«دبي للصحافة» استضاف «شعراء الاتحاد».. والندوة افتتحت 3 معارض فنية
شعر ولوحات بلـون فـرحة «اليوم الوطني»
عبر منابر شعرية متنوعة، يتبارى الشعراء في التعبير عن انفعالاتهم المختلفة بالذكرى الـ40 لتأسيس دولة الاتحاد، وهي لوحة تسعى مختلف الفنون التعبيرية إلى مجاراتها، في مشهد ثقافي مميز، إذ أقام نادي دبي للصحافة ظهر أمس جلسة شعرية بعنوان «شعراء الاتحاد»، كان من المفترض أن تجمع عدداً كبيراً من الشعراء، لكنها قدمت قراءات شعرية لثلاثة شعراء شهدت قصائدهم تجاوباً ملحوظاً مع الحضور، فيما افتتحت ندوة الثقافة والعلوم ثلاثة معارض فنية مساء أمس الأول، وهو المشهد الثقافي والفني الذي ترافقه العديد من الندوات والأمسيات الشعرية الأخرى. ويشهد اليوم وغداً أيضاً عقد أمسيتين شعريتين في الندوة يشارك في أولها خمسة شعراء إماراتيين هم: أحمد حبيب آل غريب، سالم الزمر، شيخة المطيري، د.طلال الجنيبي وعبدالله الهدية، فيما خصصت الأمسية الثانية لشعراء القصيدة النبطية، عبر قراءات شعرية لكل من خالد الظنحاني، ريانة العود، سيف السعدي، محمد المر بالعبد ومصبح الكعبي.
هذه المنابر المتعددة في الاحتفال بالوطن أفرزت خيارات متنوعة أيضاً لجمهور القصيد في مختلف إمارات الدولة، فضلاً عن منافسة تلك الفعاليات برامج عدة تدعو إليها هذه الأيام مختلف المؤسسات بما فيها الجامعات، وأيضاً المدارس، في حين أن بعض الطلبة والطالبات قاموا بتنظيم فعاليات خارج جدران أبنية مؤسساتهم، واستأجروا لهذا الغرض قاعات في فنادق مختلفة.
واجتذبت ندوة «شعراء الاتحاد» حضوراً متوسطاً، مع تأخر عدد من الشعراء القادمين للمشاركة من إمارات مختلفة بسبب ازدحام الطرق، ما جعل الجلسة التي كان مقرراً ان تستضيف نحو سبعة شعراء، تقتصر على مشاركة ثلاثة منهم، هم هادف الدرعي وراشد بن غليطة وبرديس فرسان خليفة، تمكنوا رغم ذلك من نثر صور شعرية ثرية تابعها الحضور بشغف وثناء ملحوظين، حدت بأحد الزملاء الصحافيين وهو الزميل نادر مكانسي من جريدة «البيان»، إلى التعبير الشعري الارتجالي عن مشاعره تجاه هذا الحدث الوطني، وهي المشاعر التي تلقفها برد بليغ أيضاً شعراء الجلسة، قـبل أن يعقب بن غليطة بأن نهضة الإمارات جميع من على ارضها شركاء فيها.
برديس فرسان خليفة تولت تقديم الجلسة الشعرية متنقلة بين جيلين من الشعراء، أحدثهما مثله بن غليطة، فيما مزج هادف الدرعي بين الإلقاء الشعري، والشلات، وهو مزج جعل الحضور في أكثر من مناسبة يسأله استئناف الشلات، مشيراً إلى أن هذا الفن شهد تنويعات وتطورات كثيرة، لكن مؤديه ظلوا مخلصين لخصائصه الأولى التي شيد نسيجها الأولون، قبل أن تصبح الشلة لوناً شعبياً، ذا إيقاع يتواءم مع العديد من المناسبات الاجتماعية أولا، في الوقت ذاته، الذي ينسجم فيه أيضاً مع سائر دروب الشعر في قدرته على البوح عن مشاعر مبدعها .
«تباشير الفرح»
أهدى الدرعي قصيدة بعنوان «تباشير الفرح»، إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بهذه المناسبة الوطنية، المتمثلة في الذكرى الـ،40 لتأسيس اتحاد الدولة، سعى في مطلعها إلى رصد الانفعالات الشعبية التي تتمكن من نفوس الجميع، مع اقتراب تلك الذكرى الميمونة:
فرح الكلمة إذا كان الفنان يفرح بريشته، والمطرب يعبر عن مشاعره بالمشاركة في «أوبريتات» أو أغانٍ وطنية، والمؤسسات المختلفة تتزين بألوان علم الإمارات، وكل يعبر عن سعادته بأداته، فإنه أولى بالشعراء أن يعبروا بالكلمة الموزونة عن مشاعر فرحتهم بالذكرى الـ،40 لاتحاد الدولة، هي بعض من مقولات ومعانٍ أجمع عليها شعراء أصبوحة «شعراء الاتحاد». منى بوسمرة أشارت إلى أن نادي دبي للصحافة يشهد احتفالات مختلفة توائم مختلف الشرائح والاهتمامات، لافتة إلى أن هناك أحداثاً تتخذ منحى تخصصياً في مقابل أخرى تبدو أبعد عن النخبوية، بما في ذلك تلك الأصبوحة التي لامست صورها الشعرية كل المدعوين إليها. ولمست «الإمارات اليوم» تحول قاعات كثيرة في فندق غراند حياة التي استضافت قاعة مؤتمراته الحدث، إلى أماكن تستضيف احتفالات جهات مختلفة بهذه المناسبة، من دون ان يقتصر الأمر على مؤسسات رسمية، بل إن بعض الأحداث كان ضيوفها طلبة مدارس في أعمار غضة، تؤشر إلى أنهم لايزالون في مرحلة الدراسـة الابتدائية، وكانوا يؤدون فقرات فنية وإبداعية مرتبطة بالاحتفال باليوم الوطني. الفنون بوابة بوح لا تنتهي عن مشاعر الوطنية.تصوير: أشوك فيرما |
هذي تباشير الفرح عمت الأوطان
وأكست وطناً وعمت ساير ربوعه
وبكل فخر لها بنرسم القيفان
جواهر من خافي القلب مبدوعه
يحثهن شوق عظيم من الوجدان
شوق بقلبي وملى ساير فروعه
حب الوطن وهله دعاني ابداع الألحان
دمي ترابي وروحي فيه مزروعه
والشعر نظمه يزين أن كان له برهان
ونيه أنية على ما كان موضوعه
لمناسبة كبرى وبها كل واحد فرحان
بها عزة للبلد والشعب مطموعه
المقدمة التي دلف الشاعر منها للحديث عن قيمة الاتحاد، ناهلاً من المغزى الديني للحث على الاتحاد كقيمة تدفع الشرور، قبل أن يستطرد في الحديث عن اتحاد الدولة، وحكمة قادتنا في التوصل إلى إعلان اتحاد، وتلك الوشائج الإنسانية القوية التي تجمع بين الشعب وقيادته الرشيدة:
ونحب قادتنا كبار المستوى والشان
حكام ساس الهم تواريخ مطبوعه
رقوا بمتن السفينة وخليفة لها الربان
وهموا على رفعة بلدهم ومن فوعه
وهي الصورة الشعرية التي نالت استحسان الحضور، قبل أن يستتبعها بأخرى قال فيها:
في مثل أبوراشد تزين القوافي
ونقيل فيه الشعر يفتحله أبواب
تنساق له كل البيوت أنظافي
تملالها ديوان ديوان وتملي أكتاب
اعتزاز بالوطن
ورغم أن الذاكرة خانت الدرعي في بعض القصائد التي قرأها من دون الاعتماد على نص مكتوب، إلا أن أشعاره خصوصاً الشلات التي يعد أحد أهم مبدعيها في الدولة، نثرت الكثير من اجواء الفرح وجعلت معاني الاعتزاز بالوطن وقيادته واتحاده، منسابة في صور شعرية مبتكرة، وهو القالب الذي أجاد فيه أيضاً الشاعر راشد بن غليطة، مقدماً نماذج من تجربته الشابة، قال في أحدها:
صباح الخير يا دبي المحبة والسحب تختال
على فرحة بلاد الخير أهل الخير فرحانه
سلام الله عليكم يا عربنا منعمين الحال
وفاكم من ضمايركم جعل لبلاد بطرانه
جعل البلاد تفخر في شعبها نسا ورجال
لأنكم ساس عزتها عمود الدار واركانه
من أول ما نووا روح اتحاد الدار بالاقبال
على خطوة شرف ترفع علمنا فوق بألوانه
على توحيد دولة الاتحاد وحطوا الآمال
لجل يرقى وطن والشعب الأوفى يرتفع شانه
ورغم أن هذه القصيدة تحديداً بدأها شاعرها بالإشارة إلى إمارة دبي، إلا أنه تطرق فيها لمختلف إمارات الدولة وحكامها، بأسلوب سلس غير متكلف، يؤشر لصدق التجربة، وعدم الركون للمدح غرضاً شعرياً مقصوداً لذاته، قبل أن يختصر معاني القصيدة بالأبيات الأخيرة منها، عقب استطراد وتفصيل شعري تمكن من خلال العلاقة السببية بين كل بيت وتاليه من مزج الفكرة بمشاعر الزهو بالاتحاد.
الشاعرة برديس فرسان خليفة، التي يلحظ المتابع لها نشاطاً استثنائياً على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أدلت بدلوها ايضاً في تلك الأصبوحة، التي تغنى حاضروها بالوطن واتحاده، منها قصيدة جاء مطلعها :
افرحي يا دار.. غني يا وطن
يا عروس مزينة بنقش جديد
صار لك باثنين ديسمبر وزن
شمس هذا الكون وأنواره تزيد
سبع وردات تزينها المدن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news