الشـارقة تحارب «البلاستيك»
في إطار المحافظة على البيئة، ودعماً لقرار منع تداول واستخدام المنتجات البلاستيكية غير القابلة للتحلل في الشارقة، أطلقت بلدية الشارقة حملة موسعة للتوعية بمخاطر المواد البلاستيكية على البيئة والانسان، شملت رسائل توعية أرسلت عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وسلسلة متنوعة من الفعاليات وورش العمل والمحاضرات الموجهة لطلاب المدارس والجامعات والندوات، التي تضمنت توعية الجمهور في مراكز التسوق العامة.
وأكد مدير عام بلدية الشارقة، المهندس سلطان عبدالله المعلا، أن «هناك مواد بلاستيكيـة تصنـع وتنتج من دون الالتزام بالاشتراطات والمواصفات الصادرة عن الهيئات البيئية المختصة، وغالباً ما تسبب تلك المواد أضراراً بالغة الخطورة، خصوصاً الأكياس والعبوات البلاستيكيـة المستخدمة بشكل يومي والمتوافرة في المحال التجارية والأسواق».
ولفت إلى أن «البلدية بدورها تحرص على توعية المستهلكين بمخاطر استخدام المواد البلاستيكية، وذلك مع تزامناً مع القرار الصادر عن وزارة البيئة والمياه، الذي يقضي بمنع تداول واستخدام المنتجات البلاستيكية غير القابلة للتحلل في الشارقة، خصوصاً أن معظم المستهلكين لا يدركون مخاطر استخدامها، لاسيما تلك المواد التي تستخدم لمرة واحدة».
وتابع أن «الأبحاث العلمية أظهرت أن المواد البلاستيكية تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، خصوصاً الأكياس والعبوات البلاستيكية التي تلامس المواد الغذائية، سواء الساخنة أو المجمدة، إذ إن الأكياس والعبوات تتفاعل مع الأطعمة الساخنة والحمضية، منتجة نواتج كيميائية ذات خطر مباشر على صحة الإنسان».
منتجات
عرضت البلدية، أثناء حملتها التي استهدفت جميع شرائح المجتمع، المنتجات الخطرة وحذرت من استهلاكها، وذلك في إطار الحفاظ صحة الانسان وسلامة البيئة، مثل ألعاب الأطفال البلاستيكية وأدوات المكياج التي لا تتوافق مع الاشتراطات والمعايير القياسية المعمول بها في الإمارات، إضافة إلى المواد والمستهلكات البلاستيكية من أكياس وعبوات غير قابلة للتحلل.
وحذر المعلا من خطورة المنتجات البلاستيكية غير القابلة للتحلل، قائلاً «تتكون المواد البلاستيكية من سلاسل كيميائية من الهيدروجين والكربون والأوكسجين والنيتروجين والكلور، تلك العناصر تجعلها غير قابلة للتحلل في التربة لسنوات طويلة، الأمر الذي يضاعف من خطورتها على صحة الإنسان والحيوان والبيئة البرية والبحرية، لاسيما أن الإمارات تنتج نحو 1.75 مليار كيس من البلاستيك، 75٪ منها تستهلك محلياً، ما يؤكد أن معدلات استهلاك المنتجات البلاستيكية في تصاعد مستمر». وأفاد بأن «معظم الأكياس البلاستيكية تستخدم لحفظ السلع والمنتجات والمواد الغذائية ولعب الأطفال، وغيرها من الأدوات والأواني المنزلية، الأمر الذي يتحول إلى نفايات عالية الخطورة ويسبب تلوث البيئة البرية والبحرية وتهديد الثروة الحيوانية، لاسيما مع تسجيل حالات نفوق حيوانات تناولت أكياساً بلاستيكية».
وحول مخاطر المواد البلاستيكية قال المعلا إن «أخطر المواد البلاستيكية هو ما يعرف باسم polyvinylchloride أو (PVC) التي يسبب استخدامها المتكرر مشكلات صحية منها أمراض السرطانات المختلفة وتلف جهاز المناعة والخلل في الجهاز الهرموني»، لافتاً إلى أن «المواد البلاستيكية PVC غالباً ما تستخدم في الصناعات المختلفة مثل الأثاث ولعب الأطفال والأواني المنزلية والأجهزة الكهربائية والسيارات ومواد البناء».
«تويتر»
أطلقت بلدية الشارقة على حسابها الخاص في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، رسائل تثقيفية وذلك لتوعية المستهلكين بمخاطر استخدام المواد البلاستيكية، منها نصائح باستبدال أكياس البلاستيك المستخدمة بكثرة، بالأكياس الورقية، أو الاعتماد على أكياس القماش التي تستخدم لمرات عدة، ما يؤثر في انتاج الأكياس البلاستيكية، كما أوصت ربات المنازل باستخدام الأواني الزجاجية أو المصنوعة من الـ«ستانلس ستيل» للحفاظ على صحة الأسرة، وتجنب استخدام الأواني البلاستيكية لحفظ المواد الغذائية، خصوصاً الأغذية الحمضية، لما لها من مخاطر على البيئة وصحة الانسان.
وحذرت البلدية من استخدام أكياس البلاستيك في تعبئة الخبز الساخن والوجبات الغذائية الساخنة، وذلك لأن الأكياس المتعرضة للحرارة تتأثر خواصها الفيزيائية، ما يتسبب في اطلاق مواد سامة مسببة للسرطان، كما أن حرق المواد البلاستيكية يطلق أحماضاً ومركبات غازية سامة تضر بصحة الإنسان. وذكرت رسائل «تويتر» أن دفن أكياس البلاستيك في التربة يشكل طبقة عازلة تفصل التربة وتحجز مياه الأمطار في الجزء العلوي، الأمر الذي يمنع وصول المياه والمخصبات اللازمة إلى الجزء السفلي من التربة، كما أن انتشار أكياس البلاستيك في المناطق الساحلية يشكل خطراً على البيئة والكائنات البحرية مثل السلاحف البحرية التي تتناولها لاعتقادها أنها قناديل البحر، الأمر الذي يتسبب في نفوقها، كما تعمل على سد خياشيم التنفس لدى الأسماك، إضافة إلى التأثير في البيئة البرية، خصوصاً المواشي التي تتغذى عليها. ونصحت الرسائل المستهلكين بضرورة شراء واستخدام عبوات المياه الزجاجية بدلاً من البلاستيكية التي يصعب تحللها، وفي حال شراء العبوة البلاستيكية يجب عدم إعادة تعبئتها أو تجميدها.
خطر حقيقي
يعد البلاستيك مادة يتم تصنيعها من خلال مراحل متعدة، ومن مواد تعتمد في أساسها على النفط الذي يعد المادة الأولية في صناعة اللدائن، كما يمكن إنتاجها باستخدام الغاز الطبيعي والفحم مادةً أوليةً، ويشكل البلاستيك ما نسبته 4٪ من منتجات النفط، وتكمن خطورته في أنه غير قابل للتحلل ولا يعاد تصنيعه، ما يجعله خطراً حقيقياً على البيئة والإنسان.