«كريمة» يثير الجـدل
في الوقت الذي أشارت فيه إحصائية الموقع الإلكتروني لتلفزيون أبوظبي، إلى تفوّق «كريمة» في نسبة المشاهدة بين مختلف المسلسلات التي تبث على شاشته، إلى جانب «بيارق العربا»، و«الولادة من الخاصرة»، الأمر الذي قاد التلفزيون إلى توقيع عقد العرض الثاني فور رمضان مباشرة على شاشته، وفق مصدر رسمي في التلفزيون، أثار عرض مسلسل «كريمة» رواية للدكتور مانع سعيد العتيبة، ردود فعل متباينة طالبت بإيقافه ودعت إلى ضرورة مراجعته، وإعادة الاعتبار إلى شخصية المواطن الإماراتي والمغربي على حد سواء، لاسيما أن أحداثه الدرامية تدور ما بين المغرب والإمارات، في أول إنتاج إماراتي مغربي.
ووجه رئيس اتحاد كتاب الإمارات حبيب الصايغ في مقال كتبه يوم الأحد الماضي، في جريدة «الخليج» دعوة إلى تلفزيون أبوظبي وأبوظبي للإعلام، وإلى كل مخلص يدرك أثر وخطر الدراما، على حد قوله، لإيقاف بث مسلسل «كريمة» على سبيل الفور. وأكد أنها دعوة إلى المراجعة، وإعادة الاعتبار إلى شخصية المواطن الإماراتي والمغربي على حد سواء، مذكراً بأن الاعتراف بالخطأ فضيلة، والرجوع عنه فضيلة الفضائل. وجاء ذلك تزامناً مع سيل من الاتهامات التي وجهت إلى المسلسل، والتي تناولتها أجهزة الـ«بلاك بيري»، والتي تدعو كذلك إلى إيقاف «كريمة».
«كريمة» في سطور: تدور أحداث المسلسل الدرامي «كريمة» بين المغرب والإمارات، في أول إنتاج إماراتي مغربي، يضم نخبة من فناني دول الخليج ودول عربية، من إخراج الأردني إياد الخزوز، وسيناريو وحوار محمود ادريس، وبطولة ميساء المغربي، وشقيقتها نينا، وإبراهيم الحربي، ومن المغرب الفنانة فاتن هلال بك، وربيع القاضي، ونسيم جحام، وبشرة حليج، ومن الإمارات سعيد السعدي وآخرون. |
صورة مشرفة
وقال الإعلامي والمنتج المنفذ للعمل مفيد مرعي، لـ«الإمارات اليوم» : «يعتبر مسلسل «كريمة» تجسيداً لرواية الدكتور الإماراتي مانع سعيد العتيبة، التي كتبت منذ 20 عاماً، والتي تابعت مراحل كتابتها، ولو كانت تحمل صورة مسيئة للطرفين لما تم إجازتها في البلدين وتداولها حتى الآن، ولما تفوق المسلسل الذي يجسدها اليوم بالعنوان ذاته، في نسبة المشاهدة بين مختلف المسلسلات التي تبث على شاشته، إلى جانب «بيارق العربا»، و«الولادة من الخاصرة». وأكد مرعي الذي تربطه علاقة صداقة قوية بالعتيبة تصل إلى 40 عاماً، أن مسلسل «كريمة» يقدم صورة مشرفة للمواطن الإماراتي والمغربي على حد سواء، الأمر الذي حرصت على متابعته شخصياً خلال فترة التصوير التي دارت ما بين الإمارات والمغرب، استمرت لمدة 90 يوماً.
ودعا مرعي المشاهدين على اختلاف ثقافاتهم إلى «مشاهدة العمل حتى الحلقة ،30 ومن ثم إطلاق الأحكام، حتى تتضح الصورة بجميع زواياها». وكان قد خاض مرعي عمليات بحث وتفاوض كبيرة، استمرت خمس سنوات، مع محطات تلفزيونية للعرض الأول، حتى حصل على موافقة من «قناة أبوظبي».
علامة نجاح
قال الفنان الكويتي بطل العمل، إبراهيم الحربي، الذي يجسد شخصية «أبويوسف»، الذي حصد النسبة الأكبر من الهجوم على «كريمة»، لـ«الإمارات اليوم»: «تعتبر شخصية (أبويوسف) حالة فردية لا يمكن تعميمها على أفراد مجتمع كامل، وهو كغيره من الأفراد له إيجابيات وسلبيات لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها، وتعتبر مناقشة وإبراز السلبيات في الدراما جرأة ومواجهة للواقع، وتشكل دروساً يمكن الاستفادة منها للأجيال المقبلة»، وأضاف «ولكن للأسف يرفض المشاهد الخليجي إبراز الجوانب السلبية المتعلقة به في الدراما، ويكتفي بالإيجابية منها، في حين أننا كغيرنا من الشعوب لسنا منزهين عن الأخطاء التي إذا ما تم تناولها بصورة صحيحة قد تشكل أرضاً خصبة لمعالجتها لاحقاً». الأمر الذي يحتاج إلى الصدق مع النفس أولاً، والجرأة في الطرح والمواجهة ثانياً، نسبة للحربي. وأشار إلى أن عشق «أبويوسف» للموسيقى وتذوقه لها ليس بالأمر المعيب، هناك أمورٌ يجب تناولها من مختلف الجوانب، دون التركيز على جانب واحد فقط». وأضاف الحربي: أعتبر أن حملة الانتقادات التي وجهت لـ«كريمة» هي دلالة واضحة على النجاح الذي حققه، فالأعمال المميزة هي التي تحصد الانتقادات.
ويلعب «أبويوسف» المستثمر الإماراتي الذي يعمل في المغرب، والشاعر في الوقت نفسه، دوراً رئيساً في العمل، إذ تتمحور فكرة انتقام كريمة حوله باعتباره رئيساً للعصابة التي تتصور أنها خططت لقتل والدها، لتبدأ قصة جديدة بينها وبين «أبويوسف» تبدأ باهتمام وحب أبوي.
وتتطور أحداث المسلسل في محورين يتعلقان بـ«أبويوسف»، الأول في كريمة، والثاني في المطربة سلمى، فالأولى يزورها «أبويوسف» في منزلها في مكناس ليطلب منها السفر برفقه إلى الإمارات لتكون مسؤولة عنه. والثانية في مساعدته لسلمى التي تخسر فيلتها ورصيدها في البنك في باريس (مليون دولار)، كما تخسر والدها ويتخلى عنها حبيبها الشرير، ليعوضها «أبويوسف» خسارتها كاملة، ويتخلى عن رغبة الانتقام منها احتراماً للحب الذي جمعهما.
وقال الفنان الإماراتي الشاب سعيد السعدي، الذي يلعب دور البطولة في العمل، لـ«الإمارات اليوم»: «يحصد العمل المميز دائماً الانتقادات، وأعتقد أن تميز (كريمة) في مختلف جوانبه، لاسيما في كونه أول إنتاج إماراتي مغربي، لعب دوراً رئيساً في هذه الانتقادات، التي جاءت مخالفة تماماً لنسبة مشاهدة (كريمة) التي تفوقت بين مختلف المسلسلات التي تبث على شاشة تلفزيون أبوظبي». وذكر «لا يقدم (أبويوسف) صورة سيئة للمواطن الإماراتي، على حد قول البعض، بل على العكس يمثل (أبويوسف) صورة جيدة للرجل الإماراتي الذي جبل على الكرم والسخاء، ومساعدة الغير بقدر ما يستطيع، الأمر الذي فسره للأسف البعض بالسذاجة». ويجسد السعدي شخصية الشاب «علي»، الذي يعمل موظفاً لدى «أبويوسف»، والذي يعتبر السبب الرئيس الذي سيدفع كريمة لاحقاً للانتقام من «أبويوسف».
أعلى نسبة مشاهدة
وكان قد أفاد مصدر مسؤول في تلفزيون أبوظبي، في بيان صدر أمس، بأن إحصائية الموقع الالكتروني لتلفزيون أبوظبي، أشارت إلى تفوق «كريمة» في نسبة المشاهدة بين مختلف المسلسلات التي تبث على شاشته، إلى جانب «بيارق العربا»، و«الولادة من الخاصرة»، الأمر الذي قاد التلفزيون إلى توقيع عقد الحضور الثاني فور رمضان مباشرة على شاشته، وأكد أن المسلسل أعاد حالة الإقبال التي رافقت الرواية قبل 20 عاماً، وذلك من خلال الحضور الكبير الذي حظي به.
وذكر أن هذه التجربة التي أخرجها المخرج الأردني إياد الخزوز، بما فيها، لعلها تنقل الشاشة الخليجية في انعطافه جذرية إلى مكان آخر، تجعل منها على عتبة مرحلة جديدة، يأمل الكثير من عشاق الشاشة الخليجية عبرها أن تكون مقاربة لمستوى الأعمال العربية الكبيرة المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ، وحنا مينا، ويوسف السباعي، ويوسف إدريس وغيرهم.