لوسي: رمضان ليس الموسم الأمثل لعرض الدراما الرائجة. من المصدر

لوسي: لا أخجل من لـقب « راقصة »

ترى الفنانة لوسي أنها مظلومة من شائعة محاربة الفنانات العربيات وعرقلة عملهن في مصر، مؤكدة أنها لا تخجل من لقب «راقصة»، وتعتبر بعد أحداث 25 يناير في مصر أن «على الفنان ألا ينشغل بالممسكين بزمام السلطة، لأن (البقاء للشعب)»، وتتوقع أن يُقدر النقاد دورها في مسلسل «سمارة» الذي تؤدي فيه دور عليات، أم الشخصية المحورية «سمارة» التي تجسد دورها الفنانة غادة عبدالرزاق.

سوء تأويل

قللت الممثلة المصرية لوسي من حجم تأثير أحداث 25 يناير في مصر في الطاقة الإنتاجية للدراما في بلدها، مضيفة «لم تنهر صناعة الدراما المصرية كما يروج البعض، وبعد أن كان المعدل 40 مسلسلاً تعرضها الفضائيات في رمضان، أصبحنا أمام نحو 30 عملاً، وهو رقم مقبول وصحي» .

وأبدت لوسي عتباً على وسائل إعلام تلقفت تعليق المذيع اللبناني طوني خليفة لأحد تصريحاتها بقوله «من البيت للكباريه ومن الكباريه للبيت»، عندما كانت تصف للجمهور استقامتها واهتمامها بمنزلها، مضيفة «دائماً سوء التأويل مرادف لمسيرة المشغولين بأعمال تستحق المتابعة»، معتبرة في الوقت ذاته الظهور في البرامج الحوارية ضرورة تكشف للجمهور الوجه الآخر للفنان.

وأبدت لوسي قبولاً متحفظاً لظاهرة تخفيض أجور النجوم التي تجتاح الدراما المصرية حالياً بعد أحداث 25 يناير، قائلة «بالنسبة لي فلست متمسكة بأجر آخر مسلسل اشتركت فيه العام الماضي، لأن معيار المادة ليس هو الترمومتر الوحيد لقياس نجومية الفنان».

ولم تعلق لوسي بشكل واضح على دروس الفنانين المصريين من احداث 25 يناير وما تلاها من تصنيف بعضهم في قائمة بيضاء، وآخرين في نظيرتها السوداء، معقبة على ذلك بأن «الشعوب لبعضيها، والكراسي لا تدوم لأحد».

كواليس «سمارة»، وواقع الدراما في مصر وأجور الفنانين وأحاديث «الثورة»، بعض من القضايا التي اثارتها «الإمارات اليوم» مع لوسي على هامش متابعة تصوير مسلسل «سمارة» في القاهرة، والمقرر عرضه على شاشة دبي الفضائية على مدار شهر رمضان المقبل. رفض مبدأ الرهان كان أساساً لتصريحات لوسي حول توقعها بصدد حظوظ سمارة من التقدير النقدي والجماهيري، مضيفة «لا أحب الرهان، وعلمتني التجارب أن الحسابات والورق والسيناريو شيء، وميول الجمهور وآراء النقاد والتوفيق شيء آخر قد لا ينسجم مع أي حسابات نظرية، لكنني أستطيع على الأقل أن أتوقع أن يكون (سمارة) عند حسن توقع الطرفين: الجمهور والنقاد، بطاقمه سواء الفني أو التمثيلي، لا سيما أن العمل بالفعل تتوافر له كل أسباب النجاح، نظرياً، بما في ذلك السياق الإنتاجي، حيث تم تسخير مقومات إنتاجية مهمه له، منها بناء ملهى ليلي مخصوص وشارع يماثل شارع كلود بك في مرحلة الستينات داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، كي تكون هناك مقاربة حقيقية للزمن الدرامي في أربعينات القرن الماضي» .

لوسي التي تلعب دور شخصية غير موجودة بالأساس في القصة الأصلية التي تحمل العنوان نفسه، وجسدت بطولته الراحلة تحية كاريوكا، أكدت أن المقارنة بين الفيلم والمسلسل ستكون ظالمة، موضحة أن «هناك الكثير من الأحداث والخيوط الدرامية التي أضافها الكاتب مصطفى محرم، بدليل أن العديد من الشخصيات الرئيسة غير موجودة في قصة الفيلم، واختلقها محرم في المسلسل، وفي كل الحوال لا يمكن مقارنة عمل سينمائي مدته ساعة ونصف الساعة، بمسلسل تلفزيوني يمتد 30 حلقة».

«عليات»

نفت الفنانة المصرية أن يكون حضور الشخصية المحورية على حساب سائر الشخصيات في المسلسل ومنها دورها، بل «على العكس من ذلك، فشخصية عليات محركة للأحداث، وتحمل سمات متباينة، فهي شديدة الطيبة أحياناً، شريرة في أحيان أخرى، لا تستطيع أن تكوَن حيالها تصوراً نهائياً، إلا مع نهاية الأحداث، وكلها عوامل تزيد من أهمية الدور الذي لا يجب أن يتم حسابه بشكل كمي يتعلق بعدد المشاهد».

لوسي التي بدأت التمثيل بأدوار ثانوية قبل أن تصل إلى مصاف أدوار البطولة في أعمال مهمة مثل «سلطان الغرام» و«الباطنية» و«مذكرات سيئة السمعة» وغيرها، واصبحت متخصصة في تجسيد أدوار المرأة المغلوبة على أمرها في بيت الزوجية، تؤكد أنها لاتزال تخفي في جعبتها الكثير في مسلسل «سمارة» بشكل خاص، مضيفة «أحد الأمور الإيجابية أيضاً أن المسلسل سيعرض على قنوات رائدة ومهمة لدى المشاهد العربي، ومنها قناة دبي الفضائية».

ونفت ما يتردد من أنها إحدى أكثر الممثلات المصريات اللائي يحاربن نظيراتهن العربيات، خصوصاً اللبنانيات، مؤكدة «لي علاقات جيدة تجمعني بالكثير من الممثلات العربيات من مختلف الجنسيات، وحتى الممثلين أيضاً، لدرجة أن الفنان السوري جمال سليمان أحد أكثر المقربين لي في الوسط الفني، لكن لديّ قناعة فنية بأن الدور ما دام يتعلق بشخصية تنتمي في سياقها الدرامي إلى المجتمع المصري، فإن الممثل المصري بالتأكيد سيكون الأجدر بإقناع المشاهدين بصدقه وواقعيته، وما تردد بشأن اختلافي مع سوزان نجم الدين تحول إلى بالون إعلامي تم تضخيمه».

لكن لوسي رفضت انسحاب الموقف نفسه على مجال الرقص، واستبعدت الوصول إلى إجادة الراقصة العربية للرقص الشرقي كإجادة نظيرتها المصرية «لأن الأمر يرتبط بتراكمات وتقاليد وتفاصيل صغيرة تحتاج إلى أكثر بكثير من مجرد الممارسة والتدريب، وهو أيضاً رأي خاص لا أدعي أنه ملزم لأي جهة أو نقابة كما حاول تسويق ذلك البعض». لوسي التي أكدت أنها لا تتعمد المغالاة في أجرها بقدر ما تسعى إلى موازاة بين سيرتها الفنية وجهد كل عمل على حدة، وايضاً ما يتطلبه من ميزانية تنفق على الملابس والاكسسوارات الخاصة بالعمل، حسب تعبيرها، رأت أن «المساومة على أجر الفنان بغيضة»، مبررة في الوقت نفسه غياب اشتراكها في أعمال غير مصرية، بمسألة العرض والطلب، مضيفة: «كانت هناك ترتيبات لتصوير مسلسل مع مخرج سوري معروف لم تكلل بالنجاح، بسبب الغُبن الشديد الذي كان يحمله العقد في ما يتعلق بأجري».

ثالوث

حول تجربتها الغنائية، التي جاءت لتجمع لها ثالوث الرقص والتمثيل والغناء، قالت «يقابلني الجمهور في الشوارع وأسمعهم يغنون تلك الأغاني، معنى ذلك عملياً أنها نجحت، لكنني كنت ولاأزال شديدة الاقتناع بتلك التجربة، وربما أكررها بالفعل».

وتحدثت بصراحة حول الحرج الاجتماعي والأسري من لقب «راقصة» الذي حملته عقوداً، قائلة «لا أقوم بعمل إلا وأنا أمتلك قناعة تامة به، وسواء كان النتاج الفني رقصاً أم تمثيلاً فهو في المحصلة فن، والأهم من ذلك هو إجادته والتميز فيه، أما آراء الآخرين وضغوط هم فهي على أهميتها لا تثنيني أو تحبطني عن القيام بما أنا مقتنعة به بالفعل، لكنني بكل تأكيد مَدينة لفن الرقص في إيصالي للجمهور، كما أنني مدينة للتمثيل في تقديم صورة أخرى للوسي».

ورأت صاحبة دور عليات في «سمارة» رغم ذلك أن رمضان ليس الموسم الأمثل لعرض الدراما الجيدة، مضيفة أن «سوق الإعلانات تدفع باتجاه تكديس أعمال كثيرة في هذا الشهر، لكنْ هناك أعمال كثيرة مثل (ليالي الحلمية) حظيت بقبول خاص، رغم عرضها خارج إطار الشهر الفضيل».

الأكثر مشاركة