ميدان لمحمود درويش في رام الله
احتفل الفلسطينيون، أمس، في مدينة رام الله بالضفة الغربية، بافتتاح ميدان يحمل اسم الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، يجسد أشعاره بما فيه من نافورة ماء وألواح زجاجية وجدارية لقصيدة «سقط الحصان عن القصيدة». ويأتي افتتاح الميدان في أحد أحياء رام الله الراقية بعد ثلاث سنوات من مشاركة درويش في اختيار التصميم الفائز للميدان، حين قررت رام الله على غير العادة أن تكرم شخصية مهمة في حياتها.
وكان درويش الذي رحل بعد شهرين من مشاركته في اختيار التصميم قال خلال مؤتمر صحافي عقد في البلدية للإعلان عن التصميم الفائز، للمهندسين خليل أبوعرفة وإبراهيم يونان «أود أن أشكر بأعمق المشاعر والعواطف مبادرة بلدية رام الله بالإقدام على شيء غير عادي في حياتنا العربية والفلسطينية، فليس من المألوف أن يكرم الأحياء». وأضاف قائلاً آنذاك «هذه سابقة لا أعرف كيف أستقبلها، لكن مكاني ليس هنا، ليس من الضروري أن أكون في هذا الحفل، لأن الموتى لا يحضرون حفل تأبينهم، وما استمعت إليه اليوم هو أفضل تأبين أود أن أسمعه في ما بعد».
ورحل درويش عن عمر ناهز 67 عاماً في التاسع من أغسطس عام ،2008 بعد إجرائه جراحة بالقلب في الولايات المتحدة الأميركية. ويضم الميدان الذي شارك في حفل افتتاحه عدد كبير من الشخصيات الفلسطينية الرسمية وغير الرسمية ألواحاً زجاجية تراوح ارتفاعاتها بين ثلاثة وستة أمتار، وسط بركة من الماء تحيط بها الأزهار، إضافة إلى جداريات مستوحاة من قصيدة درويش «سقط الحصان عن القصيدة».
ئوقال المهندس خليل أبوعرفة «فكرة تصميم الميدان مستوحاة من روح وأشعار الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، وعكست الشفافية نفسها من خلال ألواح الزجاج المثبتة على قواعد الفولاذ وسط الماء الذي هو على شكل نبع يردد أبيات درويش (من جبهتي ينشق سيف الضياء.. من يدي ينبع النهر)».