«ثاندربولت» يرث عرش «يو إس بي»

في أواخر التسعينات من القرن الماضي أتاح «الناقل المتسلسل العام» المعروف اختصاراً باسم «يو إس بي» لأول مرة إمكانية توصيل أية أجهزة، مثل الطابعات والماسحات الضوئية والكاميرات، بجهاز الكمبيوتر أثناء تشغيله ومن دون إعدادات معقدة، ومنذ ذلك الحين يمثل منفذ «يو إس بي» المعيار الرئيس لتبادل البيانات. وفي الآونة الأخيرة ظهر منافس قوي لمنفذ «يو إس بي» هو منفذ «ثاندربولت» الذي يقدم أداءً أعلى بكثير، ما يؤهله ليكون وريثاً محتملاً لعرش منفذ «يو إس بي».

وفي الوقت الحالي تحتفي شركة «إنتل» المتخصصة في إنتاج المعالجات بمطورها «أجاي بهات» في إطار حملة دعائية كما لو كان أحد نجوم موسيقى الروك ذائعي الصيت؛ حيث أسهم هذا المطور الأميركي الذي ينحدر من أصول هندية بدرجة كبيرة في اختراع منفذ «يو إس بي» الذي أتاح للمرة الأولى الاستغناء عن العديد من المنافذ، وتوصيل الأجهزة بالكمبيوتر من دون تنصيب برامج مسبقاً بمبدأ «وصل وشغل»، وكذلك تخزين البيانات على ذاكرة «يو إس بي»، ومنذ اختراع هذا المنفذ باتت جميع الشركات المنتجة للكمبيوتر والأجهزة الطرفية تزود أجهزتها به من أجل توصيل الأجهزة ببعضها بعضاً بسلاسة ومن دون تعقيد.

ولايزال المنفذ «يو إس بي- 2.0» يحظى بانتشار واسع في الوقت الحالي، بعدما تم طرحه في الأسواق عام 2000 كمنفذ فائق السرعة بمعدل نقل بيانات يبلغ نظرياً 480 ميغابت/الثانية، وبفضل معدل نقل البيانات هذا الذي يفوق نظيره في الإصدار السابق 40 مرة، أصبح منفذ «يو إس بي- 2.0» للمرة الأولى مناسباً أيضاً لمشغلات الفيديو. وفي الوقت الجاري بات منفذ «يو إس بي» يُعد الحل السحري لنقل البيانات؛ لأن التعامل مع الوسائط الفائقة الوضوح التي تحتوي على كميات كبيرة من البيانات أصبح من بديهيات الحياة اليومية يوماً بعد يوم.

وفي الآونة الأخيرة طورت إنتل، بالتعاون مع آبل وسوني، معياراً جديداً للنقل السريع للبيانات المرتبط بالكابل. وتحت اسم «ثاندربولت» استخدمت «آبل» هذه التقنية بالفعل في أجهزة اللاب توب «ماك بوك برو»، و«ماك بوك إير» والحاسب المدمج الجديد «ماك ميني»، وقبل ذلك زودت سوني جهاز اللاب توب «فايو Z21-» بهذه التقنية، التي كانت تُعرف باسم «Lightpeak» من أجل التوصيل بين اللاب توب ومحطة الإرساء، وتُعد شركة LaCie الأميركية أول شركة تقدم أجهزة طرفية مُزودة بهذا المنفذ؛ حيث طرحت قبل أسابيع قليلة قرصاً صلباً خارجياً بسعة تصل إلى 2 تيرابايت مزوداً بمنفذ Thunderbolt لأجهزة الماك في الأسواق.