فنان سعودي يرى أن زيادة أعداد الفنانين لم يرافقها ارتقـاء بالمستوى

عبادي الجوهر: الأوضاع في الوطن العربي لم تعد مفهومة

الجوهر: ظروف خاصة أبعدتني لسنوات عن الساحة الفنية. تصوير: إريك أرازاس

عبر الفنان السعودي عبادي الجوهر عن أمله أن يعود الهدوء والاستقرار إلى العالم العربي. واصفاً في تعليقه على ما تشهده المنطقة بأنه «بات غير مفهوم سواء للفنان أو لغيره من المواطنين». وقال «نتمنى ان تمر هذه الفترة بسلام، وأن تهدأ الأوضاع في كل البلدان العربية، ونعود جميعاً لنعيش في أمان واستقرار كما كنا من قبل».

من جهة أخرى، انتقد الفنان السعودي حالة الازدحام الكبير التي تشهدها الساحة الغنائية في الوقت الحالي. وأوضح «دائما هناك أعمال جيدة وأخرى غير جيدة، ولكن بشكل عام هناك حالة من الازدحام على الساحة، فقد أصبح هناك الكثير من الأسماء حتى أصبحنا نحتاج إلى أن (يخفوا شوية علينا)، خصوصاً أن الزيادة في أعداد الفنانين لم يرافقها ارتفاع في مستوى المضمون الذي يتم تقديمه، فالمستوى يختلف من فنان لآخر، وفقاً لما يتمتع به من موهبة وقدرات فنية».

وكان الجوهر قد أشار في تصريحات لوسائل الإعلام خلال مشاركته في برنامج «جلسات إمارات إف إم ودو» الذي يذاع على إذاعة «إمارات إف إم»، ويشرف عليه يعقوب الروسي، إلى أن «الأغنية العربية والخليجية بشكل خاص استطاعت ان تحقق تطوراً واضحاً خلال السنوات القليلة الماضية، وأن تصل إلى مستويات متميزة، لكنها في الوقت الحالي توقفت عند مستوى معين، ولا أرغب في ان أقول إنها بدأت في التراجع، كأنه ليس هناك أفضل مما وصلنا إليه».

جلسات

جاءت الجلسة التي أحياها الفنان عبادي الجوهر مساء الثلاثاء الماضي، لتمثل بداية جديدة وقوية لبرنامج «جلسات إمارات إف إم ودو»، بعد توقف الجلسات خلال شهر رمضان الماضي. ويشارك في الجلسات التي تذاع على إذاعة إمارات إف إم، التابعة لشبكة أبوظبي الإذاعية، نخبة من نجوم الغناء الخليجي والعربي، وتتضمن مفاجآت عدة من ضمنها «دويتوهات» غنائية بين عدد من المطربين لأول مرة وبشكل حصري.

وتتضمن الجلسات الغنائية لموسم 2011 أكثر من 750 أغنية تشكل أرشيفاً ضخماً من المخزون الغنائي بمشاركة فرق شعبية عدة، ومجموعة كبيرة من الفنانين.

وحول ألبومه الجديد، أوضح الجوهر لـ«الإمارات اليوم» أنه لم ينته بعد من الألبوم ولم يحدد الشكل النهائي له، ولذا لا يرغب في الحديث عنه بشكل مفصل. لافتاً إلى انه انتهى من إعداد مجموعة من الأغنيات لشعراء سبق وتعاون معهم، بينما تولى هو، كالعادة، تلحين الأغنيات، لكنه لم يستقر بعد على الأغنيات التي سيتضمنها الألبوم الذي يحتاج لشهر آخر قبل الانتهاء منه.

كما أكد عبادي الجوهر انه سيواصل في ألبومه الجديد التعاون مع شركة روتانا. معتبراً ان الوقت مازال مبكراً للحديث عن حملة الدعاية للألبوم. وتوقع انها ستكون مناسبة للألبوم وما بذل فيه من مجهود كبير وعمل مميز.

أنا والعود

«أخطبوط العود» نفى أيضاً ما تردد عن خوضه تجربة غنائية جديدة في الألبوم يتخلى فيها عن العود الذي ظل رفيقه الأول على مدى سنوات مشواره الفني، وأوضح «تجربتي مع آلة العود ترجع إلى عام ،1985 وخلال هذه الفترة كان رفيقي في الغناء وفي الجلسات التي أقدمها، أحياناً يكون الغناء بمصاحبة آلات موسيقية مختلفة، وفي احيان أخرى يقتصر الأمر على العود، لكنني لن أتخلى عن العود الذي اتقنت الغناء عليه منذ كان عمري 11 عاماً، ورافتني على مدى 41 عاما هي مشواري الفني». ووصف الجوهر التجربة التي قدمها في برنامج «شاعر الملك» وقام فيها بالغناء من دون موسيقى، بأنها تمثل «تجربة خاصة جاءت متماشية مع سياسة البرنامج التي تعتمد على صوت الفنان دون موسيقى، وبالفعل قدمتها مستعيضا بأصوات الكورال عن الآلات الموسيقية، لكن لا أفكر في تكرارها مرة أخرى».

وقال الجوهر انه التقى عدداً من الشعراء الشباب المشاركين في مسابقة «شاعر الملك»، وتحدث معهم عن إمكانية التعاون بينهم. لافتاً إلى انه لا يخشى التعاون مع الشعراء الشباب، «فطوال الـ20 عاما الماضية اعتدت ان اتعاون مع الشباب، وأرحب بالدماء الجديدة التي تضيف للأغنية».

غياب وعودة

وأرجع الفنان السعودي الذي احتفل اخيراً بزفاف ابنته «مي»، غيابه عن الساحة في السنوات الخمس الماضية، إلى مروره بـ«ظروف خاصة»، كانت السبب في ابتعاده قليلاً عن الفن، تمثلت في وفاة زوجته ثم اخيه. مشيراً إلى انه إلى الآن يفتقد زوجته «فلا شيء يعوضني عنها حتى الآن»، معتبرا ان لقب «أبوسارة»، هو أقرب الألقاب إلى نفسه وأحبها إليه من الالقاب الأخرى مثل «اخطبوط العود» وغيرها.

وقال الجوهر إن قلة مشاركته في المهرجانات الغنائية تعود إلى بعض هذه المهرجانات، وليس كلها، تسيطر عليها الشللية في العمل واختيار الفنانين. مؤكدا انه لا ينقصه المشاركة في اي مهرجان، وأنه يمثل إضافة لأي مهرجان يشارك فيه.

وأوضح ان الفرق بين الأغنيات التي يقدمها جيله والأجيال السابقة وبين الأغنيات الحديثة، يتمثل في ان جيله اعتاد أن يجهز أعماله «على نار هادئة»، فتأتي في النهاية ذات قدرة على الاستمرار وأن تعيش وتنتقل من جيل لجيل، على عكس الأغنيات الحديثة. موضحاً ان الرواد والعباقرة من الصعب ان يتكرروا مرة أخرى، ولكن قد يظهر فنانون متميزون جدد، لكن بميزات وملامح مختلفة.

تويتر