ونائب الرئيس التنفيذي لـ twofour54 إنتاج وين بوغ، إلى ان أجهزة التلفزيون التي تعمل بتقنية التصوير الثلاثي الأبعاد مقبلة، ولابد من التعامل معها، خصوصاً أها لن تقتصر على الانتاج الفني في التلفزيون والسينما، لكنها ستمتد أيضاً إلى الألعاب ومختلف مجالات الترفيه والمجالات الأخرى، مضيفاً أنه «يمكن بوضوح إدراك التأثير المهم للإنتاج الثلاثي الأبعاد في القطاع الترفيهي حالياً، إذ نجد أن هناك أربعة أفلام من بين أفضل وأهم الأفلام في الولايات المتحدة تم تصويرها بتقنية الأبعاد الثلاثية خلال العام الماضي وعلى رأسها (افاتار)، ولذلك جاء إطلاق هذا المختبر ليواكب الجديد على الساحة ومتطلبات السوق الإقليمي، ويحقق رؤية twofour54 التي تسعى إلى الريادة في تقديم خدمات الإنتاج والتدريب الفني في المنطقة، وفق أعلى المعايير العالمية».

وأوضح بوغ أن «المختبر الثلاثي الأبعاد الجديد إضافة غنية ومهمة لتسهيلات ومنشآت twofour54 إنتاج الموجودة، إذ سيستفيد المخرجون الإقليميون من الفرص التي سيوفرها المختبر للإنتاج بتقنية التصوير المجسّم الثلاثي الأبعاد في مجالات إعلامية وترفيهية مختلفة. كما يستطيع المختبر الجديد دعم العديد من الفرص المتوافرة في أعمال الإعلام الأخرى كالإعلانات، والصور المنتجة عن طريق الكمبيوتر، والرسوم المتحركة، وفيديو الشركات، والنشاطات، وحتى التطبيقات الصناعية والطبية».

هيتشكوك أول مستخدم

من جانبه، أشار التقني في المختبر كليد دي سوزا إلى أن «أساس النجاح في تقديم أعمال بتقنية التصوير الثلاثي الأبعاد يعتمد في الدرجة الأولى على قدرة صاحب هذا العمل على التفكير بالأسلوب نفسه، ومن دون هذه الأفكار الجديدة التي تسعى إلى الاستفادة جدياً من إمكانات التقنية الحديثة لن تكون النتيجة مرضية»، لافتاً إلى أن المخرج العالمي ألفريد هيتشكوك استخدم تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد في أحد أفلامه منذ ما يقرب من 50 عاماً، لأنه فكر بهذه الطريقة التي لم تكن موجودة في ذاك الوقت، لذلك لابد أن ندرك ان اسلوب التفكير هو الأساس في نجاح الاعمال».

وأوضح دي سوزا أن الفترة المقبلة ستشهد توسعاً في استخدام التقنية الحديثة في تصوير الالعاب والمباريات الرياضية والبرامج الحوارية، ونشرات الأخبار، لأنها قادرة على نقل المشاهد ليصبح كأنه جزء من الأحداث التي يتابعها. أما في السينما فلن تقتصر جمالياتها على أفلام الحركة والخيال العلمي كما يرى البعض، لكنها يمكن ان تقوم بدور مهم في الأفلام المرتبطة بالتحليل النفسي، إذ تسهم تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد في التركيز على المشاعر والتأثرات النفسية التي تخلقها الأحداث، وإبرازها للمشاهد بصورة أكثر وضوحاً.

مشروعات

من ناحيته أوضح رئيس twofour54 إنتاج، حسن السيد حسن، أن الأسابيع المقبلة ستشهد تنظيم مجموعة من الدروات التدريبية بالتعاون مع أكاديمية twofour54 المتخصصة في التدريب الإعلامي، لتعريف وتدريب الملتحقين بهذه الدورات على أحدث تقنيات الإنتاج الثلاثي الأبعاد، مع استخدام أحدث المعدات العالية التقنية، على يد مجموعة من المحترفين في هذا المجال، مشيراً إلى أن هذه الدورات ستنقسم إلى دورات تعريفية للمبتدئين، وأخرى متقدمة للمحترفين في مجال الانتاج الفني.

أوضح حسن أن المختبر بدأ في دراسة بعض المشروعات الانتاجية المختلفة لدعمها، من بينها مشروع يعتمد على المزج بين الرسوم المتحركة والتصوير الواقعي، وهي نوعية من الأعمال الفنية غير منتشرة حتى الآن حتى في الغرب، أما المشروع الثاني فيقوم على إنتاج مجموعة من الأفلام القصيرة، لافتاً إلى أن هناك اتجاهاً للتنسيق مع هيئات ومؤسسات مختلفة في الدولة لتصوير أبنيته والمعالم المهمة والسياحية في الإمارات بتقنية التصوير الثلاثي الأبعاد لاستخدامها في أهداف الترويج السياحي والثقافي.

وقال «قمنا باختيار مجموعة أساسية من الأجهزة والبرامج التي تعد من المعايير القياسية في عملية الإنتاج وفق تقنية التصوير المجسّم الثلاثي الأبعاد عند تطويرنا للمختبر ثلاثي الأبعاد، كما عملنا على توفير مرونة في تسهيلات المختبر الجديدة لتتوافق مع متطلبات المنتجين بالأبعاد الثلاثية، كما يوفر المختبر مجموعة واسعة من الأدوات المستعملة في إنتاجات متعددة».

وأشار إلى تعدد المشروعات الإنتاجية المتخصصة بالتقنيات الثلاثية الأبعاد التي يدعمها المختبر التي تتضمن الأفلام الروائية، والأفلام الوثائقية، واللقطات البطيئة الحركة، إضافة إلى الإعلانات السينمائية والتلفزيونية.

وأشار حسن إلى أن التقنية الجديدة لن تقتصر على المجالات الفنية والترفيه فقط، إذ يمكن استخدامها في مختلف المجالات الأخرى، مثل دراسة الآثار لما تتميز به من إظهار أبعاد المكان أو الشكل الذي يتم تصويره، بحيث تمكن دراسته عن بعد، وهو ما ينطبق أيضاً على مجال الجيولوجيا والطب والتعليم بحيث يتم استخدام الصور الثلاثية الأبعاد لشرح بعض الدروس التي تحتاج إلى توضيح بالصور للطلبة.

الأكثر مشاركة