« غريب زنقة زنقة » عيـدية الشارقة للجمهور الإماراتي

قال الفنان الإماراتي أحمد الجسمي إنه لا يدعي ريادة العمل المسرحي الجماهيري في الدولة، إلا أن مسرحية «عجيب غريب» التي استقطبت العام الماضي 4000 متفرج خلال ثمانية أيام من عرضها، شكلت عودة قوية للمسرح الجماهيري الذي غاب فترة طويلة عن ساحة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد أول من أمس، في قصر الثقافة بالشارقة. للإعلان عن فعاليات مسارح الشارقة خلال عيد الفطر السعيد، التي تتضمن إنتاجاً مسرحياً مشتركاً بعنوان «غريب زنقة زنقة»، من تأليف الكاتب الإماراتي جمال سالم، وإخراج وأداء أحمد الجسمي، وأسرة مسلسل «غريب عجيب» التي تشمل الفنانة الإماراتية رزيقة طارش التي ستقف للمرة الأولى على خشبة المسرح، وملاك الخالدي، وعبدالله زيد، وأمل محمد، ومروة راتب، وسعيد بتيجة، وموسى البقيشي، وجمعة بن علي، ونصر حماد، هذا إلى جانب العرض الأول لمسرحية الأطفال الكويتية «هروج الثوب العجيب».

مسرح اجتماعي

ذكر الجسمي أن نجاح مسرحية «عجيب غريب» الذي جاء امتداداً لنجاح المسلسل الكوميدي «عجيب غريب» وتعطش الجمهور الإماراتي للأعمال الاجتماعية الكوميدية الهادفة، يقف وراء إعادة التجربة من خلال مسرحية «غريب زنقة زنقة»، بالأبطال أنفسهم، لكن في قالب جديد وموضوعات مختلفة، الأمر الذي سيسهم مع مرور الوقت في تكوين بصمة خاصة بفريق أسرة «عجيب غريب»، تمثل المسرح الكوميدي الاجتماعي الأسري الهادف.

وعن مضمون العمل، أشار الجسمي إلى أنه «يتناول خلال ثلاث ساعات، الأوضاع المحلية والعربية التي حدثت أخيراً، في قالبٍ فكاهي، يحمل في طياته جرعة كبيرة من الوطنية التي تنبع من انتمائنا كمواطنين، كما يشمل العمل، على غرار أعمال مسرحية اجتماعية، أغنيتين تتوافقان وسياق أحداثه»، وذكر أن «المسرحية تضم عضوين جديدين من فريق أسرة (غيب عجيب)، هما الفنانة الإماراتية رزيقة طارش (الجدة ضبابه)، التي ستقف للمرة الأولى على خشبة المسرح، الأمر الذي يعد إضافة كبيرة للعمل، والفنانة الإماراتية ملاك الخالدي (مدام ميثاء)، في حين يغيب عنها الفنان الإماراتي مرعي الحليان (عباس)، والفنانة الإماراتية صوغة (قوليه)، نظراً لطبيعة أحداث العمل».

أخطاء

أكد الجسمي أنه «رغم النجاح الذي حققته مسرحية (عجيب غريب) العام الماضي، إلا أنها كتجربة أولى احتوت على بعض الأخطاء والنواقص، كالإطالة والخروج عن النص، التي نقر بها، والتي حرصنا جاهدين في فريق عمل (غريب زنقة زنقة) على الاستفادة منها والعمل على تجاوزها، وذلك سعياً للحفاظ على الجمهور الذي كسبناه».

وقال الجسمي «نأمل أن تحقق (غريب زنقة زنقة) نجاحاً يفوق (عجيب غريب)، الذي تم تمديد فترة عرضه، نظراً للإقبال الجماهيري، وطلباً للعرض في الدمام والرياض، إلا أن شرط عدم استبعاد العنصر النسائي من العمل حال دون ذلك»، وأوضح أن «مؤسستين طلبتا عرض مسرحية (غريب زنقة زنقة)، إلا أن التزامنا مع مسارح الشارقة التي شهدت انطلاقتنا الأولى، حال دون ذلك، لاسيما أننا تعهدنا بأن تنطلق جميع أعمالنا من على خشبة مسارح الشارقة، تليها بقية إمارات الدولة، ومن المخطط أن تعرض مسرحية (غريب زنقة زنقة)، التي ستعرض خلال أيام عيد الفطر في مسارح الشارقة، في عيد الأضحى في قطر، تزامناً مع الاحتفالات بالعيد الوطني، في ديسمبر المقبل في أبوظبي».

نجاح وتحد

قال المدير العام لمجموعة مسارح الشارقة، محمد حمدان بن جرش «رغم العروض العديدة التي تلقتها مجموعة مسارح الشارقة وقامت بدراستها، في ظل تطور المسرح الإماراتي، والدعم الذي يحظى به من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلا أنها ارتأت هذا العام أن تكمل ما بدأته العام الماضي من شراكة مع مؤسسة (جرناس) للإنتاج الفني، وتقديم مسرحية (غريب زنقة زنقة)، المشتقة من عمل مسرحية (عجيب غريب) والأسرة والأبطال أنفسهم، لكن في قالب وموضوعات مختلفة تمس الأوضاع الملحية والعربية، وفيها جرعة كبيرة من الوطنية، وتضم كوكبة من نجوم الدراما الإماراتية، في مقدمتهم الفنان أحمد الجسمي».

وأضاف أنه «بعد النجاح الذي حققته المسرحية في العام السابق، والتي حضرها نحو 4000 متفرج خلال ثمانية أيام من عرضها، وذلك في سياق خططنا الرامية إلى دعم الإنتاج المسرحي الإماراتي، واستقطاب الأعمال المميزة والهادفة للجمهور الإماراتي»، وأكد أنه على الرغم من نجاح «عجيب غريب»، إلا أن «غريب زنقة زنقة» يشكل تحدياً كبيراً في قياس مدى صمود الأعمال المسرحية الإماراتية وبقاء تألقها وجذبها للجمهور، من دون الوقوع في دائرة الملل أو التكرار، وقدرتها على منافسة الأعمال الخليجية المستقطبة.

وأشار بن جرش إلى أن مجموعة مسارح الشارقة تعد مفاجأة لجمهور المنطقة الشرقية خلال أيام عيد الفطر، إذ ستشهد خشبة مسرح خورفكان الثقافي التابع لها ميلاد أول عرض لمسرحية الأطفال الكويتية «هروج والثوب العجيب»، من تأليف أ.د حسين المسلم، وإخراج سعود القطان، وبطولة الفنان عبدالله التركمان والفنان يلدا، التي ستقدم من خلالها الفنانة الكويتية هدى حسين، فقرة غنائية إهداءً من فرقة الجيل الواعي.