أفلام تناقش السيطرة الأبوية والتطوّر الاجتماعي

«أصوات خليجية» جريئة في «دبي السينمائي»

«بهارات» يتحدث عن رحلة امرأة عاقر تحلم بالإنجاب. من المصدر

يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي يُقام في الفترة من السابع إلى 14 ديسمبر المقبل، في إطار دورته الثامنة خمسة أفلام قصيرة، ضمن برنامج «أصوات خليجية»، وستصوّر هذه الأفلام لمحات آسرة ومؤثرة، حول التغيرات التي طرأت على أسلوب المعيشة في منطقة الخليج.

يمتاز كل من هذه الأفلام، التي تمثّل السعودية وسلطنة عُمان والبحرين والكويت، بأسلوب طرحه الجريء، وابتكاريته في تفسير وتمثيل القضايا المعقّدة، وغير الاعتيادية في المجتمعات الخليجية، فتغطّي طيفاً واسعاً منها، بدءاً من الروابط التي تجمع ما بين العائلات، إلى هشاشة التطور الاجتماعي، وسرعة زواله.

تضم قائمة الأفلام، التي ستُعرض في إطار البرنامج، فيلم «أتمنى لو كنا راقصين»، من إخراج الكويتي محمد وليد عياد. ويقصّ الفيلم حكاية فتاة مقعدة، تعاني مرض تصلّب الأنسجة المتعدد، وتراودها دوماً أحلام ملوّنة أشبه بالحياة، بأن تصبح راقصة باليه. يُشار إلى أن الفيلم يُعرض للمرة الأولى عالمياً، ضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي.

ومن عُمان، يشارك المخرجان محمد الحارثي، وشبيب الحبسي، بفيلمهما «نقصة»، حيث تمّ تصوير أحداثه في إحدى قلاع السلطنة. يناقش المخرجان من خلاله مشكلة سيطرة التقاليد على الأبناء، منذ صغرهم، وحتى شبابهم، من قبل آبائهم، حتى لو كانت تلك التقاليد سلطوية، وغير مرغوب فيها.

ويعرض هذا الفيلم القصير، للمرة الأولى عالمياً، ضمن فعاليات المهرجان.

إضافة إلى ما سبق، تمّ اختيار ثلاثة أفلام، كانت قد شاركت في نسخة هذا العام من مهرجان الخليج السينمائي، الحدث السنوي الذي يحتفي بإبداعات السينما التجريبية، والمعاصرة الجريئة في منطقة الخليج العربي. الفيلم الأول، بتوقيع المخرج السينمائي والناقد السعودي، عبدالله آل عياف، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لمسابقة الأفلام السينمائية السعودية، إذ يشارك بفيلمه «ست عيون عمياء»، وتدور أحداثه حول طبيب نفسي، يتولّى حالة طبية لم يكن يتصورها أبداً.

والفيلم الثاني للمخرج العُماني عامر الرواس، بعنوان «بهارات» الذي حاز شهادة تقدير ضمن المسابقة الخليجية في مهرجان الخليج السينمائي. ويحكي الفيلم تقاطع قصص أربعة أشخاص منفصلين، في اللحظة نفسها، وهم امرأة عاقر تبحث عن علاج لعقمها، ورجل في التسعين من عمره بانتظار حدوث أمر ما، وطفلة تحضر نفسها لتغيير لابد منه، ومدوّن.

أما الفيلم الثالث فهو «سلاح الأجيال» للمخرج البحريني محمد جاسم، الذي يسلط الضوء على التغييرات المتسارعة التي طرأت على المنطقة، ويطرح فكرة هشاشة عملية التنمية والتطوير، وحتمية زواله. ونال هذا الفيلم، المُثير للجدل، الجائزة الثانية، ضمن المسابقة الخليجية للأفلام القصيرة في مهرجان الخليج السينمائي.

وقال المدير الفني في مهرجان دبي السينمائي الدولي، ومدير مهرجان الخليج السينمائي مسعود أمر الله آل علي: «تعد الأفلام الخمسة المشاركة في برنامج أصوات خليجية تعبيراً صريحاً واضحاً عن أسلوب الحياة العصرية، في منطقة الخليج، وذلك عبر الموضوعات التي تطرحها وتناقشها، وتركّز عليها، ومن خلال الطرق والسبل، التي اختارها المخرجون في تفسير هذه الموضوعات، والأساليب الفنية التي استخدموها في إخراج هذه الأفلام».

وسيتم عرض الأفلام المشاركة في «أصوات خليجية»، على الحضور، في صالات سينما فوكس، في «مول الإمارات» بدءاً من الثامن وحتى 14 ديسمبر المقبل.

في إطار متصل، أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي عن تنظيم مأدبة غداء وحفل خيري خلال فعاليات دورته الثامنة، إذ سيذهب ريع الحفل إلى «دبي العطاء»، المؤسسة الإنسانية الإماراتية، وإلى منظمة المساعدات الإنسانية الدولية «أوكسفام»، وسيتم تحويل التبرعات لتقديم المعونة والمساعدات إلى المجتمعات المعوزة والأشخاص المحتاجين في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وجميع أنحاء العالم.

وسيقام الحفل الخيري «ليلة واحدة تغير حياة الناس»، وهي أمسية يتألق فيها الضيوف بارتدائهم ملابس رسمية «توكسيدو»، وتقام في 10 ديسمبر المقبل في فندق «أرماني دبي». ويتوافر عدد محدود من بطاقات الدخول إلى هذا الحفل الحصري عبر الموقع الإلكتروني لـ«دبي العطاء». وسيكون هذا الحفل إحدى فعاليات المهرجان.

ونمت «أوكسفام» وتطورت، منذ تأسيسها في أوكسفورد في عام ،1942 لتصبح منظمة مؤثرة في الساحة الدولية. وتعمل مع شركاء محليين في أكثر من 98 دولة في الوقت الحاضر، في مجالات إنسانية عدة، منها توفير مصادر المياه النقية في عمليات الإغاثة، ودعم مشروعات التعليم في الدول النامية، ومنها دعم مشروعات الصحة العامة في المجتمعات، ومساعدة تلك المتأثرة بالتغير المناخـي على التكّيف.

وتتضمن لائحة السفراء العالميين لمنظمة «أوكسفام» مجموعة من كبار الممثلين مثل: كولين فيرث، وسكارليت جوهانسن، وميني درايفر، وغايل غارسيا بيرنال، ودجيمون هونسو، وكيرستن ديفس، وراول بوس، إلى جانب موسيقيين كبار مثل: فرقة كولدبلاي، والمغنية آني لينوكس وعارضة الأزياء هيلينا كريستنسن، والأسقف إميريتوس ديسموند توتو. ومن المتوقع أن يحضر عدد من سفراء «أوكسفام» الحفل الخيري.

تويتر