الحلوى العُمانية.. «نـجمة» ضيافة العيد
لا تقتصر شعبية الحلوى العمانية بشتى أصنافها على موطنها الأصلي، بل تتعداه لتشمل دول الخليج العربي، إذ أصبحت الحلوى العمانية منذ نشأتها رمزاً للضيافة الخليجية، وتعد طبقا رئيسا حاضرا في المناسبات والأعياد تحديداً، ولا تكتمل مائدة العيد في منطقة الخليج العربي إلا بوجود الحلوى العمانية.
ويقول صاحب محال الحوسني للحلوى العمانية، مرشد الحوسني، إن «الإقبال على الحلوى العمانية بشتى أصنافها يكثر في المناسبات والأعياد تحديداً، إذ تعتبر دلالة قوية على الضيافة الخليجية التي تظهر ملامحها بشكلٍ جلي فيها، الأمر الذي يؤكده الإقبال الكثيف على محالها المتخصصة، لتقديمها دائماً ضمن فوالة العيد»، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم» أنه «لا تكاد تكتمل فوالة العيد (مائدة العيد) إلا بالحلوى العمانية التي تقدم إلى جانب باقة منوعة من الحلويات التقليدية والحديثة، فضلاً عن أصناف موالح تتوزع ما بين العيش واللحم والهريس والعرسيه وغيرها».
في تراث الإمارات مثل صاحب محال الحوسني للحلوى العمانية مرشد الحوسني، الإمارات عام ،2002 في معرض هانوفر في ألمانيا، عبر إعداده الحلوى العمانية على مدار ستة أشهر، ضمن نشاطات القسم التراثي الإماراتي في المعرض. ويفتخر الحوسني بأن الاختيار وقع عليه لتمثيل الإمارات وتراثها، من خلال إعداد الحلوى العمانية، التي أكد أنها أصبحت جزءاً من تراث أهل الخليج التي انتشرت فيها، إذ إن شعبيتها لم تعد تقتصر على موطنها الأساسي، بل تعدتها لتشمل دول الخليج المجاورة، لذلك تجدها حاضرة في أعيادها ومناسباتها، الأمر الذي تؤكده، كما يقول الحوسني، في بدء طلبات المؤسسات الحكومية على الحلوى العمانية، باكراً، للمشاركة بها في احتفالاتها التي تندرج ضمن فعاليات «روح الاتحاد» التي تقام بمناسبة اليوم الوطني الـ40 للدولة.
|
ويشير الحوسني إلى أن صناعة الحلوى العمانية شهدت تغيرات طرأت عليها، نتيجة لتطور الحياة وضيق الوقت في مقابل الإقبال الكثيف الذي تشهده، وشمل ذلك طريقة إعداد الحلوى ومكوناتها، إذ تبدلت طريقة طهوها من استخدام الحطب في صنعها، إلى اعتماد وقود الغاز عوضاً عنها، هذا إلى جانب إضفاء مجموعة جديدة من المكونات والنكهات عليها، الأمر الذي أدى إلى زيادة أنواعها.
سر الصنعة
حول طريقة صناعة الحلوى العمانية، يتابع الحوسني «تعد طريقة صناعة الحلوى العمانية سراً يتوارثه الأبناء عن الآباء، الذين توارثوه بدورهم عن أجدادهم جيلاً بعد جيل، الأمر الذي لعب دوراً كبيراً في الحفاظ على المهنة من الاندثار، وتطورها وانتشارها، إذ تعلمت فنون طريقة صناعة الحلوى العمانية وأبجدياتها من والدي، الذي حرص على تعليمي إياها منذ الصغر، وأعتبر هذه المهنة خبرة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد حيل».
وتبدأ عملية صناعة الحلوى العمانية من الصباح الباكر، إذ تحتاج إلى وقتٍ طويل لطهوها على نار هادئة، غالباً ما يصل إلى نحو ثلاث ساعات من التحريك المستمر، الذي يعد شرطاً أساسياً لنجاحها، فالتوقف عنه يعني التصاق النشا، أحد أبرز مكوناتها، في قاع القدر، الأمر الذي يؤدي إلى عدم التوصل إلى النتيجة المرضية، وتسهم جودة مكونات الحلوى العمانية كذلك في نجاحها، كالسمن، وماء الورد، والزعفران الذي لابد أن يكون أصلياً، ويمكن التعرف إليه بسهولة من خلال اللون الذي سيضفيه على الحلوى، وطعمه المميز، حسب الحوسني الذي أفاد بأن للحلوى العمانية أصناف منوعة تتوقف على طريقة إعدادها ومكوناتها «فهناك الحلوى الأميرية، والسلطانية، والديوانية، والملكية، وغيرها من الأنواع التي ظهرت نتيجة لرغبات الجمهور، كحلوى التين، والعسل، والحليـب».
فوالة العيد تعد «فوالة العيد» المائدة الرئيسة التي يتم إعدادها لاستقبال العيد، وتشهد إقبالاً كبيراً من الكبار والصغار في الوقت نفسه، وتضم مجموعة منوعة من الأكلات والحلويات التقليدية، وتقدم للضيوف من الأهل والأصدقاء، ومن أصنافها الهريس، والعرسيه، والأرز مع اللحم، والخبيص، والحلوى العمانية تعد من أبرز أصنافها. ووجود الأكلات والحلويات الشعبية التقليدية في «فوالة العيد»، لا يعني بالضرورة استبعاد تقديم الحلويات العربية والأجنبية إلى جانبها. وغالباً ما يتم إعداد معظم أصناف «فوالة العيد» في المنزل، إذ يتعاون أفراد الأسرة الواحدة في تنفيذها، ويتم جلب بقية أصنافها من المحال التجارية المتخصصة. |
إقبال كثيف
يؤكد الحوسني أن «الحلوى العمانية في المناسبات وتحديداً الأعياد، تشهد إقبالا كثيفا بزيادة تصل إلى 50٪، لذلك نبدأ استقبال طلباتها قبل أسبوع للعمل على إعدادها جاهزةً في ليلة العيد، لتقديمها طبقاً ساخناً، كما يفضل الغالبية، على فوالة العيد، إذ إن شعبية الحلوى العمانية بأنواعها المختلفة تخطت شهرتها موطنها الأصلي، لتشمل دول الخليج المجاورة، ويفضل بعض الزبائن إحضار أوانٍ خاصة للحلوى العمانية لتقديمها في العيد، في حين يقوم آخرون بشرائها جاهزةً من المحال، الأمر الذي يرحب به أصحاب المحال ويحرصون على تلبيته»، لافتاً إلى أن الإقبال الكثيف الذي تشهد الحلوى العمانية في الأعياد والمناسبات، لا ترافقه زيادة في أسعارها، إذ تظل هذه الأسعار ثابته، تعتمد على نوعية الحلوى، التي تباع بالكيلوغرام.