مشاهدون: نرفض أن يخدعنــا الممثلون
مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، ومع العد التنازلي أيضاً للحلقات الأخيرة من الأعمال الدرامية التي حلت ضيفة على المشاهد طوال الفترة الفائتة، مازالت المسلسلات الخليجية هي الأولى بالنسبة للمتلقي بناء على استطلاع ميداني قامت به «الإمارات اليوم»، واستطلاع إلكتروني على موقع الصحيفة شارك فيه أكثر من 3000 مشاهد، فالمشهد السياسي أثر في متابعة الأعمال المصرية والسورية التي يشارك فيها فنانون وقفوا ضد الثورات في أوطانهم، فلم يعد يحتمل مشاهدون أن يسمعوا خطاباتهم التي جاءت عكس ما قالوا في الواقع، ومازال مسلسل «فرصة ثانية» يحتل المركز الأول بناء على اجماع الأغلبية، و«بوكريم برقبته سبع حريم»، على الرغم من وصف حكايته بالمبالغ فيها، لكن أداء بطله سعد الفرج المتميز اعطى العمل تقديراً كبيراً، كما كان لأداء المصري خالد صالح في مسلسل «الريان» وقعه ايضاً حيث نال اعجاب الكثيرين، لتصل النتيجة قبل النهائية الى المركز الأول لمصلحة «فرصة ثانية» والمركز الثاني لمصلحة «بكريم» وثالثاً الى «الريان»، على الرغم من وجود اعمال سورية مميزة هذا العام مثل الغفران والولادة من الخاصرة وغيرها، الا ان المشاعر السياسية لدى المتلقي أثرت في الإقبال على أعمال سورية أو مصرية يؤدي دور البطولة فيها من اتهموا شعوبهم بالخيانة والمرتزقة... وإلخ. من الصفات التي لم تشفع لهم ولم يستطع المشاهد أن يفصل بين الواقع والتمثيل على الأقل هذا العام.
«الريان».. وسيرة حياة المصريين
ظهر الرئيس السابق حسني مبارك في الحلقة الـ20 من مسلسل «الريان»، أثناء إلقاء خطابه الذي أعلن فيه عن وفاة الرئيس الراحل أنور السادات، وقام بنعيه وتوليه لحكم مصر من بعده بصفته نائباً للرئيس السادات، كما ستكشف الحلقات المقبلة من المسلسل علاقة أحمد الريان بالرئيس السابق، وسيظهر مبارك مرة أخرى من خلال تسجيلات قديمة له أثناء الحديث مع الريان. ورصد المسلسل حياة المصريين على مدار 30 عاماً مضت، من خلال قصة حياة الريان بداية من أول مشروع قام به إلى أن أصبح يملك الملايين حتى إعلان إفلاسه ودخوله السجن ثم خروجه. ومن أهم الأحداث التي يتعرض لها العمل علاقة الريان برجال الأعمال والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، والتسهيلات البنكية التي حصل عليها من البنوك وتحايله على بعض القوانين. مسلسل «الريان» بطولة خالد صالح وصلاح عبدالله وباسم السمرة وريهام عبدالغفور ودرة وإخراج شيرين عادل، والمسلسل يظهر فيه عدد كبير من الوجوه السياسية ضمن أحداث المسلسل من خلال علاقتهم بالريان. |
بعيداً عن الواقع
على الرغم من أن المسلسلات الخليجية هي الأولى من حيث المتابعة، إلا أن مشاهدين وصفوا حكاياتاها بالمبالغ فيها، فشذى رأفت، أردنية، أكدت أنها تتابع «فرصة ثانية» و«بوكريم برقبته سبع حريم»، وقالت «(فرصة ثانية) هو الوحيد الذي يكاد يمشي بتسلسل منطقي، أما (بوكريم) ففيه الكثير من المبالغة، على الرغم من أنه يشدني كثيراً».
وأكد كلامها محمد المزروعي، إماراتي، الذي قال «المسلسلات الخليجية بائسة جدا، وفيها الكثير من العرض والمبالغات والقصص التي لا تمت لواقعنا بصلة»، وأضاف «باستثناء المسلسلات الكوميدية والكرتونية، التي تحمل الفكرة على الأقل»، وقال «اشاهد (فرصة ثانية) وهو جديد بالنسبة للحبكات الدرامية الخليجية، لكن (بوكريم) مبالغ فيه جداً، وأداء سعد الفرج هو الذي يجعلني اتابعه»، مشيراً الى انه كان يهوي «الأعمال السورية، إلا انني حالياً لا اطيق مشاهدتها بعد موقف ممثلين من الدماء السورية الطاهرة التي نراها كل يوم ومباركتهم لهذا الدم وسفكه»، ومصرياً يشاهد المزروعي «الريان».
وبدورها علقت بدور الشامسي، إماراتية، على حصول المسلسلات الخليجية على المركز الأول «ليس لأن الأعمال الخليجية مهمة، لكن الأوضاع السياسية في المنطقة اثرت في اقبال المشاهد على المسلسلات السورية والمصرية تحديداً»، مؤكدة أن «أغلبية الأعمال الخليجية لا يوجد فيها قصة تلمس العقل قبل القلب، وفيها الكثير من المبالغات والتصنع»، وقالت «(فرصة ثانية) يكاد يكون الوحيد الذي بدا يخرج من نطاق اللا معقول على عكس (بوكريم) الذي تميز فقط بأداء سعد الفرج».
ووافقتها الرأي لمى أكرم، فلسطينية، بقولها «كنت من عشاق الأعمال السورية الا أنني لا اطيق رؤيتها فهي تنادي للحرية، لكن الكادر التمثيلي كله تقريباً وقف ضدر رغبة شعبه ونحن نرفض أن يخدعنا الممثلون»، وقالت «أتابع (فرصة ثانية) و(بوكريم) و(الريان)، لكن مشكلة المسلسلات الخليجية انها تعتمد المبالغة في السرد»، مؤكدة «أنا اعيش في الدولة منذ ولادتي وملمة بالمجتمع الخليجي الذي فيه الكثير من القصص الجميلة والحقيقية التي يجب ان تتناولها الدراما الخليجية، لكن كتّاب النصوص لا أعرف من أين يختلقون القصص الواهية التي يقدمونها للمجتمعات العربية».
السياسة والتمثيل
اقترح أبوعبدالله اليماني، إماراتي، أن يبتعد المشاهد العربي عن المسلسلات التي لا تقنع لا بالقصة ولا الأداء ويتحول لمشاهدة مسلسلات يومية حقيقية 100٪ على القنوات الإخبارية، مضيفاً «لا نحتاج إلى أن نشاهد المسلسلات، فما يعيشه الوطن العربي أكبر مسلسل حقيقي فيه الكثير من الدموع والأكشن والصدمات، والمشاهد التي فيه تغني المتلقي عن الانسياق وراء التمثيل»، مؤكداً «لكني اشاهد (فرصة ثانية) و(الريان) ايضاً». واعتبر أوس الزبداني، سوري، أن المسلسلات السورية هذا العام مستفزة جداً «فهي تنادي بالحرية، لكن القائمين عليها وقفوا ضد الحرية لذا قررت مقاطعتها، فأنا اشاهد الكثير من المشاهد الحقيقية والمؤلمة التي لا تحتاج الى ممثلين ومخرجين وإضاءة»، مثنياً على الأعمال الخليجية هذا العام خصوصاً (فرصة ثانية) و(بوكريم برقبته سبع حريم).
أما بالنسبة لكمال علي، سوري، فقال «أنا لا أشاهد الكثير من الأعمال الدرامية هذا العام باستثناء (بوكريم) و(الريان)».
وقال أحمد مصطفى، مصري، الذي يتابع مسلسل الريان «من يرد مشاهدة مسلسلات جادة فليقصد الجزيرة ففي تلك المسلسلات الكثير من القهر والدموع والأكشن، ومن يرد أن يشاهد المسلسلات الكوميدية فليقصد القناة السورية الرسمية وقناة الدنيا ففها الكثير من التلفيقات وصناعة أفلام وهمية».
مشاهد متناقضة
سلاف فواخرجي في مسلسل الولادة من الخاصرة، التي تؤدي فيه دور مثقفة سورية معارضة للظلم الذي في بلادها، وتتزوج من ضابط كبير في السلك الأمني، وتكتشف هذا بعد الزواج منه فتقرر اجهاض الجنين في احشائها كي لا يحمل اسم ضابط يعذب المقهورين، تقول في مشهد بينها وبين والدتها إنها ستقوم بأمسية شعرية تكشف فيها جرائم زوجها، فتحاول والدتها أن تثنيها عن موقفها معزية السبب الى الخوف فترد عليها «يلعن أبوالخوف احنا بدنا حرية»، هذا ما قالته فواخرجي في دورها، أما ما قالته في الحقيقة تجاه الثورة في سورية عن الثوار «هؤلاء مندسون وليسوا منا وخونة ويجب محاسبتهم، نحن نعيش من خير النظام». باسل خياط الذي يؤدي البطولة في مسلسل «الغفران» يجلس أمام التلفاز ويبكي على أطفال غزة الذين يقتلون كل يوم، ويفز من مكانه صارخاً «لا لقتل الأطفال مهما كان السبب» وينهار من البكاء. خياط ايضاً من الممثلين الذين وقفوا ضدر رغبة الشعب السوري في التغيير، وقال إن «مشاهد الموت التي تحدث في سورية هي تمثيل في تمثيل ولا تمت للواقع بصلة». عفاف شعيب التي تؤدي البطولة في مسلسل «دوار شبرا» التي وصفت شباب ثورة مصر بـ «الوقحين وقساة القلب»، تحث الشباب في المسلسل على أن يكون لهم الدور في التغيير. المطرب المصري تامر حسني الذي وقف هو الآخر ضد شباب ثورة 25 يناير، يؤدي دور البطولة في مسلسل «آدم» ويجسد فيه دور الشاب المصري الثائر الذي يتعرض لأقسى أنواع التعذيب لأنه يريد الحرية! |