يدير الإنتاج الدرامي في « دبي للإعلام » ويتابع صفـقات المسلسلات الجديدة

العجلة: لا وصفات سحــرية للموسم الرمضاني

بانوراما من المسلسلات المتميزة على شاشتي «دبي» و«سما دبي» في رمضان. من المصدر

الفكرة المبدئية عن العمل لا يمكن أن يحققها الاطلاع على السيناريو، والتوصل إلى انطباع حول الجودة الفنية لا يتوقف على هوية القائمين عليه، كما أنه ليست هناك قواعد ذهبية، أو وصفة سحرية تتعلق بالأعمال الدرامية التي يمكن أن تلقى قبول المشاهدين في رمضان، هي بعض المسلّمات الأساسية التي تحكم مدير إدارة الإنتاج ومشتريات الدراما في مؤسسة دبي للإعلام، عبدالله العجلة، الذي التقته «الإمارات اليوم» خلال متابعته تصوير ومونتاج مسلسلين تعاقدت على شرائهما المؤسسة للعرض خلال شهر رمضان.

العجلة الذي يعرف في الأوساط الإعلامية، وأوساط صناعة الدراما بأنه هادئ الطباع، ومقتصد في الاسترسال الكلامي، يبدو مدققاً في كثير من التفاصيل الفنية، لدرجة أنه يستدرك أحياناً في استعراضه لحلقات أحد المسلسلات التي تم التعاقد عليها مشاهد بعينها، متسائلاً عن دقة بعض تفاصيلها في السياق الزماني للعمل الذي يعود للقرن الماضي، في الوقت الذي يخوض فيه في عواصم صناعة الدراما العربية وعلى رأسها القاهرة ودمشق والكويت بشكل دوري، سباق معلومات حول أفضل المشروعات الدرامية والوقوف على جاهزيتها، بشكل متزامن مع الوقوف على المشروعات المحلية، ليشكل كل ذلك قاعدة لاتخاذ قرارات شراء أعمال بعينها، لا ينفرد بها مديرا قناتي «دبي» و«سما دبي» والعجلة، بقدر ما تتم بناء على أسس ومعطيات بعضها ثابت والآخر متغير حسب الأخير.

توقيت البثّ

بعد أن يتأكد من إنجاز معظم الأعمال الدرامية التي تم التعاقد على بثها على شاشتي «دبي» و«سما دبي» خلال شهر رمضان، يتحول التحدي، من وجهة نظر مدير الإنتاج الدرامي في مؤسسة دبي للإعلام، عبدالله العجلة، إلى تحديد موعد البث، وإخراج التصور النهائي للدورة البرامجية، وموقع المسلسلات أثناء اليوم الرمضاني منها. ويعتبر العجلة أن حسن توزيع الأعمال الدرامية، وتخصيص كل منها بالوقت الأنسب، ومدى بعده أو قربه من توقيت الإفطار خصوصاً، لا يقل أهمية عن اختيار الأعمال الدرامية نفسها. وأضاف «استراتيجية توزيع الأعمال على مدار اليوم لا تتم بشكل عشوائي، بل يراعى فيها توقيتات مختلفة لمعظم الأقطار العربية، وتدخل فيها أيضاً متغيرات كثيرة، والتجارب العملية للدورات الرمضانية خصوصاً تؤشر إلى أن نسبة كبيرة من نجاح الموسم الرمضاني تتعلق بوضع استراتيجية صحيحة في هذا الإطار».

في سياق متصل، توقع العجلة أن تشهد السوق الإنتاجية تغيرات جوهرية بناء على المعطيات الجديدة، اعتباراً من العام المقبل، لافتاً خصوصاً إلى أن الأحداث الجارية جذبت المشاهدين بشكل أكبر إلى البرامج الحوارية وبرامج الـ«توك شو»، وهو أمر تعاملت معه الجهات المعلنة بمعايير جديدة من المنطقي أن تلقى صدى في حال استمراريتها لدى شركات الإنتاج بالتبعية.

متغيرات

إضافة إلى معايير الجودة والتميز الثابتة، فإن المتغير الذي يطرأ على سوق الإنتاج الدرامي، وميول المشاهد والمعلن، وغيرها هو الأهم في معادلة الاختيار في سوق متنوعة، حسب العجلة، الذي يضيف «قناة دبي تخاطب المشاهد العربي على تنوعه، كما أن قناة «سما دبي» تخاطب المشاهد المحلي والخليجي بشكل خاص، وليس هناك فئة عمرية بعينها هي المستهدفة، بل مختلف شرائح الأسرة، هم مشاهدون مفترضون لما يتم بثه، لذلك فإن الوصول لما يستهدفه المشاهدون على تنوعهم، يظل بوصلة أساسية في هذا المقام، من خلال اختيار أعمال تلبي مختلف الميول والاتجاهات».

وحول العثرات الإنتاجية الكثيرة التي صادفت مشروعات درامية عدة، كان من المفترض أن تُعرض حالياً، قال العجلة إن «مختلف المشروعات التي تعاقدت عليها مؤسسة دبي للإعلام قد تم إنجازها، باستثناء البعض منها الذي لايزال في مراحله الأخيرة، مشيداً في هذا الصدد، بالسياسة الثابتة للمؤسسة التي تعتمد بدء التفاوض والتعاقد على الأعمال الدرامية في وقت مبكر، ومن ثم متابعتها مرحلياً».

وأشار العجلة أيضاً إلى أهمية اختيارات وتوجهات المعلن في تحديد هوية الأعمال المرشحة للعرض في مختلف الدورات البرامجية، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن فكرة التنوع لا تقتصر على ثلاثية المواءمة بين أعمال خليجية أو محلية وأعمال مصرية وأخرى سورية، أو حتى تقديم أعمال مناسبة لمختلف الشرائح العمرية، مضيفاً «على سبيل المثال، الأخذ في الاعتبار خصوصية المشاهد العربي سيفرض اختيارات أوسع، فالمسلسلات الخليجية وصلت مع المشاهد العربي المقيم إلى مساحة أوسع من المشاهدة عن تلك التي حازتها لدى نظيره غير المقيم في البلدان الخليجية».

الحصرية

في ما يتعلق بقضية الحصرية، وخفوت وهجها بعدما كانت أساساً لتميز المحطات الكبرى أشار العجلة، إلى أن «هناك تبايناً حدث في تصنيف القنوات الفضائية بشكل عام، بعدما كان الأمر منحصراً في فئتين، إحداهما قنوات تعمل بمنظومة احترافية، تقابلها مجموعة أخرى أقرب إلى إعلام الهواة، لكن هذا التصنيف الآن يكاد يكون تحور في ما يتعلق بقرارات شراء أعمال درامية من عدمها، بتصنيف معياره المنافسة وعدم المنافسة، إذ تشترط قنوات عدم شراء ذات الأعمال من قبل قنوات يتم تصنيفها بالنسبة لها بأنها منافسة، وهو أمر يستوعب أيضاً القنوات الجديدة التي تأخذ موقعها من التصنيف تدريجياً بالنسبة للقنوات الأخرى، فهناك على سبيل المثال مجموعة القنوات المصرية التي تنافس ذاتها، وهناك مجموعة من القنوات تتنافس على المشاهد العربي عموماً، وأخرى تتنافس على المشاهد الخليجي، وهكذا».

ورغم تأكيده أن الأحداث الأخيرة في مصر والأحداث الجارية في سورية، وما تعلق بهما من تأثير في استراتيجية المعلن قد أثر في أسعار التعاقدات في ما يتعلق بالمواد الدرامية، إلا أنه استدرك «معظم القنوات الكبرى كانت انتهت من تعاقداتها في وقت مبكر، حتى قبل بدء الأحداث في مصر، لذلك فإن المستفيد الأكبر هو تلك المحطات هي التي تأخرت في إبرام تعاقدات الموسم الرمضاني، وهي في معظمها محطات صغيرة، لكن من دون شك فإن الخريطة ستتضح معالمها بشكل أكبر في الموسم المقبل». وأعرب العجلة عن أمنياته في أن تحوز الباقة الدرامية لقناتي «دبي» و«سما دبي» في رمضان إعجاب المشاهد، مضيفاً «اجتهد جميع المعنيين باختيار الأعمال الدرامية لانتخاب الأفضل على الشاشتين، فما بين التراجيدي بأنواعه المختلفة والكوميدي من جهة أخرى، سيكون موعد المشاهدين مع عدد من المسلسلات المتنوعة منها «نوح الحمام، عالم الدراهم، الدخيلة، ساهر الليل، بنات الثانوية، غشمشم، سمارة، كيد النسا، الجليب، طماشة ،3 الغفران، علمني كيف انساك»، وهي جميعها مسلسلات حازت أجزاء سابقة لبعضها قبولاً استثنائياً عند المشاهدين، حسب المسوحات والاستبيانات التي تشكل استرشاداً مهماً لمختلف دوراتنا البرامجية، فيما نتوقع أن يكون سائرها مفاجآت سارة لهم على الشاشتين».

تويتر