دلال الزير: لكل فضائية قوانينها الخاصة في نشر الرسائل. من المصدر

دلال الزير: نعيش عصــــر التكثيف

يتابع المشاهدون شريط الرسائل النصية القصيرة التي تظهر في أسفل الشاشة على المحطات التلفزيونية الأرضية منها والفضائية بشكل يومي، ولكن كثيرون منهم لا يعرفون التطور التاريخي لهذا الشريط الذي أصبح اليوم جزءاً من حياة الفرد حسب توظيفه لهذا النوع من الرسائل في استقبالها وإرسالها، وحسب مديرة خدمات القيمة المضافة لـ«ايكو فاس» المتخصصة في تزويد خدمات القيمة المضافة لشركات الاتصالات في الوطن العربي، دلال الزير، فإن «العالم اليوم يعيش خياره في نوعية الأخبار التي يريد أن يتلقاها عبر (إيميله) الشخصي أو هاتفه النقال، بعد ان كانت الأخبار محددة وموجهة ولا تحتمل وجهة نظر أخرى». مؤكدة أن «تاريخ شريط الرسائل النصية يعود إلى دخول الفضائيات الأجنبية للمنطقة العربية مع حرب الخليج الثانية عام ،1991 لينتقل بعد ذلك إلى عدد من القنوات الفضائية العربية التي استخدمته في البداية في بث البيانات الاقتصادية لرجال الأعمال والمهتمين بالحركة الاقتصادية».

عصر التكثيف

فيأأواسط التسعينات من القرن الماضي، رأى كوميدي بريطاني أن يصوّر تنافس الفضائيات أعلى تقديم خدمات للمشاهدين، وجلس أمام الكاميرا منتحلاً دور مذيع نشرة الأخبار، وسرعان ما ظهر على الشاشة شريط الأخبار المتحركأ في أأسفلها، ثم إشارة المحطة والساعة في أأقصى اليسار واليمين، تلتها إشارة عن حال الطقس، وشريط آخر متحرك للرسائلأ النصية أمن المشاهدين، والى ما هنالك، حتى امتلأت الشاشة بالإشارات ولم يكد يُرى وجه المذيع.

قيود

أكدت مديرة خدمات القيمة المضافة لـ«ايكو فاس» المتخصصة في تزويد خدمات القيمة المضافة لشركات الاتصالات في الوطن العربي، دلال الزير، أن الشركة تعاقدت أخيراً مع الفنان عمرو قطامش نجم برنامج «آرب جوت تالنت» في موسمه الأول الذي عرض على قناة «ام بي سي 4»، وذلك بهدف تزويد مستخدمي الهاتف الجوال في الوطن العربي بخدمة «قطامش شو»، التي ستعرض على شكل فيديو». وأشارت إلى أن الرقابة متفاوتة، موضحة «هناك قنوات فضائية لا تفرض أي قيود على الرسائل، لذا يلاحظ المتابع كلمات خادشة أو ألفاظاً نابية، وهناك فضائيات تحرص على نوعية الكلمة المرسلة بأن تكون مهذبة وذات فائدة، وهناك من يرفض ان تكون اللغة العربية الفصحى هي لغة الرسائل، فكل فضائية لديها قوانينها وشروطها، وما على شركات الخدمات إلا ان تقبل او ترفض حسب سياستها ونهجها».

قالت الزير «نعم نحن نعيش عصر التكثيف، في هذه السرعة بكل ما يجري من حولنا، نحتاج إلى أن نكون جزءاً من المكان و الزمان بأي طريقه، فلدينا الكثير من الأدوات ونادراً ما نلتقي أشخاصاً لا يحملون الهواتف النقالة، التي أصبحت أداة أيضاً في استقبال الرسائل النصية وأفلام الفيديو التي تعرض في التلفزيون»، مشيرة إلى أن « القارئ اليوم بإمكانه اختيار نوعية الأخبار التي تصله على (إيميله) أو هاتفه النقال، كذلك يمكن لقارئ صحيفة أن يشاهد لقطات فيديو مثلاً على موقع الصحيفة على الانترنت، بدلاً من الاكتفاء بالصور، كذلك الحال مع القنوات التلفزيونية، فقد أصبحت تتلقى من المشاهد الرسائل النصية والفيديو»، وأضافت «هذا التفاعل المتبادل بين الطرفين غير كثيراً في مفاهيم إدارة العمل الصحافي، وأبرز الإعلام الحديث التفاعلي». مؤكدة أنه حتى الجامعات الأميركية والحديثة بدأت تدخل منهاج كيفية استخدام الوسائط المتعددة في خطتها التدريسية.

تطور تاريخي

عن تاريخ تطور الرسائل القصيرة ووجودها الآن في الشريط التلفزيوني أوضحت الزير أنها «بدأت مع نقل الأخبار أثناء حرب الخليج الثانية، التي كانت تأتي أولاً بأول فلا يستطيع المذيع بثها، فتم توظيف الشريط الإخباري الذي مازال محافظاً على اسمه».

وأضافت أنه «نتيجة للتطورات المتلاحقة التي شهدتها تلك الفترة، خصوصاً في منطقة الخليج، انتقلت للحديث عن عالم المال والأعمال، وأيضاً تم إضافة أخبار العالم اليه خصوصاً خلال فترة الحرب ضد العراق»، ومع انتهاء العمليات العسكرية وانتشار الفضائيات بدأت تستخدم هذه التقنية في البرامج المختصة بالأغنيات والمنوعات، ما فتح فضاء آخر من إعطاء الفرصة للتعارف من حول العالم عبر هذا الشريط المتحرك، وأضافت أنه حتى هذا الشريط أسهم في العثور على أقارب ابتعدوا عن بعضهم، ولقاء الأصدقاء أيضاً.. الخ من الأمور الاجتماعية.

التأثير في اللغة

عن تأثير مثل هذه الخدمات في اللغة قالت الزير« في شركة ايكو فاس نحرص كثيرا على هذا الجانب كي لا نسهم في نشر المفردات التي تؤثر في اللغة العربية تحديداً من خلال قسم تحريري متخصص في عملية تحويل النص العامي إلى نص فصيح، لكن الرسائل تحتكم لطبيعة البرامج التي تستقبلها، فهناك شريط يتحمل اللهجة العامية ويتقبلها، وهذا ليس فيه أي ضرر ما دام لا يؤذي مشاعر المتلقي ولا يخدش الحياء، فالفضاء المتسع ينقل الاسم من مدينة الى أخرى، ومن قرية بعيدة الى أبعد، ومن حاضرة المدن إلى سعة صحراء، وبمجرد أن يكون لديك جهاز «ستلايت»، حتى لو كان على ظهر بعير، أو في كوخ، فإنك سترى وتسمع وقد تستمتع وتشارك إذا أردت».

الأكثر مشاركة