خليل عبدالواحــد: فنانون يرفضون المشاركة لأسبــاب واهية
بعد اختياره مقيماً للمعرض السنوي العام في دورته الـ،30 الذي تعتزم جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة، تنظيمه مطلع العام المقبل، كشف الفنان التشكيلي الإماراتي خليل عبدالواحد عن معاناة مقيمي المعارض الفنية، الذين يواجهون صعوبة أثناء تعاملهم مع فناني الجيل السابق، الذين يرفضون المشاركة في معارض فنية ذات أهمية في الساحة التشكيلية، وذلك لأسباب واهية، خصوصاً إذ كان مقيم المعرض أصغر سناً وأكثر وجوداً منهم في المحيط الفني.
وأوضح لـ«الإمارات اليوم» أن «تقييم المعارض واختيار المقيم، ليس مرتبطاً بعمر الفنان، إنما بالخبرة والتجربة الفنية التي تؤهله ليصبح مقيماً للمعارض، كما أنه يؤخذ بعين الاعتبار وجود الفنان في الساحة وتواصله مع الفنانين ومساهماته في اثراء الحركة الفنية التشكيلية في الإمارات».
وتابع أن «أهم الفنانين في الامارات وأكثرهم خبرة وإسهاماً في الحركة الفنية، يشاركون في المعرض العام للجمعية، منهم الفنان التشكيلي حسن شريف الذي يعتبر معلماً وملهماً للفنانين الشباب وجيل الفن المعاصر، إلا ان مشاركته في المعرض الذي غالباً ما يقيمه فنانون تربوا على يديه وتأثروا بفنه، لا تنقص من قيمة الفنان».
سيرة فنية شارك الفنان التشكيلي الإماراتي خليل عبدالواحد الذي درس هندسة التبريد والتكييف في كلية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية، ويشغل منصب مدير قسم الفنون التشكيلية في هيئة دبي للثقافة والفنون، في العديد من المعارض الفنية سواء في الدولة أو على المستويين العربي والخليجي وحتى العالمي، وبدأ عبدالواحد مسيرته الفنية برسم وتجسيد الطبيعة الصامتة والبورتريه، التي يعشقها كونها عاملاً حياً وتواصلاً مباشراً مع الفرد وتفاصيل أكثر عمقاً، فتميز بالخلفيات السوداء والظلال والتلاعب بالإضاءة من خلال ابراز الملامح والعمق، ثم توجه إلى أعمال الفيديو ضمن لقطات ومشاهد تعكس ذاكرته الفنية. حصل عبدالواحد على العديد من الجوائز المحلية والعربية في الفنون التشكيلية منذ عام 1991 لعل ابرزها الجائزة الاولى في معرض الجمعية العام الـ13 للفنون التشكيلية الشارقة عام 1993 وجائزة السعفة الذهبية في المعرض الثالث لدول مجلس التعاون 1994 والجائزة التقديرية في بينالي الشارقة في دورته الثالثة في عام ،1997 كما توج عبدالواحد بجائزة سعاد الصباح الإبداعية في مجال الفن التشكيلي لدول مجلس التعاون الخليجي، في إطار معرض «ملتقى الكويت للإبداع التشكيلي»، وذلك عن عمل فني بالفيديو بعنوان «طريقي»، القائم على فكرة «محاولة اظهار جماليات المكان في الجو الضبابي، الذي يحجب عناصر ويظهر عناصر أخرى، ما بين الصحراء والأشجار». |
لافتاً إلى أن «عدم اختيار بعض الأعمال للمشاركة في المعرض لا يقلل من أهميتها الفنية ولا يعني أنها تفتقد الشروط الفنية القياسية، إلا أن معايير الاختيار تعتمد على رؤية مقيم المعرض التي تتماشى مع سياق التوجه الفني والطرح العام للمعرض، إذ إن المقيم لا يقيم العمل الفني إنما يعكس توجهه ووجهة نظرة في المعرض، من حيث اختيار الأعمال وتحقيق التناسق والانسجام بينها أثناء عرضها».
وأكد عبدالواحد أن «إدارة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية هي المخولة بترشيح واختيار مقيم المعرض العام، ويتم ذلك بناء على تاريخ وتجربة الفنان ووجوده في الساحة الفنية وتواصله مع نشاطات وفعاليات الجمعية، كما يشترط في المقيم أن يمتلك رؤية بصرية وخبرة فنية في جميع أنواع الفن التشكيلي، ويدرك الحركة الفنية المحلية والعالمية إضافة إلى خبراته واطلاعه على جميع المدارس الفنية وإلمامه بالتطور الفني الحاصل ومواكبته».
الدورة الـ30
ما يميز المعرض العام المقبل أنه يحتفل بدورته الـ،30 ومن أجل ذلك تم توسعت نطاق المشاركات وافساح المجال للجيل الحديث والتركيز على أعمال طلبة الجامعات في الدولة منها مشاركات من الجامعة الأميركية وكلية الفنون في الشارقة وجامعة زايد في دبي. وحول مشاركة طلبة الجامعات أوضح عبدالواحد أن «الغرض من اشراك هؤلاء الطلبة في المعرض العام في دورته الـ،30 يأتي في اطار حرص الجمعية على تنمية مواهب الفنانين المبتدئين واتاحة فرصة الاطلاع على تجارب الفنانين المحترفين لضمان اثراء الساحة الفنية بمواهب شابة، كما أن طلاب الفنون يمتلكون الخبرة الاكاديمية على اعتبار أنهم مطلعون على الأنماط والمفاهيم الحديثة في المعلومات والتكنولوجيا التي يمكنهم توظيفها لخدمة الفن بأنواعه والإسهام في تطور الحركة الفنية التشكيلية».
ولفت إلى أن «المعرض العام سيضم فعاليات وأنشطتها الفنية والثقافية مصاحبة، منها ورش تدريبية تشمل جميع أنواع الفنون، ومحاضرات فنية وورش عمل ينفذها فنانون محترفون من داخل الإمارات وخارجها، كما ستُعرض تجارب فنانين معاصرين، وسيتم اشراك طلبة الجامعات في الورش الفنية، إضافة إلى اتاحة الفرصة للمدرسين والمشرفين على طلبة الفنون الجميلة لعقد ندوات ومحاضرات فنية خارج نطاق الجامعة، لضمان تحقيق التفاعل بين المؤسسات الأكاديمية والفنية».
وأوضح أن «هناك مشاركات لفنانين من أعضاء الجمعية والمنتسبين لها، إضافة إلى فنانين من خارج الدولة تم الاطلاع على أعمالهم وتجاربهم الفنية ووجهت لهم دعوة للمشاركة في المعرض العام والانضمام لعضوية الجمعية».
وأضاف عبدالواحد أن «المعرض العام سينظم في متحف الشارقة للفنون، إذ خصصت 30 غرفة لعرض الأعمال المختارة التي تتنوع بين أعمال الفيديو والأعمال التركيبة والكولاج واللوحات المنفذة بالرسم والطباعة، إضافة إلى النحت وفن الأداء الحركي»، مشيراً إلى أن «توزيع وتنسيق الأعمال الفنية وطريقة عرضها واختيار غرف العرض تعتمد على المقيم نفسه وطبيعة الأعمال المعروضة من الناحية البصرية والتجانسية، الأمر الذي من شأنه أن يثير استياء بعض الفنانين الذين يشترطون اماكن وغرف عرض أعمالهم، دون الاهتمام بالتنسيق وترابط الأعمال وتجاهل توجه المعرض والمقيم».
تجربة فنان
حول تجربته الفنية قال عبدالواحد إنه «يحاول من خلال أعماله أن يوثق لحظات أو مقاطع تخزن في ذاكرة الكاميرا، إذ إن ذاكرته تحوي الكثير من المشاهد المرتبطة بالحقل الفني، فمقاطع الفيديو التي يترجم بها أعماله ما هي إلا ومضات من الذاكرة قد لا تعني للكثيرين شيئاً، ولكنها تحمل الكثير من المعاني المرتبطة بذاكرته وأفكاره الفنية».