فواصـل طربـيـة في نـهاية الأسبوع

مع اتجاه درجة الحرارة إلى الاعتدال، ودخول الدولة في أجواء الاحتفال بذكرى مرور 40 عاماً على تأسيس دولة الاتحاد، عادت الحفلات الموسيقية والطربية، لتنافس بقوة على أجندة أبرز الفعاليات المقامة، لاسيما في نهاية الأسبوع، لتصبح وجهة مطروحة، ليس فقط بالنسبة لحفلات تجارية ينظمها رعاة لأغراض تسويقية، بل أيضاً ضمن برامج احتفالية لمؤسسات تعليمية تحتفل بأهم مناسبة وطنية، بصيغ مختلفة.

وفي حين قدمت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، أول من أمس، سهرة غنائية مهدت لإطلالتها بموسيقى رافقت غناء العندليب الأسمر، وقادتها في فقراتها لاستعادة كلمات أغنية «الحب اللي كان» التي غنتها وردة في إحدى راوئعها، على مسرح أرينا في مدينة جميرا بدبي، استقطبت حضوراً جماهيرياً متوسطاً، فقد فضلت جامعة الجزيرة بمقرها في منطقة «الطوار3» اختتام برنامج متكامل استمر على مدار أيام وشهد ندوات شعرية وعروضاً فنية وغيرها، بحفل فني تضمن استضافات فنية مختلفة، جاءت بمثابة فواصل طربية في نهاية الأسبوع، أحياها كل من الفنانين عبدالله بالخير وهزاع ومحمد المنهالي واليازية.

الاحتفال الفني الذي أحيته نانسي وجاء برعاية «إي ماكس للإلكترونيات» شهد تفاوتاً كبيراً في أسعار بطاقات دخوله، لتصل إلى 1400 درهم للشخص الواحد، وتتدرج نزولاً إلى 850 ثم 640 درهما، حسب مدى قرب طاولة الجلوس إلى نانسي، وتصل إلى 220 درهماً بشرط التنازل عن ميزة الاقتراب من صاحبة «شخبط شخابيط» نهائياً، بل الخروج نهائياً من مساحة الرؤية الأفقية. أما أصحاب التذاكر الأعلى قيمة، فهم بالتبعية أصحاب المواقع الأكثر حظوة، من حيث الإطلالة على الفنانة التي أثارت طلتها بفستان أبيض تقليدي جدلاً بين أوساط جمهور أنثوي، وما إذا كان مناسباً لسهرة غنائية جماهيرية لجمهور متنوع.

لم يظهر العقل المدبر للفنانة نانسي عجرم، مدير أعمالها جيجي لامارا كما هو معتاد بين الأوساط الصحافية بسبب بعد الأخير عن الكواليس حسب تعليمات أمنية، تعاملت مع الحدث الفني بصيغة تنظيم الأحداث السياسية، ولم يستثن من ذلك المصورون، الذين اضطروا لالتقاط صور بالكاد تظهر فيها النجمة اللبنانية صاحبة الرداء الأبيض، وغابت من ثم أحاديث لمارا المعهودة حول ما يروج له على أنه «مفاجآت فنية» في الفترة المقبلة، ولم تصل نسبة الحضور أيضاً إلى إلى العدد الذي يمكن له أن يستثمره عادة كالتصريحات الفنية التي يقول فيها الفنانون إن حضورهم كان كامل العدد.

مقدمات

مقدمات تشويقية تتعلق بسيرة الفنانة، وتقارير تبث على الشاشات الرئيسة الثلاث المتموضعة على جانبي المسرح ومذيعة تروج لعالمية جمهور نانسي جعلها تتوقف بشكل يبدو وكأنه صدفة أمام إحدى الحاضرات لتسألها «بتحبي نانسي؟»، لتجيبها السيدة بالإنجليزية، ويتبين أنها امرأة غير عربية كنموذج لجمهور نانسي متعدد الجنسيات، بينما الكاميرا تتنقل بعناية لترصد فرحة نساء يتضح من ملامحهن وملابسهن أنهن إيرانيات في انتظار اطلالة النجمة.

التمهيد لصعود النجمة التي غنت لنحو 90 دقيقة ، بإحدى روائع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، التي تم تقديمها عبر «دي جي»، وضع الحضور في صيغة طربية تختلف تماماً عن الإيقاع السريع الذي يمثل معظم أغاني مطربة الحفل، لاسيما أن الاختيار كان لأغنية «زي الهوا» التي تحمل موسيقى ولحناً وتوزيعاً، فضلاً عن الصوت، لا يمكن أن يمثل مقدمة تؤدي إلى المحتوى الذي ينتظره الجمهور، لذلك جاء دخول نانسي بالفعل بمثابة حالة تحول إيقاعي وصوتي وموسيقي كاملة، وهو الأمر الذي أوقف حالة الإنصات التام التي كانت تعيشها القاعة، إلى تفاعل وصل حد الرقص خصوصاً من قبل تجمعات شبابية انتشرت في مواقع متفاوتة، وفضلت بطبيعة الحال الطلة العلوية الأوفر اقتصادياً.

للأطفال

قيام عجرم بتوجيه بعـض أغانـيها للأطـفال اتجاه بدا يمثل مكـسباً ملحوظاً بوجود أعداد كبيرة من الأطفال برفقة ذويهم في الحفل، لكن النجمة التي غنت أيضاً باللهجة الخليجية، وتنقلت بين قديمها وجديدة، ابتداء من «أخاصمك آه»، و«قول تاني كدة»، «لون عيون»، و«إحساس جديد» وغيرها، لم تقدم «شخبط شخابيط» التي أدخلتها لعالم الصغار الذي يمثل ترويجياً زبائن المستقبل، سواء عبر اقتناء الألـبومات أو الإقدام على الحفلات المباشرة.

لحظة التكريم من قبل احدى الجهات الراعية، التي تؤشر غالباً إلى اقتراب إسدال الستار، وشكر مقدمة الحفل لمطربته، تشهد في الأغلب مطالبات جماهيرية بالاستمرار، أو الهتاف باسم أغنية، او أغنيات بعينها يرغب فيها الحضور، وربما هذا هو التوقع الذي أفسحت له المطربة مساحة زمنية لوقوعه، لكنه لم يحدث، لينتهي الحفل دون أن تقدم عجرم كل ما جاءت من أجل تقديمه، ويسرع الحضور لاستعادة سياراتهم من موقـف فوجئوا بأنه ذو خدمة دفع مسبق إجبارية رغم ارتفاع قيمة التذاكر، إلا أن استـعادة السيارة دفع كثيراً منهم، لسهرة انتظار جديدة، تجاوزت مدة الوصال مع نانسي في حفلة ربما يؤدي الإفراط في السير على نهجها إلى مزيد من خصام الجمهور لصاحبة «أخاصمك آه».

الأكثر مشاركة