«مهرجان الخليج».. إضافة لحضور «ذوي الإعاقات». من المصدر

«أحوال حارتنا» تُعــــرض في ختام «مهرجان ذوي الإعاقـــة»

تختتم المسرحية اليمنية «أحوال حارتنا» عروض مهرجان المسرح الخليجي لذوي الإعاقة غداً، في دورته الثانية التي تضمنت سبع مسرحيات. وتنظم الدورة وزارة الشؤون الاجتماعية، على مسرح قصر الثقافة ومسرح معهد الفنون، ويتولى رئاسة المهرجان مبدع تجمع سيرته ما بين الشأن الاجتماعي الذي ينتمي له وظيفياً كونه وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية، والهم المسرحي، كونه علماً من أعلام المسرح الإماراتي وهو الفنان ناجي الحاي.

وعلى الرغم من أنها الدورة الثانية إلا أن العجلة والظروف غير المواتية التي شهدت انطلاقة الدورة الأولى للمهرجان بالدوحة، في مقابل توسيع هامش المشاركة، وتنظيم اللوائح الخاصة بالمسابقة ولجنة التحكيم، وغيرها، دفع بمتابعين إلى اعتبار الدورة الحالية هي الانطلاقة الحقيقية للمهرجان، الذي يشهد تنافساً بين العروض المستضافة على جوائزه، بعيداً عن الإشكاليات الفنية التي غالباً ما تصاحب مهرجانات تقتصر على فئات بعينها، حيث جاءت معظم الندوات النقدية التي تلت العروض حتى الآن، مؤكدة على الكثير من مكامن الإبداع المسرحي في الأعمال المقدمة، سواء على مستويات النصوص والإخراج والإضاءة والصوت، وغيرها من فنون المسرح، أو على مستوى التمثيل، الذي حمل حلولاً مبهرة لتحدي الإعاقة، لاسيما أن هذا الفن تحديداً تشكل فيه الإعاقة الجسدية تحدياً ملموساً.

وفي حين تشارك الإمارات بمسرحية «سفر العميان» من تأليف ناجي الحاي، وإخراج أحمد الأنصاري، وهي مسرحية معروفة وسبق تقديمها في أكثر من محفل، لكن الجديد فيها خلال هذا المهرجان، أنها تستند إلى طاقم تمثيلي كامل من ذوي الإعاقة، فيما تشارك قطر مسرحية «صناع الأمل» تأليف سعود الشمري، وإخراج ناصر عبدالرضا، وتشارك الكويت بمسرحية «أبي رجل كهل عنيد» تأليف مشعل الموسى، وإخراج يحيى عبدالرضا، أما سلطنة عمان فتشارك بمسرحية «رجل بلا مناعة» تأليف عبدالكريم جواد وإخراج مبارك المعمري، وتأتي مشاركة البحرين عبر مسرحية «سلام جابر» تأليف وإخراج عبدالرحمن بوجيري، وتشارك السعودية بمسرحية «الحج» تأليف صالح يماني، وإخراج محمد صالح يحوي، أما مسرحية الختام فتمثل اليمن «أحوال حارتنا» تأليف عبدالواسع محمد مجلي، وإخراج محمد عبدالله الرخم .

وخارج نطاق المسابقة الرسمية، تشارك مدينة الخدمات الإنسانية في الشارقة بمسرحية «صور تذكارية» تأليف وإخراج محمد بكر .

وأكد الحاي الذي تم تكريمه في الدورة الماضية لمهرجان أيام الشارقة المسرحية، أن هناك تطويراً كبيراً أثرى الدورة الحالية من المهرجان على الصعيد التنظيمي، مشيداً في الوقت ذاته بالمستويات الفنية للعروض المشاركة، مؤكداً أن الاستضافة تأتي تتويجاً للجهود الكبيرة التي تقوم بها الإمارات ممثلة في وزارة الشؤون الاجتماعية في خدمة ذوي الإعاقة، وتقديم يد العون لهم في بناء المجتمع، وليكون حضورهم وأعمالهم إضافة في الكثير من المهن والأعمال الإبداعية التي يمكنهم القيام بها من دون أن تقف الإعاقة حائلاً أمامهم. وقال الحاي إن «الرعاية الكبيرة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تشكل دعماً مباشراً لمسيرة هذا المهرجان»، مشيراً إلى أهمية وجود لجنة تحكيم يتمتع اعضاؤها بمستوى عال من الخبرة والاحترافية، ما يجعل توصياتها فضلاً عن اختياراتها للأعمال الفائزة، تصب في إطار التطوير المستمر للمهرجان .

وشهدت خشبة قصر الثقافة في الليلة الثانية من ليالي المهرجان، أول من أمس، عرض مسرحية «سلام جابر» وهي من تأليف وإخراج عبدالرحمن حسن بوجيري، وتمثيل كل من محمد صقر، محمد يعقوب، ميرزا حسن، زهراء السباع، صالح المادح، يوسف بوعلاي، نرجس رحمة، محمد الحمري، خلف الله سعد، وفؤاد ملاسي.

وانطلق العرض بموسيقى حية وضعنا بها المخرج في أجواء ألف ليلة وليلة، وحكاياها الكثيرة والمتنوعة، حيث طرح النص موضوع ذي الإعاقة وحقوقه في العيش الحر الكريم، في موضوعة تراثية حاول المؤلف إسقاطها على واقع المعاق المعاش، بقصة الحب التي نشأت بين سلام وجابر، التي منحت الأمل للمشاهد حينما انتصر الخير في النهاية على الشرّ، عبر نص مزج بين الفصحى واللهجة المحلية البحرينية.

وأشاد مدير الندوة التطبيقية، نواف يونس، بالعرض البحريني «سلام جابر» معرباً عن اعجابه بالعمل المسرحي الذي قدمه المخرج بشكل متقن، وحسن تعامله مع الكفاءات والقدرات الإبداعية وتوظيفها حسب امكانات العمل، طارحاً تساؤلات للمؤلف والمخرج تتعلق بصياغته للنص، وما إذا كان قد تم اعداده من الأساس لذوي الإعاقة أم انه نص تقليدي، فضلاً عن سبب اتجاهه في الإخراج الى انتقاء البيئة التراثية في المشهد المسرحي.

وقال الدكتور عبدالكريم جواد من سلطنة عمان «عند الانتهاء من مشاهدة هذا العمل لا يسعنا الى ان نقول إنه كان عرضا ممتعا حاز اعجاب الجمهور، حيث كان بقيادة مخرج استطاع ان يوظف ادوات كثيرة كالموسيقى والإضاءة وغيرهما، وقد أجاد الممثلون ادوارهم بإتقان، الأمر الذي انجح العرض على الرغم من بعض الاضافات التي كان بإمكان المخرج الاستغناء عنها».

فيما اشاد المؤلف والمخرج عبدالرحمن بالجهود التي تم بذلها من قبل اللجنة العليا المنظمة للمهرجان، معرباً عن سعادته الشديدة بهذه الاحتفالية الثقافية التي اثرت الجمهور المسرحي بأفضل الأعمال المسرحية.

بوابة بوح

إسماعيل عبدالله.

وصف رئيس جمعية المسرحيين ومدير المهرجان، الفنان إسماعيل عبدالله، «مهرجان الخليج المسرحي لذوي الإعاقة» بالفعالية ذات الأولوية القصوى ضمن أجندة الفعاليات المسرحية العربية عموماً، والخليجية على وجه الخصوص، مضيفاً «لا يمكن أن نغفل أن هناك المئات، وربما أكثر من ذلك، من أصحاب المواهب والطاقات في فنون المسرح المختلفة، يجتهدون على مدار العام، من دون أن يكون لهم فرص حقيقية للبوح الإبداعي في كثير من المنصات الإبداعية، باستثناء هذا المهرجان».

واضاف عبدالله «لو لم يمثل هذا المهرجان سوى كونه بوابة بوح حقيقية لشريحة مهمة من اصحاب المواهب المسرحية، لا تمتلك سوى هذا الكيان لترجمة شغفها بالمسرح، لكفى ذلك هدفاً سامياً، لكن واقع العروض يؤشر إلى اننا أمام أعمال يستجيب كثير منها للشروط الاحترافية وتشهد مشاركاتها اجتذاباً لمنتمين جدد للمسرح»، لافتاً إلى أن بعض المسرحيات شارك فيها الكثير من الممثلين الذين يقومون بذلك للمرة الأولى.

يذكر أن اللجنة العليا المنظمة للمهرجان تضم إلى جانب ناجي الحاي وإسماعيل عبدالله، كلاً من عبدالعزيز الحمادي، وزينب الملا، وسلطان سيف الشحي، فيما تضم لجنة التحكيم كلاً من عبدالله ملك (البحرين)، والدكتورة أحلام حسن (الكويت)، والدكتورحبيب غلوم (الإمارات)، وغنام غنام (الأردن)، وفهد الحارثي (السعودية).

الأكثر مشاركة