«الربيع العربي» غاب عن الدراما الرمضانية
غابت الاضطرابات السياسية والاجتماعية التي لايزال الشارع العربي يشهدها منذ أكثر من ثمانية أشهر، وعُرفت باسم «الربيع العربي»، عن الأعمال الدرامية المخصصة لشهر رمضان، ما أسهم في إنتاج ضعيف فنياً، وتراجعت نسبة المشاهدة إلى حدود غير مسبوقة، وفقاً لمراقبين وفنانين، رأوا أن أولوية المشاهدين تغيرت باتجاه متابعة الحدث إخبارياً، في ظل ضعف المعروض على الشاشة في هذا الشهر.
ولم يخفِ عدد من أبرز القائمين على صناعتي الدراما والتلفزة العربيتين، تراجع عائداتهم بسبب تغير أولويات المشاهد، في حين رصد مراقبون أن الدراما العربية أخفقت في التعبير عن سخونة الشارع، وتصوير حقيقة «ثورات الربيع العربي».
وقال المنتج الفني لعدد من أشهر المسلسلات المصرية الأخيرة، مثل «زهرة وأزواجها الخمسة» و«كيد النسا» و«آدم»، محمود شميس، إن «خسائر الدراما المصرية وما أصابها من خلل، مرشحة لأن تمتد آثارها إلى أعوام مقبلة». وفيما توقع مدير الإنتاج الدرامي في مؤسسة دبي للإعلام، عبدالله العجلة، أن يدفع «الواقع الجديد اهتمام معظم الفضائيات بالبرامج الحوارية، وإيلاء مزيد من الاهتمام لقطاعات الأخبار».
وأضاف العجلة لـ«الإمارات اليوم»، أن «كثيراً من الفضائيات فشل في التعامل مع معطيات عام ،2011 بسبب إلغاء أعمال تم التعاقد عليها مسبقاً، وتغير أسعار بعض منها، استجابة لحقيقة تقلص الرعاة والمخصصات المالية الضخمة التي كانت تخصص للإعلانات، خلال هذا الشهر، وتنعش ميزانيات القنوات على مدار العام، فضلاً عن تغير شروط المشاهد في ما يشاهده من أعمال، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، وفقاً للمعطيات الجديدة التي أفرزها (الربيع العربي)».
وأكد الفنان والمنتج الإماراتي، سعيد سالم، أن «الموسم الدرامي الرمضاني الجاري هو الأضعف على مستوى الدراما العربية في الحقبة الأخيرة»، مشيراً إلى أن «إيقاع أحداث الشارع كان بالفعل أسرع من إيقاع كُتّاب الدراما، ما عمّق من مساحة الهوة الفاصلة بين المشاهد والأعمال الدرامية، وهي كانت موجودة بالأساس، لكن لم تكن هناك مثيرات تنبيه كافية للحيلولة دون تعاطيه مع أعمال درامية مكررة سنوياً».
وفيما علل المخرج المصري، أحمد صقر، ومواطنه المخرج محمد النقلي، غياب التطرق إلى أحداث 25 يناير في الأعمال المصرية بحاجة الكاتب والمخرج إلى «مساحة زمنية كافية لاستقراء أحداث لم تستقر بعد»، فإن غياب مشاهد ثورات عاشها المشاهد، سواء على أرض الواقع بالنسبة إلى المشاهدين في تونس ومصر وسورية واليمن، أو راقب أحداثها بشغف بالغ بالنسبة إلى المشاهدين في سائر البلدان العربية.