زهرة العين: الجمهــور يريدني « مغنية شعبيــة »
الثابت في مشوارها الفني أنها تشارك بشكل ملحوظ في احتفالات اليوم الوطني، في السنوات الأخيرة الماضية، ولها رصيد غير قليل في هذا المجال، كما أن شعبيتها لم تتراجع بعد طلاقها من مدير أعمالها، عقب زواج طال 14 عاماً، حسبما تنبأ القريبون منها، مشيرين إلى أنه كان بمثابة العقل المدبر بالفعل لأعمالها واختياراتها، وهو ما لم تنفه الفنانة فاطمة زهرة العين التي أشارت إلى أنها في كثير من الأحيان لم تكن تحظَ بحق الاختيار الكامل لأغانيها، وأن الجمهور هو من حصر إطلالتها في الأغاني الشعبية، مضيفة «ينبهر من يسمعني أغني لأم كلثوم، لكن الجمهور يلح دائماً على الأغاني الشعبية، على الرغم من أنني عازفة عود، ولوني الأصلي طربي»، واعدة بأن تكون المرحلة المقبلة بمثابة إضافة حقيقية لهذا المشوار، بعد أن أصبحت «أكثر حرية» حسب تعبيرها.
زهرة العين التي التقتها «الإمارات اليوم»، أثناء إعدادها بعض الأعمال المرتبطة باحتفالات اليوم الوطني، ترى أن الجيل الجديد من الفنانات أوفر حظاً من جيلها، لأسباب كثيرة، في حين تصف الأغاني الوطنية بأنها «فرحة شعب يفخر ويزهو باتحاده، وذكرى تأسيس دولة الاتحاد»، مضيفة «بخطوات محسوبة تستطيع الفنانة الشابة الآن تحقيق انتشار واسع، بسرعة قياسية، وهو أمر لم يكن متاحاً بالنسبة لأبناء جيلي الفني، وكان علينا أن نكون حاضرين بشكل قوي في أسواق صناعة الأغاني والموسيقى، خصوصاً في القاهرة وبيروت، لكن الآن الأمر يختلف، ووفرت القنوات الفضائية المختلفة، بما فيها المتخصصة في الأغاني والموسيقى، كل هذا العناء، فضلاً عن تحول الإمارات إلى قاعدة جذب حقيقية للإعلام والمتابعين، ولم يعد الأمر حكراً على مدن عربية بعينها».
وأضافت زهرة العين «انتشار الأغنية الخليجية، واستيعابها لجمهور متنام فتح الطريق أمام الفنانين الخليجيين لأن يتعدوا حدود دولهم، فضلاً عن انتشار وقوة وسائل الإعلام الخليجية، وظهور شركات إنتاج تقتنع بجدوى التعاطي مع الأغنية الخليجية بألوانها المختلفة».
وأشارت زهرة العين إلى عامل آخر حاسم في جعل حظوظ المطربين والمطربات الجدد أوفر، وهو كثرة البرامج التي تصب اهتمامها على استضافتهم، خصوصاً برامج استكشاف المواهب، مضيفة «بخطوات غاية في الاقتصاد، وفترة زمنية قليلة، تصبح الموهبة الحقيقية التي وُلدت للتو على المسرح، مشروع نجم حقيقي، بزغ بصحبة جمهور عريض قام بالتصويت له، وتابع أداءه لأغاني العمالقة».
وحول حرصها على المشاركة في الحفلات الفنية الخاصة باليوم الوطني، أشارت زهرة العين «في مجال الغناء للوطن، يبحث الفنان دائماً عن شرف المشاركة، فأنا لست مع القائلين إن هذا الأمر هو من قبيل الواجب أو رد الدين، لأن دَين الوطن أكبر من أن يكون بالإمكان رده، أو حتى إحصاؤه، لذلك فإن المشاركة في أعمال فنية وطنية، تضيف من دون شك للفنان، لكن هذا الأمر يتم بشكل تلقائي، وتبقى مساحة مهمة للبوح بمشاعر الفخر بالانتماء إلى الوطن، فضلاً عن الغناء والتباهي به، في أهم مناسباته على الإطلاق، وهو اتحاد إماراتنا».
من هذه القناعة رفضت زهرة العين الاعتماد على فكرة أن هناك أصواتاً بعينها بحكم طبيعة خامتها الصوتية، أصلح من غيرها لتقديم الأغنية الوطنية، على الرغم من أن زهرة العين نفسها يتم تصنيفها ضمن المطربات المجيدات لهذا النوع، مضيفة «بالفعل هذا التخصص على المستوى النظري موجود، فالأغنية الوطنية بحاجة إلى مواصفات بعينها في الخامة الصوتية، كما ان ليس كل الألوان الغنائية مناسبة لأي فنان، لكن تبقى قيمة المشاركة على الرغم من ذلك هي الأبرز وما يجب التعويل عليه، لأنه ليس من المنطقي أن تكون ثمار المشاركة في عمل يتغنى باسم الوطن، سوى إيجابية، نظراً إلى أن هذا النوع من الأغنية أيضاً هو اللون الغنائي الذي يسهم في تعزيز مفاهيم الانتماء للوطن، وخصوصية الهوية الإماراتية، وغيرها من السمات الجمعية التي يؤدي تدعيمها إلى مزيد من الرفعة والنهضة والتقدم لبلدنا».
وأشارت زهرة العين إلى أن أوبريت «ولاء وانتماء» الذي تشارك فيه ضمن 51 فناناً، يعد مثالاً حقيقياً لتلك الفكرة، مضيفة «هناك تفاوت كبير بين الفنانين المشاركين، سواء بالنسبة للجيل الفني أو الجماهيرية، وغيرها من المعايير أو المقاييس، لكن الجميع على الرغم من ذلك قدم جهداً قيماً، من خلال التكاتف من اجل تقديم رسالة باسم الوطن إلى العالم بأسره، وهي أن الفنان الإماراتي على استعداد إلى أن يتجرد من أي أهداف خاصة عندما يكون الهدف يتعلق بالوطن، الذي هو فوق الجميع».
واعتبرت زهرة العين أن «الفنان فايز السعيد قدم اجمل هدية للوطن في أهم مناسبة تمر عليه على مدار 40 عاماً، من خلال التنسيق لإنتاج هذا العمل المهم»، لافتة إلى أن «السعيد كان ولايزال حاضراً بشكل دائم في مختلف احتفالات الدولة باليوم الوطني، لذلك كان مقبولاً أن يكون همزة الوصل بين كل هذا العدد الهائل من الفنانين من أجل إنتاجه»، مضيفة «رافقت فايز السعيد في الكثير من الاحتفالات التي قادتنا إلى مختلف إمارات الدولة، في الكثير من فعاليات الاحتفال باليوم الوطني، ويأتي هذا الأوبريت بمثابة تتويج لهذا المشوار، في احتفال شديد الخصوصية بالنسبة لكل منتمٍ إلى تراب هذا الوطن، لكنه بكل تأكيد لن يكون خاتمة المشوار الذي يحمل مزيداً من العمل من أجل وطن يستحق الكثير من ابنائه على مختلف الصعد».
ونفت الفنانة فاطمة زهرة العين حدوث أي خلاف أو حتى نقاش يتعلق بتحديد المقطع الخاص بكل فنان مشارك في أوبريت «ولاء وانتماء»، مضيفة «هذه إحدى جماليات العمل، فرغم وجود 51 فناناً، إلا أن الجميع ارتضى بالترشيحات المحددة سلفاً من قبل الفنان فايز السعيد، ولم تشهد الكواليس أي مساومة أو رغبة في استبدال المقاطع، على خلاف معظم الأعمال التي تشهد مشاركة أعداد كبيرة من الفنانين».
وبررت زهرة العين هذا الانسجام بأن «ولاء وانتماء» «جاء على شاكلة معظم الأعمال الوطنية التي تتغنى باسم الإمارات واتحادها، فهي مشاعر تذوب معها اي حساسيات أو مصلحة تتعلق بالشخص أمام شرف المشاركة في عمل بهذا الحجم والقيمة الوطنية في المقام الأول».
ووصفت زهرة العين جيلها بأنه «جيل التعب الفني» مقابل جيل صارت ظروف تألقه أكثر يسراً، لافتة إلى أن المرحلة الجديدة في مشوارها ستشهد انعطافة مهمة بالنسبة لها، مضيفة «أجهز لألبوم جديد سجلت منه أغنية (أخيراً أنا حبيت) وسأقوم بتصويرها في بيروت قريباً».