صالح كرامة: الكتابة حياتي
استضاف منتدى الاثنين المسرحي الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، أول من أمس، الكاتب الإماراتي صالح كرامة في محاضرة بعنوان «تجربتي في التأليف المسرحي»، قدم لها الناقد السوداني محمد سيد أحمد بحضور عدد من المسرحيين والمهتمين.
وتحدث كرامة عن نشأته في حي «الباورهاوس» وهو من الأحياء العريقة والفقيرة في أبوظبي، وقال إنه تآلف مع تفاصيله وعاش يومياته على نحو جعله يحس الاغتراب، الان إذ صار عبارة عن عمارات شاهقة ومبان حديثة أشبه بالمتاهات. وبحس شعري لافت تكلم كرامة عن علاقته بالكتابة منذ البداية، وقال انه «اختار أن يكتب لأن الكتابة هي حياته، وقرر ان يتحمل كل عبء يتطلبه هذا الاختيار مهما كانت كلفته: الكتابة هي مصيري وهي حياتي وهي عندي أشبه بالركض وراء قبعة طائرة.. تطير وتطير ثم تحط ثم تقلع». وأوضح كرامة انه تأثر كثيراَ بالمسرحى العراقي جواد الاسدي، فقد عمل معه ممثلاً في مسرحية «مندلي»، ثم شاركه كتابة مسرحية «البانيو»، وقد كسب معارف عدة برفقته.
وأفاد كرامة بأن نصوصه قُدمت في بلدان عربية عدة منها تونس، إذ أخرجت له المخرجة سعيدة المناعي مسرحية «حاول مرة أخرى»، والمخرج محمد العامري قدم مسرحية «حرقص»، وأخرج له الراحل عوني كرومي مسرحية «البانيو» في برلين، وفي السودان يستعد المسرحي صالح عبدالقادر لإخراج نص «هواء بحري».
وأشار السرحي مرعي الحليان إلى أن «نصوص كرامة الجيدة والمنتشرة وذائعة الصيت العربي قوبلت بعدم الاكتراث على المستوى المحلي»، وفي محاولة للبحث عن إجابة قال إن «المسرحي الإماراتي يخشى التعامل مع نصوص كرامة، لما فيها من تعقيد وصعوبة». ورجح المسرحي الرشيد أحمد عيسى أن السبب وراء إحجام المخرج الإماراتي عن نصوص صالح، كونها كُتبت باللغة العربية الفصحى، وهذا أدى إلى تجنبها وعدم الاشتغال عليها، فيما عتب المسرحي محمد غباشي على الكاتب لعجزه عن بناء العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الفرق المسرحية وزهده في تـقديم نصوصه والإلحاح على إخراجها.
يذكر أن صالح كرامة قدم للمكتبة المسرحية نحو 17 نصاً مسرحياً بين القِصر والطول، وكتبت هذه النصوص في معظمها بالفصحى غالباً، منها: «السدادة، هواء بحري، عيناها، سراب، البانيو، حرقص، حديث المساء، عشاق القمر»، وكرامة من مؤسسي فرقة مسرح أبوظبى فى عام ،1977 وقد عاصر تجربة المسرحي العراقي الراحل إبراهيم جلال، والمسرحى الراحل صقر الرشود.