رئيس مسرح أم القيوين يستثمر «أبوالفنون» للمرور إلى «المجلس الوطني»
سعيد سالم: الفنان قادر على تمثيل مجتمعه
يحضر رئيس مسرح أم القيوين، الفنان سعيد سالم، بشكل مكثف في هذه الفترة في معظم الأحداث الفنية والاجتماعية، ليس بصفته ممثلاً هذه المرة، لكن باعتباره مرشحاً لعضوية المجلس الوطني، مستثمراً إطلالة طالت أكثر من ثلاثة عقود عبر خشبة «أبوالفنون»، يراها عنصراً مساعداً لإقناع الناخبين في التصويت له، ليكون بذلك اول فنان مسرحي ينجح في الوصول إلى هذا المستوى من التمثيل الوطني.
ثنائية الشهرة، وجمع السياسي بالفني تبدو ذات بريق خاص للمتابع الذي يتساءل عما يقف وراء رغبة فنان في دخول هذه المساحة، فضلاً عن مدى اقتناع الناخب بالأساس بقدرته الجدية على تمثيله، وما يستتبعها من مسؤولية تتعلق بالمجتمع بشكل مباشر هذه المرة، وليس مجرد انعكاسات لصورة المجتمع وقضاياه في أعمال درامية تقدم في قوالب مسرحية وتلفزيونية، وهو ما أجاب عنه سالم في حوار لـ«الإمارات اليوم»، قال فيه إن النكهة الكوميدية المميزة التي تصاحب إطلالته، والتي كانت عائقاً نظرياً لهذا الترشيح، شكلت عاملاً مساعداً على الصعيد العملي حسب تأكيده، لدرجة أن بعض الناخبين مستعد لترشيحه، حسب تأكيده أيضاً، لاعتبارات تتعلق بلونه الفني، بغض النظر عن عوامل الترشح الأخرى.
رسالة أخرىمع مسيرة شارفت العقود الثلاثة مسرحياً وتلفزيونياً، يتجه مدير مسرح أم القيوين الوطني، الفنان سعيد سالم، إلى تجربة أخرى تتمثل في ترشحه لعضوية المجلس الوطني، رابطاً لأول مرة بوصال جديد بين الفني والسياسي في هذا المجال.يدخل سالم هذا التنافس وفي جعبته أعمال فنية عديدة، منها مسرحية «الطماعين»، ثم «القضية الكبرى» في أواخر السبعينات، ثم «كلمة الحق» «الفيارين»، «دوائر الخرس»، «الكنز»، «الخوف»، «المحاكمة 1»، «مأساة أبي الفضل»، «غلط.. غلط»، «بدون عنوان»، «للأرض سؤال»، حكاية لم تروها شهرزاد، أوه يا مال، وأيضاً عطس وفطس، ميد إن جلف، بوعكلوه في مهمة، سرقوا الكأس يا ماجد، ابن ماجد يحاكم متهميه، شمبريش، يا ويلي من تاليها، فراش الوزير ،1998 في التسعينات، قبل أن يقدم في العقد الأخير: ما كان لأحمد بنت سليمان، الياثوم، غصيت بك يا ماي، مولاي يا مولاي، المجاريح. ومع أعماله المسرحية وأيضاً الإذاعية والتلفزيونية التي كان آخرها طماشة، تبدو تجربة سالم الجديدة في ترشحه الأكثر ترقباً بين المنتمين للوسط الفني، ومرشحة في حال نجاحها، ان تحتذى لدى عدد آخر من الفنانين، حسب ما صرح بعضهم لـ«الإمارات اليوم».
|
وحظي سالم بالفعل بمساندة قوية من رفاق دربه في الدراما المسرحية والتلفزيونية، حسب تأكيده، مشيراً إلى أن عمليات الترويج والدعاية الانتخابية بالنسبة له كانت أمراً غير مألوف في البداية، مضيفاً «في الأعمال الفنية لا نلقي بالاً بكل هذا الكم من الأعمال الدعائية رغم أهميتها، فعلى الرغم من أنه مطلوب التنويه في تلك الأعمال عن إضاءات، سواء في ما يتعلق بطاقمها التمثيلي أو القصة، لكن يبقى في المحك الأخير العمل على الخشبة هو بوابة النجاح بالنسبة إلى المسرحية، والجهد خلف الكاميرا هو الفيصل بالنسبة للأعمال التلفزيونية، وهو أمر يمكن أن توازيه درجة الصدقية في التواصل المجتمعي التلقائي مع أفراد المجتمع».
سالم الذي يترشح لعضوية المجلس الوطني عن إمارة أبوظبي، رفض فكرة أن الفنان يجب عليه أن يتفرغ لأداء رسالته الفنية، ضمن صيغة العلاقات التي تربط الفرد بمجتمعه، مضيفاً «الفنان لا يمكن أن يتلقى نصاً سواء كان مسرحياً أو تلفزيونياً ويحسن دوره فيه إلا إذا كان على علاقة وثيقة بالمجتمع، لذلك فإن مداومة حرصه على تلك العلاقة تجعله بالفعل ملتصقاً بهمومه وقضاياه، وآماله وتطلعاته، وفي مرحلة متطورة يمكن أن تشكل لديه وعياً شديد الخصوصية، بناء على معطيات كثيرة، منها أن الفنان عموماً، والمسرحي خصوصاً شديد الحساسية والانفعال والاهتمام بالتفاصيل، ومولع بها، ما يعني أنه في مقدمة القادرين على التعبير عنها».
وحول فريق عمل الحملة الانتخابية، بعد كل ما توفر له من إطلالة تلقائية على المشاهدين، قال سالم «من دون شك من حق الناخب أن يطلع على رؤية المرشح، فهنا مقام آخر مختلف عن الإطلالات الفنية، صحيح أن الهدف في كل الحالات يتقدمه خدمة المجتمع، لكن في مقام المجلس الوطني يتراجع فيه تمثيل الشخصية، أو النص أو حتى الذات، لصالح فكرة تمثيل مجتمع بأكمله، لذلك من حق الجميع أن يكون على بينة تامة من خطتك ورؤاك تماماً، مثلما كانوا على بينة بسيرتك على مدى العقود».
وحول فريق العمل وما إذا كان بعضهم ينتمي أيضاً للوسط الفني، قال سالم «كل مسانديّ من المتطوعين والمتطوعات المؤمنين بدور الفنان في خدمة مجتمعه، لكن ما فاجأني شخصياً هو ذلك الاهتمام الملحوظ من جيل الشباب، ودعمهم فكرة ترشحي، بالأساس، التي جاءت بناء على إقناع من منتمين لهم، خصوصاً شباب الجامعات الذين أفخر بأن نماذج مشرفة منهم، يمكن أن نعتبرها بمثابة المدير الحقيقي لخطوات ترشحي وما يتلوها».
وأضاف سالم «هذا الجيل تحديداً وضعني في سياقات لم أكن أتصور أن أكون طرفاً فيها، فطبيعة عملي المسرحي كانت تجعلني أفضل الانفتاح وجهاً لوجه على المحيطين بي، لكنهم علّموني أن أنفتح على العالم كله من خلال الوسيط التكنولوجي، فأسسوا صفحة على الـ(فيس بوك)، ودشنوا مزيداً من التواصل الإلكتروني عبر نوافذ أخرى، لكنني رغم امتناني لمساعيهم، مازلت منحازاً لدفء التواصل الفعلي الذي تعلمته من المسرح».
سالم الذي رفض فكرة تصنيفه في سياق المشاركة المجتمعية على أساس انتمائه للفن المسرحي فقط، قال «قبل أن أكون مسرحياً، فأنا ابن هذه الأرض، التحقت بمدرسة أبي عبيدة العسكرية في أبوظبي عام ،1975 وبعدها مدرسة سلاح الإشارة العسكرية، وأتممت فيها الدراسة الإعدادية، ثم بعثت بدورة عسكرية إلى جمهورية مصر العربية لدراسة الهندسة الإلكترونية العسكرية لمدة عامين، بعدها بدأت الخدمة في القوات المسلحة جندياً من جنود الوطن، وكنت ضمن القوات المسلحة الإماراتية التي خدمت في لبنان ضمن قوات الردع العربية عام 1978»، وإلى جانب الخدمة العسكرية كنت مولعاً بالفنون المسرحية. ويضيف سالم «دفعني هذا الولع لأكون ضمن المؤسسين للحركة المسرحية في الدولة، وقمت بتأسيس فرقة مسرحية في أم القيوين، هي من اوائل الفرق بالدولة وأدرتها منذ بدايتها ومازلت، وأسست مع اخواني الفنانين في دولة الامارات جمعية المسرحيين، وخدمت في إداراتها المتعاقبة لفترة ثلاث دورات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news