« مهند » وكرة الثلج
فجأة ومن دون مقدمات، توقفت الدنيا تماماً، وخيمت حالة من الهلع والصدمة على فتيات وسيدات في الوطن العربي، في الوقت نفسه اجتاحت حالة الغليان الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حاملة «الخبر» الصادم: «قتل مهند». وعلى الفور ومن دون تردد، بحثاً عن السبق الاعلامي، سارعت قنوات فضائية إلى بث الخبر، وأشارت تقارير إلى أنه تم التعرف إلى الجناة الذين ارتكبوا الجريمة، ليعم بعدها الحزن ساعات، تنفس خلالها بعض الخبثاء من الرجال الصعداء، بعد أن تخلصوا من «غريم» يصعب التفوق عليه.
لكن لم يمض يوم واحد حتى انقلب الحال، وعادت الفرحة تبتسم على شفاه النساء، كما عادت الغيرة والحسد تسكن في قلوب الرجال، بعد أن ظهرت الحقيقة: «مهند لم يمت». وسارعت المواقع والفضائيات إلى نفي خبر وفاة النجم التركي الوسيم كيفانغ تاتليتوغ، المعروف باسم «مهند»، مؤكدة أنه بصحة جيدة، وأنه يعمل حالياً وبجهد على استكمال تصوير دوره في مسلسل درامي طويل.
هكذا ببساطة يلخص هذا المشهد مدى التخبط الإعلامي الذي نعيشه، ويكشف كم الأخبار المزيفة والشائعات التي يتناقلها الناس يومياً عبر «فيس بوك» و«تويتر» و«بلاك بيري». دون أن يفوتنا بالطبع إضافة بعض التوابل الى الشائعة، ليزيد ويصبح مثل كرة الثلج التي تبتلع بداخلها الحقائق، وتترك الجمهور يتخبط في ضبابية المشهد.