انطلاق ورشة التأليف المسرحي في الشارقة
في إطار برنامج التأهيل المسرحي المستمر الذي تنظمه مجموعة مسارح الشارقة انطلقت، أول من أمس، ورشة التأليف المسرحي، في معهد الشارقة للفنون المسرحية، بمشاركة أكثر من 30 منتسباً ومنتسبة، ويشرف على الورشة الدكتور رئيس قسم الدكتوراه في جامعة فاس المغربية يونس لوليدي، بحضور مدير عام «المجموعة» محمد حمدان بن جرش.
وقال بن جرش إن «هذه الورشة تأتي استمراراً لتعاون مجموعة مسارح الشارقة مع الأكاديميات المسرحية العربية، حيث تسعى إلى تنويع الخبرات المقدمة للمشاركين في الورشات، وتأتي هذه الورشة نتيجة للتعاون بين «المجموعة» وجامعة فاس في المغرب، وكانت قد سبقتها ورش عدة اقيمت بالتعاون مع المعهد العالي في دمشق، والمعهد العالي للفنون المسرحية في تونس. ولفت إلى أن «المجموعة» ستقوم بنشر الأعمال التي يمكن أن ينجزها المشاركون في الورشة إذا ما تمتعت بالجودة والإبداع، وذلك من أجل تحفيز المشاركين على تقديم أنفسهم بقوة إلى المشهد المسرحي الإماراتي.
وفي اليوم الأول من الورشة قام د. لوليدي بتعريف المشاركين بالفروق الموجودة بين النص المسرحي بوصفه جنساً أدبياً وبين النص بوصفه فناً، ومادة للعرض المسرحي قابلة للتعديل والتغيير من قبل المخرج والسينوغرافي والممثلين. ولفت د. لوليدي إلى أن المؤلف المسرحي يجب أن يمتلك بالضرورة موهبة أدبية، وهو ما يؤكد عليه تاريخ المسرح منذ اليونان القديمة وحتى يومنا الحالي، وأن المؤلف المسرحي يجب ألا يكون هدفه من التأليف هو الشهرة بالمقام الأول، وإنما ممارسة حرية التعبير فكرياً وجمالياً وإنسانياً، وشرح للمشاركين مكونات النص المسرحي، ومنها الشخصية والحوار والحدث والعقدة والذروة الدرامية، ونوه بأن الورشة ستتضمن وقفة خاصة عند كل مفهوم من تلك المفاهيم على حدة. وفي القسم العملي من الورشة أجرى د. لوليدي مع المشاركين بعض التمارين، ومنها تمارين في الأداء المتعدد، واشتملت على تصور موقف معين والبناء عليه من قبل المشاركين، أو بناء تصور لشخصية ما من حيث الشكل «الكاريكتر» أو المهنة، أو العمر، وغيرها من المواصفات التي اعتبرها د. لوليدي ضرورية للمؤلف في عمله على بناء نصه، وتطويره انطلاقاً من جملة من المحددات لكل شخصية.
وحول برنامج الورشة ذكر د. لوليدي أن الورشة التي ستستمر حتى نهاية الشهر الجاري ستتضمن محاور عدة، ومنها ترسيخ طريقة التفكير الدرامي لدى المشاركين، وتعريفهم بالأشكال الدرامية، مثل التراجيديا والكوميديا والعبث والملحمي والبوليفار وغيرها، وأهداف الكتابة الدرامية، ومنها تعليم الجمهور، وإضحاكه، وإبكاؤه، ومناقشة قضاياه اليومية، وكيفية كتابة الإرشادات المسرحية التي تعتبر بمثابة مفاتيح للإخراج، وتمارين للمشاركين حول طريقة تصور الديكور والإكسسوارات والإضاءة والموسيقى، وغيرها من المحاور التي يمكن أن تسهم في تكوين أرضية للمشاركين كي ينطلقوا منها نحو عالم التأليف المسرحي.