هروب القذافي.. «المسلسل» الأكــثر متابعة
هروب القذافي، وتحرير الثوار الليبيين عاصمتهم طرابلس، ويوميات «الربيع العربي» الساخنة في غير عاصمة عربية.. هموم نالت الحيز الأكبر من المشاهدة في الأسبوع الأخير من رمضان، آتية في الصدارة قبل كثير من المسلسلات، حتى إن بعض المشاهدين اعتبروا أن القذافي وأبناءه قدموا شخصيات من الصعب أن يجسدها أي فنان، من كوميديا مختلطة بالتراجيديا في الأيام الأخيرة لهم في الحكم، الأمر الذي خفف من الإقبال على مشاهدة الحلقات الأخيرة من معظم المسلسلات، إلا أن اللافت هو ثبات متابعة بعض الأعمال الخليجية.
وفي استطلاع أجرته «الإمارات اليوم» عبر موقعها الإلكتروني، شارك فيه ما يقارب 4000 مشاهد، وثان ميداني شارك فيه عدد كبير من المشاهدين، أكد كثيرون أن مسلسلات رمضان هذا العام لم تأخذ حقها، نتيجة الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة، والتي خلقت نوعاً من النفور، إلا أن الأعمال الخليجية كانت الأكثر حضوراً، خصوصاً مسلسل «فرصة ثانية»، الذي حصد المركز الأول، و«بوكريم في رقبته سبع حريم»، مع أن الحلقات الأخيرة منه أشعرت المتلقي بخيبة الأمل منه، نتيجة المبالغة في السرد اللامنطقي على حد تعبيرهم، وبينما حل ثالثاً مسلسل «الريان».
من موقع «الإمارات اليوم» قال القارئ بوأحمد: «هذه السنة أصبحنا لا نعرف ما اسم المسلسل، بسبب أن الممثل يظهر في أكثر من مسلسل مع المجموعة نفسها، فترى هدى حسين مع مجموعتها مثلت أكثر من مسلسل، ولا تكاد تعرف ما هو هذا المسلسل، ما جعل ظهورها مملاً. ومسلسل (علمني كيف انساك) إذا كانوا هم قبل 15 عاماً يملكون سيارات فخمة وهواتف جديدة، كيف لم يتغير شيء بعد 15 عاماً عندما كبرت البنات ؟! ولا البطل عنده الهاتف المتحرك نفسه، الذي كان قبل 15 سنة ! غير منطقي وغير عقلاني ويهين الجمهور. مسلسل (فرصة ثانية) أكثر من رائع». فيما قال (دموع العمر): «أنا أرشح مسلسل (جلسات نسائية)، ومن ثم (الغفران)، و(فرصة ثانية). لكن المسلسلات المصرية بصراحة ماتتشاهد.. عري استغفر الله تستحي تقعد مع نفسك أو مع عائلتك وتشاهد.. مافي احترام للمشاهد». فيما قال ثالث تحت عنوان «الحمدلله صايمين»: «المسلسلات كلها مالها معنى.. وأصبحت موضة قديمة.. ما نشوف غير الاجسام، واللي مسويه شفط، وكاسره خمسين ضلع، واللي قاصه شعرها بمقص خربان، واللي لبسه ألف قطعة وقطعة عشان تخفي الشحوووم، واللي صابغه شعرها بصبغة منتهية صلاحيتها، وظاهر لون شعرها أبيض ويقولون موضة، يعني يدتي (جدتي) ألحين أحلى وحدة في العالم ههههههه، وتمشي على الموضة من زمااان بشعرها الأبيض ههههههههه،،،، الله يستر علينا». فيما علقت (عليا): «بس عندي تعليق بخصوص أراء الممثلين إزاء الثورات في بلادهم، إذا كنتم تطالبون بالحرية والديمقراطية كيف لا تطبقونها؟!». فيما قال آخر: «الاحظ في بعض المسلسلات والقصص الموجودة أن كلها انتقام وحب ودموع وكلام فاضي وحرمان ماعندهم سالفة».
هكذا سمعنا تعرض مسلسل بعنوان «فوق السطح» للإيقاف بعد عرض سبع حلقات منه، والمسلسل لمخرج «بقعة ضوء» سامر برقاوي، واصل الحكاية، حسب مصدر من فريق العمل رفض ذكر اسمه، أنه وبعد اندلاع الثورة الشعبية في سورية، وخروج ممثلين وفنانين مع الثورة، قرر المقربون من النظام أن يدعموا إنتاج عمل تلفزيوني عن الثورة كي يثبتوا ديمقراطيتهم، وتقبلهم للرأي الآخر، واتفقوا مع برقاوي بالبدء فوراً بإنتاج المسلسل الذي كتبه نخبة من الكتاب المحسوبين على المعارضة السورية، لكن الجرأة التي ظهرت في المسلسل من بداية حلقاته وضعت النظام في مأزق، إذ أثار العمل شجون ومشاعر سوريين تجاه من ظلمهم، فقام المسؤولون بإيقاف عرض الحلقات التي بث بعضها على «الفضائية السورية»، القناة الحصرية لعرض العمل. |
وتوقع مشاهدون أن يحظى العام المقبل بأعمال درامية تحترم عقولهم، وتحكي ما حدث في المنطقة من تغييرات. فيما رأى البعض أن الأعمال الكوميدية والكرتونية، ومن أبرزها «طاش ما طاش 18»، و«طماشة 3»، و«شعبية الكرتون»، و«فريج»، كانت مميزة، ورسمت على وجوهم البسمة.
عمـل درامــي
قال مشاهدون إن أخبار هروب القذافي، كانت أهم مسلسل، مسلسل لم يتطلب ميزانية إنتاج ضخمة، وفيه كثير من الجدية والكوميديا أيضاً. وقال محمود البيدر (إماراتي): «أشاهد كلاً من (فرصة ثانية)، و(بنات الثانوية)، و(طاش ماطاش 18)، لكني في الأسبوع الأخير من رمضان تحديداً كنت أتابع مسلسل هروب القافي الذي انتظرناه طويلاً».
فيما تابع حمزة محمد (فلسطيني)، مسلسل هـروب القذافي بكل المشاعر التي قد تجتاح أي شخص يشاهد عملاً درامياً فيه كل العناصر الفنية، موضحاً «قصة القبض على ابن القذافي وهروبه مرة أخـرى، وحكاية القبض على سيف الإسـلام، وبعـدها يخرج لنا ليكذب الحكاية، والتسجيل الصوتي للقذافي وقلعته المحصنة، والثوار، والناتو، وكل هـذه الأمور كانت كفيلة بإبعادي عن مشاهدة أي عمل درامي آخر أكثر من مسلسل القذافي».
من جانبها، انتقدت هبة جوهر (أردنية) مسلسل «في حضرة الغياب»، الذي يجسد سيرة حياة الشاعر الفلسطيني الراحل الشاعر محمود درويش، قائلة إن «نجدت أنزور لم يتعلم من تجربته غير الناجحة في ترجمة (ذاكرة الجسد) إلى مسلسل، وكرر ذلك بتيجسد حياة درويش في مسلسل، درويش لا يحتاج إلى مسلسل يترجم حياته، إذ كان يروي وطناً وقضية في قصائده، وما يترجم حياته نضال الشعب الفلسطيني، ويتحدث عنه الشتات، وتذكره كل حجار الانتفاضة، درويش لا يحتاج إلى أن تحوّل حياته إلى مسلسل تجاري، لا يضم بين حلقاته أي إبداع فلسطيني»، مضيفة: «هذا العام أنا يائسة بشكل عام من الأعمال الدرامية، خصوصاً المسلسلات التي ضمت أسماء فنانين وقفوا ضد ثورات شعوبهم»، مؤكدة «استمتعت بمشاهدة المسلسل الحقيقي لهروب القذافي وعائلته». وقالت نور المهيري (إماراتية) إنها مقاطعة للأعمال السورية وتشاهد (فرصة ثانية)، و(الريان)، و(بوكريم برقبته سبع حريم)، مع أنه خيب ظنها من شدة المبالغة في أحداثه».
بدوره، أكد محيي الدين عساف (سوري)، «أشاهد الأعمال الخليجية، لأنه مقاطع للأعمال السورية التي خذلتنا».
ننتظر القادم
مهيب الساري (سوري) ابتعد هذا العام عن المسلسلات السورية، بسبب غضبه من بعض الممثلين الذين وقفوا ضد رغبة شعبهم في الحرية، على حد قوله، مؤكداً «اعتقد أن العام المقبل سيزخر بأعمال تحترم رغباتنا أكثر، وتحرص على مشـاعرنا»، مشيراً إلى أنه تابع أكثر من مسلسل خليجي أهمها «فرصة ثانية».
وأشار محمد الراوي (مصري) إلى أن مسلسل (الريان)، هو الوحيد الذي يستحق المشاهدة، لأنه يحكي عن أكثر شخصية سببت أزمة اقتصادية في مصر، مضيفاً و«ذلك أيضاً لأنني غاضب على بعض الممثلين المنتشرين بأعمالهم على محطات التلفزيون، الذين عارضوا ثورات بلادهم».
وذكرت نها سلامة (فلسطينية) أنها «لم تتابع إلا الأعمال الكوميدية هذا العام، لأن الدرامية لا تناسب مع التغييرات التي شهدتها المنطقة العربية».