65 ساعة تنتظر المشاهد يومياً مقابل 101 العام الماضي
«الربيع العربي» يعيد تشــكيل الدراما الرمضانية
بإجمالي 65 ساعة تقريباً من الدراما يومياً؛ تستقبل القنوات الفضائية العربية شهر رمضان هذا العام، تتوزع بين المصرية والسورية والخليجية، وهو معدل يقل بنسبة 35٪ تقريبا عن معدل ساعات الدراما التي بثتها القنوات المحلية والعربية في رمضان الماضي، والتي بلغت 101 ساعة تقريبا. وتصدرت الدراما المصرية السباق بـ40 عملاً، تلتها السورية بـ،30 ثم الخليجية بـ27 عملاً، وعموماً شكل التراجع السمة العامة للواقع الدرامي لرمضان .2011
هذا الانخفاض في حجم الإنتاج الدرامي العربي هو نتيجة طبيعية ومتوقعة للثورات العربية والأحداث السياسية التي شهدتها المنطقة منذ مطلع العام الجاري، ومازالت، والتي أدت إلى إعادة تشكيل المشهد الدرامي بشكل كبير، فرغم البدايات المبشرة بموسم درامي رمضاني ساخن جداً هذا العام، إذ تسابق كبار نجوم السينما للإعلان عن تقديم أعمال تلفزيونية رمضانية، مثل عادل إمام ومحمد سعد ومحمد هنيدي وتامر حسني، بالإضافة إلى نجوم ارتبطوا بالدراما الرمضانية، مثل يسرا والهام شاهين ويحيى الفخراني وصلاح السعدني وجمال سليمان وغيرهم. إلا ان قيام ثورة 25 يناير في مصر، ثم اشتعال الأوضاع في سورية، أديا إلى اعادة المشهد بشكل كامل، في ظل تراجع كثير من الفنانين عن تقديم أعمالهم هذا العام، سواء لعدم الانتهاء من تصوير المسلسل في وقت مناسب كما حدث مع الفنان عادل إمام في مسلسله «فرقة ناجي عطاالله»، أو لتراجع المنتجين عن خوض مغامرة الإنتاج الضخم في ظل الظروف الحالية التي تتسم بعدم الاستقرار، خصوصا في ما يتعلق بأعمال نجوم وضعهم الجمهور ضمن القوائم السوداء لمواقفهم الرافضة أو المعادية للثورات في بلدانهم. أيضا توقع سيطرة البرامج السياسية والحوارية على النسب الأعلى من المشاهدة خلال رمضان، وبالتالي على جزء مهم من عوائد الإعلانات، التي شهدت في الاساس تراجعا واضحا في معدلاتها على مختلف القنوات الفضائية العربية خلال الأشهر الماضية، زاد من تخوف المنتجين من المجازفة بإنتاج أعمال تتكلف الملايين، رغم اتجاه أغلبية النجوم إلى خفض أجورهم تجاوبا مع هذه الظروف.
لكن وبشكل عام؛ يأتي التراجع في عدد الأعمال الدرامية التي ستعرض هذا العام أقل من المتوقع، ربما قلل من حجم التراجع ان عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية التي ستعرض تم البدء في تصويرها في وقت مبكر قبل اشتعال الأوضاع في المنطقة.
«المصرية» تتصدّر
رغم قيام ثورة 25 يناير وحالة عدم الاستقرار التي مازالت تمر بها مصر وتلقي بظلالها على كل المجالات، ومن بينها مجال الإنتاج الفني؛ استطاعت مصر ان تحافظ على تصدرها المنافسة الرمضانية بمعدل 40 مسلسلاً، في مقابل 60 عملاً العام الماضي، تميزت بالتنوع في موضوعاتها بين الاجتماعية والكوميدية، وربما يكون اللافت في بعض الأعمال، اتجاه صنّاعها إلى ربط هذه الأعمال بأحداث الثورة، وان كانت التوقعات ان تأتي هذه الأحداث مقحمة على العمل الأصلي. كما تشهد الدراما المصرية هذا العام عودة الفنان محمد هنيدي الى الشاشة الصغيرة بعد انقطاع دام سنوات طويلة من خلال «مسيو مبروك أبوالعلمين»، وأول تجربة للفنان تامر حسني في مجال الدراما التلفزيونية في مسلسله «آدم».
أما أبرز الفنانين الذين خرجوا من السباق هذا العام، بالإضافة إلى عادل إمام، الفنانة يسرا وإلهام شاهين وصلاح السعدني ومحمود عبدالعزيز، بعد ان تعثرت الأعمال التي سبق واعلنوا قبل ثورة يناير عن تقديمها هذا العام. وتمثل الاعمال الاجتماعية النصيب الأكبر من المسلسلات المصرية مثل «سمارة» و«وادي الملوك» و«تلك الليلة»، و«نور مريم»، و«عائلة كرامة»، و«كيد النسا»، و«خاتم سليمان» وغيرها. كما لم تخلُ القائمة من الأعمال الكوميدية، من بينها «نونة المأذونة» لحنان ترك، و«الزناتي مجاهد» لسامح حسين، و«جوز ماما» لهالة صدقي. أما مسلسلات السيرة الذاتية فتضم ثلاثة اعمال هي «رجل لهذا الزمان» عن حياة العالم النووي المصري د. علي مصطفى مشرفة، و«الشحرورة» عن حياة الفنانة صباح، و«الريان» الذي يحكي قصة أحمد الريان صاحب واحدة من أشهر قضايا توظيف الأموال في مصر في العقدين الماضيين، كما يعرض مسلسل الجاسوسية «عابد كرمان» الذي تم اقتباسه من ملفات المخابرات المصرية.
«السورية» ضحية
أيضاً حافظت الدراما السورية، رغم الأحداث التي تشهدها سورية، على المرتبة الثانية في السباق بما يقرب من 30 عملا دراميا، في مقابل 40 العام الماضي، ولعل أبرز ما يلاحظ هو تركز عرض أغلبية الأعمال على القنوات الفضائية والأرضية السورية، مع استثناءات محدودة تعرض على فضائيات عربية، وهو ما قد يرجع إلى ما تردد عن صعوبات واجهها منتجو الدراما السوريون في تسويق أعمالهم هذا العام، وهو ما طرحه بوضوح المخرج نجدت أنزور في حوار سابق له. أنزور الذي يعرض له عملان في رمضان هما «في حضرة الغياب» عن حياة الشاعر الراحل محمود درويش، و«شيفون»، توقع ان يحدث مسلسل «شيفون» جدلاً كبيراً على الساحة، لما يتميز به من جرأة في الموضوع والطرح.
وتمثل الأعمال الاجتماعية الفئة الأكبر في الدراما السورية هذا العام، إذ تصل إلى ما يقرب من نصف العدد الإجمالي للأعمال الرمضانية هذا العام، ومن أبرز هذه الأعمال: «سوق الورق»، و«الولادة من الخاصرة» و«جلسات نسائية»، و«المنعطف»، و«السراب»، و«تعب المشوار»، و«الغفران» و«أيام الدراسة». بينما جاءت الأعمال الكوميدية في المرتبة الثانية، بما يقرب من سبعة اعمال، وهو عدد يقارب نصف العدد الذي كان من المقرر انتاجه هذا العام، ومعظم هذه الأعمال حققت جماهيرية في أجزاء سابقة، مثل «بقعة ضوء»، و«ضيعة ضايعة»، و«يوميات مدير عام2»، و«مرايا» الذي يعود به الفنان ياسر العظمة بعد توقف ست سنوات، وكذلك مسلسل «خربة»، واخيراً «صبايا».
ورغم غياب «باب الحارة» هذا العام؛ إلا ان المسلسلات الشامية حاضرة من خلال أربعة أعمال هي «الزعيم»، و«الدبور» و«طالع الفضة» و«رجال العز». أما السيرة الذاتية فتضم عملين «في حضرة الغياب»، و«دليلة والزيبق». بينما تحول مسلسل «معاوية والحسن والحسين» خلال الأيام القليلة الماضية، ومازال، إلى مادة مثيرة للجدل بعد ان اتجهت جهات دينية مصرية وسورية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، إلى رفض العمل.
نشاط «الخليجية»
وفق مثل «مصائب قوم عند قوم فوائد»؛ جاء تراجع الإنتاج الدرامي المصري والسوري هذا العام ليصب في مصلحة الدراما الخليجية التي تشارك هذا العام بعدد كبير من الأعمال يصل إلى ما يقرب من 26 عملاً، في مقابل 30 العام الماضي، إذ شجعت قلة المعروض الشركات الانتاجية على تقديم المزيد من الأعمال الدرامية هذا العام لتعويض النقص، ولعلها المرة الأولى التي يتواصل فيها تصوير أعمال درامية حتى الوقت الحالي في ظل درجات الحرارة المرتفعة، وصعوبة التصوير في مثل هذا الوقت من السنة، حيث من المتعارف عليه ان كل الأعمال الرمضانية يتم تصويرها في فترة الشتاء للاستفادة من اعتدال الطقس في المنطقة، لكن رغبة المنتجين في اللحاق بشهر رمضان والاستفادة من التغيرات التي حدثت، دفعت البعض الى البدء في تصوير اعمال جديدة في هذه الفترة. ومثل غيرها من الدراما العربية؛ سيطر الطابع الاجتماعي على الشريحة الأكبر من الأعمال الخليجية التي قدمت الكويت الجزء الأكبر منها، ومن بين الاعمال الاجتماعية هذا العام: «ما نتفق» و«بنات ثانوي»، و«فرصة ثانية»، و«الجليب» و«الدخيلة»، و«جفنات العنب»، و«بوكريم برقبته سبع حريم»، و«الملكة» و«هوامير الصحراء3»، و«ساهر الليل»، و«لهفة الخاطر» و«بنات سكر نبات»، و«ليلى3»، و«سعيد الحظ» و«شوية أمل». أيضاً ضمت الأعمال الخليجية لرمضان 2011 عدداً من المسلسلات الكوميدية، لكن بنسبة أقل من العام الماضي، ويمكن القول إن الكوميديا الاجتماعية كانت الطابع السائد للإنتاج الدرامي السعودي هذا العام، مثل الأعوام السابقة، إذ شكلت هذه الأعمال امتدادا لأعمال عرضت في المواسم السابقة، وفي مقدمتها «طاش ما طاش18»، و«غشمشم6»، و«سكتم بكتم»، و«قووول في الثمانينيات». كما ظهرت على استحياء أعمال السيت كوم، منها «فلتة الفريج» و«مذكرات عائلية جداً»، و«فينك». الدراما البدوية موجودة هذا العام، لكنها لم تسلم من التراجع الذي شكل السمة العامة لأعداد الأعمال الرمضانية هذا العام، ومن هذه الأعمال: «كريمة»، و«توق»، و«أيام وليالي»، و«بيارق العرب»، ومن المتوقع ان يُعرض مسلسل «مصاقيل»، وهو أول مسلسل بدوي كرتوني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news