بالأحمر

الخاسر الأكبر

شيرين. أرشيفية

على مدى أسبوع كامل تداولت وسائل اعلامية، ومواقع الكترونية، واقعة الخلاف بين الفنانة المصرية شيرين والفنانة السعودية ميسون خلال تصوير احدى حلقات برنامج «ديو المشاهير»، وما تبعه من اتهامات وردود وبيانات تكذيب قد لا تهم كثيرين، لكن ما يهمنا هو اسلوب تناول وسائل الاعلام للخبر، وحرص كثير منها على ابرازه تحت عناوين ساخنة تحمل إهانة لشعب ما من شعوبنا العربية، وهو ما حفز قراء من جنسيات مختلفة للدخول في تعليقاتهم على الخبر في «حروب قبلية» تسيء للجميع دون ان تنصف أحداً في النهاية. هل هذا هو الإعلام الذي نريده، والذي يعي طبيعة الوقت الذي تمر به المنطقة العربية حاليا، ومدى حاجتها الى التوحد والتقارب على المستويين الرسمي والشعبي؟ وكم من الوقت علينا ان ننتظر حتى يتخلص الإعلام الفني؛ بوجه خاص؛ من عيوبه، وفي مقدمتها البحث عن الإثارة في غرف النوم حيناً، وفي اللعب على النزعات القبلية والقطرية احيانا؟ والضحية في أغلب الحالات هي «القومية العربية» التي نشأنا عليها مع أغنية «وطني حبيبي الوطن الأكبر»، التي كاد يقضي عليها مهووسو كرة القدم والفن.

في النهاية قد يكون الفنان سفيرا لوطنه بالفعل؛ لكن ليس هناك فنان، مهما علت مكانته، يملك ان يحوّل نفسه متحدثا باسم شعبه، أو ان يمس مكانة شعب آخر، ومن يحاول، فهو بالتأكيد الخاسر الأكبر.

تويتر