فسخ عقده مع الشركة من أجل مزيد من «الحرية»

الجسمي: ودّعت «روتــانا» بابتسامة

حسين الجسمي وسالم الهندي خلال توقيــــــــــــــــــع العقد الذي فسخه الفنـان مع الشركة. أرشيفية

«الآن أصبحت أكثر تفرغاً لرسالتي الفنية، فأنا مهموم بنقل رسالة حضارية على أكثر من مستوى، من دون أن أكون مشغولاً بالهمّ الإنتاجي»، هو أول تعليق للفنان الإماراتي حسين الجسمي في تصريحه لـ«الإمارات اليوم» في أعقاب إعلانه فسخ التعاقد مع شركة روتانا للإنتاج الفني، مضيفاً «اخترت أن أكون أكثر حرية، وانحزت لدوري الوطني في حمل الكلمة واللحن الإماراتيين بعيداً عن المحلية، ومن بعده دوري فناناً خليجياً من أجل موقع الأغنية الخليجية عربياً، وهو ما يقودني لدور أشمل أسعى من خلاله للمساهمة في الوصول بالأغنية العربية إلى آفاق عالمية».

ورفض الجسمي أي مزايدة على قرار فسخ العقد، وبدا حريصاً في تصريحه لـ«الإمارات اليوم» على ألا يتطرق لفتح ملفات قديمة، كعادة الوسط الفني في مثل هذه المناسبات، مفصلاً «ودعت (روتانا) بابتسامة وطموحات متعددة في الوقت ذاته، فنحن في كل المجالات عندما نكون سفراء للوطن، فإننا لا نمثل أنفسنا، وعلينا دائماً إماراتيين سفراء للوطن في كل مجال، أن نتذكر دائماً حقيقة واحدة هي أننا (عيال زايد)». ونفى الجسمي تكهنات وأقاويل صحافية عدة في بعض وسائل الإعلام بخصوص علاقته بـ«روتانا»، مضيفاً «سيتيح لي الواقع الجديد مساحة مثالية لتنفيذ أعمال هي بمثابة تكليفات مصحوبة بأوسمة معنوية على صدري، لأنها ترتبط في مجملها بالوطن، سواء بمناسبات مثل اليوم الوطني، أو غيرها من التكليفات الرسمية السامية، وهو أمر سبب الكثير من أوجه اللبس أثناء ارتباطي بـ(روتانا) التي كانت تنظر للأمر من زوايا إنتاجية، لا يمكن أن تُلام عليه شركةَ إنتاج، لذلك فإن فسخ التعاقد جاء بمثابة رفع الحرج عن كلينا طرفي تعاقد».

معاناة الإنسان

في تعقيبه على حصوله على جائزة «أوسكار الفيديو كليب» قال الفنان حسين الجسمي لـ«الإمارات اليوم»، هناك عاملان مهمان في هذه الجائزة تحديداً، أولهما أنها تشاركني فيها الشاعرة الإماراتية غياهيب، التي أصبحت باحثة عبر لغة شعرية عذبة عن معاناة الإنسان مع احتفاظها في الوقت ذاته بخصوصية الإبداع الشعري للبيئة الإماراتية، وثانيهما أن التكريم يأتي من القاهرة، عاصمة الموسيقى العربية، ما يضيف ألقاً مميزاً للتكريم. ووعد الجسمي بمشاركة غير مسبوقة في احتفالات العيد الوطني الـ،40 مضيفاً «هناك الكثير من الأعمال التي شرعت بالفعل في الإعداد لها، فمضي أربعة عقود على الاتحاد حدث يلهب مخيلة جميع الفنانين الإماراتيين، وبكل تأكيد سيكون حـدثاً استثنائياً».

وفسر الجسمي «(روتانا) شركة إنتاج كانت تتطلع دائماً إلى مزيد من الاحتفاظ بكل ما أقوم بغنائه، وهو أمر لم يكن يستقيم في الكثير من أعمال الإنتاج الخاص، لا سيما أنها كانت بمثابة تكليف يصل إلى مرتبة التشريف، من حكامنا وشيوخنا». وحول ما إذا كانت هناك تسوية مالية ترتبت على عدم إكماله الفترة المحددة في التعاقد مع «روتانا»، قال الجسمي إنه تمت بالفعل «تسوية مالية منصفة وبصورة حضارية بكل ما تعنيه الكلمة، وبشكل يليق بختام مشوار فني طال لـ10 سنوات كاملة طرحنا للجمهور معاً الكثير من الأعمال المتميزة». وحول تفاصيل فسخ العقد الذي تم في مكتب الفنان الإماراتي، قال الجسمي «اجتمعت مع سالم الهندي سوياً في دبي وتناقشنا حول العلاقة بين الطرفين وما شابها من اختلافات في وجهات النظر، وحرصنا على استمرار العمل بصورة تسمح لكل طرف العمل ما في مصلحته، وتم توقيع فسخ العقد بالتراضي والتفاهم، وبما يرضي الطرفين». وأظهر هذا الأمر وطريقة فسخ العقد، مدى حرص الطرفين على استمرار المحبة والتعاون عملياً من خلال الحفلات والأمور الفنية الأخرى، التي يمكن أن تنتج أو تظهر خلال المستقبل، وهو ما كان يدور بينهما حتى أثناء عملية اختلاف وجهات النظر، التي كانت تتسرب الى الإعلام بصورة بعيدة عن الواقعية الحقيقية للعلاقة الأخوية والمصالح المشتركة التي كانت ومازالت تجمع الطرفين، والتي ستستمر من دون أي عقود تذكر سوى عقد الأخوة والمحبة، الذي لا يحتاج الى توقيع أي طرف.

وسيصدر خلال الأيام القليلة المقبلة ألبوم جديد للفنان الجسمي، يحتوي على 11 أغنية، منها أغانٍ تم طرحها سابقاً عبر الإذاعات ولاقت نجاحا جماهيريا، ما دفع الطرفين لتوثيق هذه الأغاني عبر طرحها على اسطوانات مدمجة الى الأسواق.

وكان الجسمي وروتانا قد جمعتهما نجاحات كبيرة ومتعددة، وحقق الجسمي على مستواه الشخصي نجومية خليجية وعربية تحت مظلة هذه الشركة الإعلامية الكبيرة التي ستبقى، حسب تصريحه، ذكرى جميلة ستترك أثراً ودافعاً للسير قدماً في تحقيق النجاحات المختلفة، ومن جهة أخرى حقق حسين الجسمي جائزة أفضل مطرب ضمن مهرجان أوسكار الفيديو كليب الدولي لعام ،2011 عن أغنية «يكفي تعبت» التي صاغت كلماتها الشاعرة الإماراتية غياهيب الحاصلة على جائزة أفضل كلمات عن الأغنية نفسها، التي حققت انتشاراً كبيراً على مستوى الخليج والوطن العربي، خصوصاً بعد أن عرضت بطريقة الفيديو كليب عبر القنوات المختلفة من إخراج صابر الذبحاني الذي نال جائزة أفضل إخراج. ومن جهته، وجّه الجسمي رسالة شكر وتقدير ومباركة بجائزة أوسكار الفيديو كليب للشاعرة غياهيب عن مشاعرها النبيلة تجاه أبناء المجتمع الإماراتي والخليجي والعربي، مؤكداً أنها نابعة من خلال قلب كبير يستحق كل الجوائز والتكريمات الإنسانية.

تويتر