سفيرة «الغناء الصوفي» تطرب جمهور «قدس العرب»
عاش جمهور مهرجان «ليالي الطرب في قدس العرب»، أمسية من الأغاني الصوفية بصوت الفنانة المغربية عائشة رضوان بصحبة فرقتها الموسيقية «تخت الادوار» بقيادة الموسيقار اللبناني المقيم في فرنسا حبيب يمين. وبدأت عائشة امسيتها على خشبة المسرح الوطني الفلسطيني على بعد مئات الأمتار من اسوار البلدة القديمة في القدس بأغنية لقصيدة محيي الدين بن عربي التي يقول مطلعها «سلام على سلمى ومن حل بالحمى.. وحق لمثلي رقة ان يسلما»، كانت تتفاعل فيها مع كل كلمة تغنيها بصوتها ذي الطبقات المتعددة.
وقالت عائشة المولودة لعائلة مغربية امازيغية هاجرت الى فرنسا، إن لجدتها الفضل الكبير عليها في تعلم الغناء والموسيقى، مضيفة «سعيدة جدا ان اكون هنا (في القدس)، هذا حلم تحقق، بدي اقول لكم المحبة بيننا ترجع الى عهد قديم، كما قال عمر بن الفارض «شربنا على ذكر الحبيب مدامة وسكرنا بها قبل ان يخلق الكرم».
ورفضت عائشة الملقبة بسفيرة «الغناء الصوفي» الحديث الى الصحافيين قبل صعودها إلى خشبة المسرح، وقالت «لا يمكنني الكلام الآن ان قلبي يخرج
من صدري لأن هذه القدس».
وتنقلت عائشة في امسيتها الفنية بين مجموعة من روائع الغناء الصوفي «يا حبيب القلب»، و«احبك حبين»، و«كأسي وخمري»، و«انا من وجدي» و«نعيش بذكراكم» و«متع حياتك».
وأمام تصفيق الجمهور الحار وقوفا ورغم انتهاء برنامج الحفل عادت عائشة وقدمت وصلة غنائية من اشعار بن العربي يقول مطلعها
«ادين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وايماني». وقالت عائشة بعد اختتام الامسية بوصلة غنائية من الغناء الامازيغي، بناء على طلب الجمهور «انا اغني منذ اكثر من 25 عاما، ولكن عندما اكون هنا في ارض الأنبياء لا يمكن ان تغني بشكل عادي يجب ان تندمج في هذا الجو الروحاني، خصوصا بعد ان ذهبت وصليت في المسجد الأقصى، وسرت في شوارع القدس القديمة، وفي كل دقيقة تعيش هذه الروحانية».
واضافت «كنت سعيدة وأنا ارى الامل في عيون الناس والمحبة الموجودة دائما، ورسالتنا ان تدوم المحبة بين الناس وأن يكون الاحترام المتبادل دائما موجودا بينهم». وترى عائشة ان «الشعر الصوفي المغنى معناه الحب الإلهي والاحترام للحياة، وله جمهوره الواسع في العالم العربي الذي يعيش الكلام الذي اغنيه، والذي اتنفس معه عندما اغني».
وأوضح الموسيقار يمين الذي يشارك عائشة في بعض الوصلات الغنائية انهما يقومان بتلحين اغانيهما اضافة الى تقديم اغنيات قديمة في اطار العمل على احياء تراث النهضة الموسيقية. وأضاف «رغم تقديمنا للأشعار القديمة خصوصا الصوفية منها الا اننا منفتحون على الشعر الحديث المتميز وفي هذا الاطار لحنا وقدمنا القصيدة الرائعة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش كالنون في سورة الرحمن مع اننا لم نسجلها بعد، ولكننا قدمناها على خشبة المسرح». وتابع «نحن على استعداد لتقديم الشعر المعاصر اذا كان متميزا».
وضمت الفرقة الموسيقية المرافقة لعائشة رضوان عازف القانون المصري صلاح الدين محمد وعازف الكمان الفلسطيني صفوان كناني وعازف العود الفلسطيني عيسى مراد، فيما غاب عن الفرقة عازف الناي التونسي نبيل عبد مولاه.
وتتواصل فعاليات مهرجان «ليالي الطرب في قدس العرب»، الذي ينظمه للسنة الثالثة على التوالي «معهد اداورد سعيد الوطني للموسيقى»، بمشاركة فرق محلية اضافة الى فرقة «تقاسيم» التركية والفنانة المغربية عائشة رضوان حتى الـ11 من ديسمبر المقبل.
وقال مدير المهرجان الموسيقار سهيل خوري «نحن ندرك منذ بداية تنظيمنا لهذا المهرجان حاجة الناس لسماع الطرب العربي الاصيل والليلة (أمس)، زادت قناعتنا بأننا نسـير في الاتجاه الصـحيح امام هذا التفاعل الكبير من الجمهور مع هذا الغناء».
وقال ماجد الماني احد الحاضرين بعد اختتام الامسية «لقد نقلتنا عائشة رضوان الى عوالم اخرى، عالم الفن الأصيل والحضارة بصوتها وفرقتها الموسيقية، لقد تفاعلنا معها ومع رسالتها الإنسانية، وهي تقدم الموسيقى العربية الأصيلة».