محمد بن راشد حضر افتتاح الملتقى في دبي

شعر من أجـل تعايــش الشعوب

محمد بن راشد يطلع على مطبوعات جائزة «البابطين». وام

بهدف التأكيد على الدور الكبير الذي يلعبه الشعر، بمختلف أجناسه، في تحقيق التعايش السلمي بين الشعوب، شرقاً وغرباً، انطلق صباح أمس، في فندق انتركونتينانتال في «دبي فيستيفال» ملتقى «الشعر من أجل التعايش السلمي»، الذي أقامته مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

الملتقى الذي جمع في دورته الخامسة نخبة من المثقفين والسياسيين والإعلاميين والأدباء، من دول عربية وأجنبية، جمع أيضاً ما بين الشعر والحوار، في محاولة لأن يرقى الحوار بالشعر، إلى ملامسة الهم الإنساني العام، وأن يسند الأخير الحوار ليصبح ثقافة يتبناها الجميع، الأمر الذي أكده صاحب الجائزة سعود البابطين، في الكلمة الافتتاحية، بقوله «نؤمن أن الشعر والحوار في أرفع تجلياتهما هما من نبع واحد، فالشعر العظيم هو انطلاقة للروح من قيودها ومن تضاريس الواقع الخانقة إلى آفاقٍ لا نهائية، حيث يمتزج الحلم بواقع جديد أكثر إشراقاً وشفافية، كما ينطلق منهج الحوار بالناس من الخنادق التي حفرت لهم، والكهوف التي حشروا فيها إلى الفضاء الإنساني العام، حيث السلام والأمن والاحترام للجميع. الشعر الخالد تهذيبٌ للنفس وترقيةٌ للذوق لكي يصبح الإنسان في رهافة الوردة، وفي صفاء الضوء، كما أن الحوار ينزع من الإنسان أنياب أنانيته وأظافر حقده».

تكريم «سوار الذهب»

وقع اختيار مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، على الرئيس عبدالرحمن سوار الذهب، الرئيس السابق لجمهورية السودان، لتكريمه في ملتقى «الشعر من أجل التعايش السلمي»، وذلك للدور الكبير الذي لعبه في تعزيز قيم السلام والتسامح والتفاهم بين مكونات المجتمع البشري، أسوة بالنهج الذي اتبعته في دورتها السابقة في سراييفو، حين كرمت ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، باعتباره أحد الرموز الإنسانية التي أسهمت في إرساء قيم التفاهم والتسامح بين الشعوب.

وأشار البابطين «نحن في دعوتنا إلى الحوار لا نأتي بجديد، فتراثنا حافل بهذا النهج الذي يؤكد الحوار وماهيته وأهميته، ونطمح في هذا الملتقى الذي يمثل نخبة من المثقفين والسياسيين والإعلاميين والأدباء، الذين وفدوا من مختلف الأقطار، والذين يمثلون أدياناً ومذاهب متعددة، أن نؤكد وحدة الإنسان (كلكم لآدم)، في وجه كل من يعملون على تقسيمه، ونأمل أن تبقى الكلمة في وجدان الشاعر والإعلامي طاهرة مقدسة، تجنح إلى تأكيد التآلف والتفاهم وقبول الآخر، وتسعى إلى نزع الألغام من نفوس البشر، ومن أرض الواقع».

دشنت الجلسة الأولى للملتقى، الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، تحت عنوان «صورة الآخر في الشعر العربي القديم»، وشملت ثلاث أوراق بحثية، تناولت الآخر في الشعر القديم، وركزت الأولى على «حضور الآخر في الشعر العباسي»، للدكتور عبدالله التطاوي، الذي أكد أن للآخر «ضرورة ماثلة في عمق القصيدة العربية القديمة، على اختلاف درجات حضوره، وعبر مستويات التعامل معه، أو من خلاله سلبًا أو إيجابًا، إلى جانب الطبيعة النوعية لتقبله أو التلاقي معه، طبقًا لأنماط التجارب الفنية للشعراء، أو المواقف التي انطلقوا منها إلى تصوير وجدانياتهم وأفكارهم ورؤاهم، بما يدعم ظواهر التفاعل والتلاقي والتجانس والحوار».

فيما اهتمت الثانية بالتركيز على «الآخر في الشعر الأندلسي والصقلي»، للدكتور عبدالرزاق حسين، الذي ذكر أن «الاتصال بالآخر المسيحي قديم في الشعر العربي قِدم الشعر نفسه، فقصة امرئ القيس في استغاثته بملك الروم لإعادة ملكه تبين هذا الاتصال المبكر في الجاهلية، وعمل بعض الشعراء المترجمين في بلاط كسرى مثل عدي بن زيد العبادي، ولقيط بن يعمر الإيادي، تمثل هذا الاتصال من خلال أشعارهم التي تنبئ عن الآخر، وتتحدث عن نياته في غزو بلاد العرب، كما في قصيدة (لقيط)». وسلطت الورقة الثالثة الضوء على «الشعر في ظلال الحروب الصليبية»، للدكتور أحمد فوزي الهيب.

وعلى خلاف اليوم الأول، تنطلق اليوم جلسات اليوم الثاني للملتقى، تحت عنوان «صورة الشرق في الشعر العالمي»، لتتناول أربع أوراق بحثية، تشير إلى حضور الشرق في الشعر الإنجليزي، والفرنسي، والإسباني، والروسي، فضلاً عن خامسة، ستركز على «الإبداعات الأدبية العربية مصدر إلهام للشعراء البولنديين»، وسادسة للدكتور وضاح الخطيب بعنوان «الشرق نظرة من الداخل».

أما جلسات اليوم الأخير للملتقى، فيقترب محورها الأول، من الجلسة الأولى، حيث يشكل فيها الآخر المحور الأساسي، ولكن في الشعر العربي الحديث، وذلك تحت عنوان «صورة الآخر في الشعر العربي الحديث»، وتضم ورقتين بحثيتين، الأولى «حضور المدينة»، للدكتورة سعاد عبدالوهاب، والثانية «نماذج وشخصيات»، للدكتور يوسف نوفل، والثالثة «الاغتراب والانتماء في شعر المهاجر الأميركي»، لفخري صالح. ويحمل المحور الثاني للجلسة الرابعة للملتقى، عنوان «آفاق وتواصل»، ويناقش فيه مجموعة من المتخصصين العرب والأجانب، موضوع «الأدب المقارن وقضايا التأثير والتأثر»، و«ترجمة الشعر.. مغامرة وتواصل»، و«ارتحال الشعر.. رحلات الشعراء بين الشرق والغرب».

تويتر