بطولة السيف أعادت فن «المزافن» إلى ذاكرة الجمهور من جديد. من المصدر

«سيف» الفجيرة تجدّد «المزافن» بمهارات الشباب

بافتتاح أشبه بالعرس التراثي انطلقت مساء أول من أمس، النسخة الثانية من بطولة السيف التراثية في أحضان قلعة الفجيرة، معلنة عن تباري 16 متسابقاً شاباً تم تأهيلهم خلال تصفيات دورية، سمحت باستيعاب جميع مجيدي هذا الفن التراثي القادم أساساً من قبائل إماراتية سكنت رؤوس وقمم الجبال المختلفة في حقب زمنية متفاوتة، قبل أن يصبح إرثاً شعبياً ضمن موروث إماراتي تستوعبه الأجيال وتطوره المهارات الشابة.

المهارات الشابة هي ما تراهن عليه بالفعل بطولة السيف، التي جددت أغنيتها الرسمية هذا العام لتتحوّل من صوت حسين الجسمي إلى صوت الفنان عيضة المنهالي، عبر أغنية «سيف المزافن»، التي واصلت العــلاقة الترابطية بين فن «المزافن»، والإيقاعين الطربي والغنائي، وفي الوقت الذي ذهبت فيه الاستضافة الشعرية للشـــاعر خالد الظنحاني، استضافت الفقرة الغنائية الفنانة عُريب، في تأكيد على أن ثلاثي الحماسة والشعر والطرب سيبقون متلازمين في الدورة الجديدة.

الترقب الجماهيري والإعلامي الملحوظ لانطلاقة البطولة يبررها، حسب تصريحات أعضاء اللجنة المنظمة، أن «فن المزافن»، يعتمد أساساً على مهارات التسري بالسيف في استعراض يقوم به متبارون، ليظل فناً يستمد جانباً كبيراً من مهاراته من فنون المبارزة بالسيف، أو على الأقل اشتراطاته ومقوماته، إضافة إلى مهارات أخرى جوهرية، وصفات تنم عنها الحركة، منها الإقدام والشجاعة والثقة بالنفس، وهي عوامل تجعل ممارسة «المزافن» في ظل حضور جماهيري غفير، أمراً مشوقاً، ويتطلب الحرص على توافر معايير الأمان والسلامة، وهو ما تم توفيره بالفعل في ساحة ميدان البطولة.

الدعمان الرسمي والشعبي ساندا إقامة البطولة في الفجيرة، التي تقام برعاية سموّ الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد إمارة الفجيرة، فبالإضافة إلى الحضور الجماهيري الغفير، جاء الحدث الافتتاحي بحضور سموّ الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي، نجل صاحب السموّ حاكم الفجيرة، وعدد من المسؤولين في الإمارة، ما يعني أن البطولة قادرة على إحداث هذا الحوار الإيجابي المؤدي إلى تواصل الأجيال الشابة مع الموروث الشعبي والعادات العربية الأصيلة، وهو أحد الأهداف الرئيسة لمختلف البطولات التراثية.

تقاليد إقامة البطولات الشعبية حولت ساحة قلعة الفجيرة التراثية إلى مسمى يرتبط بالمنافسات لتصبح عنوانها «ميدان السيف»، مستضيفة أولى جولات البطولة التي استهلت بفقرة لفرقة «المزيود الحربية»، من خلال لوحة تراثية وسط تفاعل الجمهور من الجنسين، البعض أتى لحبه وشغفه بالمزافن، والبعض الآخر أتى به فضوله لمعرفـة هـذا الفن التراثي الفريد، ما جعل الحدث بؤرة لجذب منتمين لثقافات مختلفة.

وبعد أن تحوّلت الساحـة لما يشبه الحلقة الدائرية المتسعة بدأت فعاليات البطولة التي جمعت بين المزافن والشعر والطرب من ميدان السيف، الذي شهد اتساعاً ملحوظاً ليتيح مجالاً أرحب للحركة، ومدى أوسع ليتابع الجمهور المتسابقين بشكل أوضح، ولجنة التحكيم المكوّنة من المعنيين بـ«فن المزافن» وهم: سلطان مليح، وراشد اليماحي، وطارش راشد، وراشد الشحي.

مفهوم الصفوة في البطولة انطبق على 16 متسابقاً هم مجموع المتنافسين على لقب انتزاع السيف الذهبي، بعد أن تأهلوا عبر التصفيات كي يستحقوا المشاركة في جائزة سمو ولي عهد الفجيرة موزعين بواقع ثمانية متسابقين في كل حلقة، إذ تقوم لجنة التحكيم بإبداء رأيها وتقييم كل متسابق، على أن يتم احتساب النتيجة الأعلى في المراحل التالية للمتسابق، وأن تكون نتيجة التحكيم تساوي 40 نقطة وتتحول الـ40 نقطة إلى 400 نقطة، وكل مرحلة لها نظام معين.

الحلقة الأولى من برنامج جائزة سموّ ولي عهد الفجيرة بدأت بأغنية جديدة «مزافن السيف»، بصوت الفنان الإماراتي عيضة المنهالي، وضمت الحلقة أربع جولات بدأها المتسابق يوسف درويش الظهوري الذي يحمل الرقم (46)، والمتسابق حامد الكمزاري الشحي الذي يحمل الرقم (47) بـ260 نقطة للظهوري، وبـ280 نقطة للكمزاري الشحي، تلاهم المتسابق طالب سليّم الشحي (43) بـ240 نقطة، والمتسابق سيف أحمد خميس اليماحي (35) بـ280 نقطة في الجولة الثانية، أما الجولة الثالثة فجمعت بين المتسابق يماز سعيد راشد الشحي ورقمه (39) وحصل على 300 نقطة، والمتسابق سليمان أحمد الشحي (40)، رقم مميز كونه الرقم ذاته لذكرى قيام الاتحاد تحت شعار «روح الاتحاد»، وحصل الشحي على 310 نقاط، أما الجولة الرابعة والأخيرة فقد حصل فيها المتسابق محمد سيف محمد كمزار الشحي حامل الرقم (48) على 290 نقطة، في حين حصل المتسابق عبدالله بن سعدون الشحي ورقمه في البطولة (38) على 310 نقاط.

وأحيا فقرات الأمسية الأولى لبطولة السيف المطربة عُريب والشاعر خالد الظنحاني، اللذان أمتعا الجمهور بقصائد وأغنيات جميلة، حيث أهدى الشعر الظنحاني قصيدة إلى سموّ ولي عهد الفجيرة راعي البطولة، من جانبها عبّرت الفنانة عُريب عن سعادتها بوجودها في إمارة الفجيرة وبين جمهورها، حيث شدت بأغنيتين الأولى «الحبيب الأولي» من كلمات سموّ الشيخ راشد بن حمد الشرقي، والثانية «فديت صوتك» من كلمات محمد الضنحاني، أشعلت فيها تفاعل الجمهور واستعرض المتسابقـون مهاراتهم في التحكـم بالسيف على أنغام الأغنيات وإيقاعها في لوحات جماليـة وسط تشجيـع وتصفيق الجمهور.

الأكثر مشاركة