صوت المنهالي وأشعار غياهيب رافقا انطلاقة كرنفالية للبطولة في عامها الـ 11

« فزاع » لليولة تسترد جمهور« القــــــــلعة » وتودّع مسرح « العالم »

صورة

استردت بطولة فزاع لليولة التي انطلقت في أجواء كرنفالية، مساء أول من أمس، ميزة الحضور الجماهيري الكثيف الذي افتقدته في النسخة الماضية، بشكل ملحوظ، وهو ما عزاه متابعون إلى عودتها للمكان الذي ارتبط به جمهور اليولة على مدار سنوات، وهو قلعة الميدان في القرية العالمية، التي شيدت خصيصاً لاستقبال فعاليات البطولة، مودعة بشكل نهائي إقامتها في مسرح العالم، الذي أفقد البطولة حميمية التواصل مع مكان بعينه روعي في تصميمه خصوصية هذا الفن التراثي المحلي.

عيضة المنهالي: منصة مهمة

وصف الفنان الإماراتي عيضة المنهالي بطولة فزاع لليولة بالمنصة المهمة ليس فقط على صعيد المحافظة على الموروث الإماراتي، بل أيضاً في ما يتعلق بإطلالة الفنانين الإماراتيين عبرها، لما تشهده من متابعة جماهيرية كبيرة.

وأضاف عيضة الذي كشف عن أغنية يقدمها للمرة الأولى عبر افتتاحية البطولة هي «خشم ريم» من كلمات الشاعرة غياهيب، ليس مستغرباً أن يختار الفنان الكشف عن جديده هنا في وسط هذه الكرنفالية الأسبوعية التي بات يترقبها جمهور غفير في مختلف دول الخليج.

عيضة الذي قدم ايضاً أغنية وطنية بعنوان «إمارات الوفا» بدا شديد التجاوب مع الجمهور الذي هتف باسمه، قبل أن يطالبه الأول بمشاركته في ترديد الأغاني معه، رغم عدم حفظ الجمهور بعد كلمات الأغنية الجديدة.

في المقابل، قدم الشاعر الكويتي خالد المريخي قصيدتين أهدى إحداهما إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، واستلهم في الثانية أغراضاً شعرية متنوعة في مقدمتها المديح، بعنوان «دار الفخر».

ترقب مفاجآت عديدة صدرت عن إدارة بطولات فزاع التي ينظمها مكتب سمو ولي عهد دبي، وتشهد رعاية واهتماماً مباشرين من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أسهم ايضا في زيادة الإقبال الجماهيري الذي لم يكن حضوره حيادياً على الإطلاق، وقامت مجاميع منه بتشجيع أسماء بعينها، بما في ذلك المتسابق البحريني الذي رافقته أعلام بلده في المدرجات، وحظي أيضاً بتشجيع من اجل المؤازرة والمساندة من قبل مشجعين إماراتيين.

في المقابل، شكل اختيار الفنان الإماراتي عيضة المنهالي لأداء الفقرة الفنية في الجولة الافتتاحية أيضاً عاملاً مهماً في اجتذاب الجمهور الذي عاش أجواء كرنفالية في المدرجات، مع اختلاط إيقاعات اليولة بأصوات الألعاب النارية التي رسمت لوحات الفرح في خلفية قلعة الميدان، التي شهدت تجديداً كاملا، من حيث الديكور والتصميم، محتفظة بشكلها البيضاوي الذي احتوى بورتريهات التقطت بعناية فوتوغرافية ملحوظة لسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، راعي بطولات فزاع، في الوقت الذي أحالت خلفياتها إلى البيئة التراثية الإماراتية بمعالمها البنائية المتميزة.

ترقب وانتظار

تتجه أنظار جمهور ومتابعي الفنون التراثية الأدائية عموماً، وفن اليولة خصوصاً صوب القرية العالمية، وقناة سما دبي، مساء اليوم لترقب انطلاقة فعاليات الدورة الـ11 من بطولة «فزاع» لليولة، التي تقام سنوياً بدعم ورعاية مباشرين من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.

في المقابل، غاب المذيع الإماراتي الذي ارتبط اسمه ببرنامج «الميدان» على مدار سبع سنوات، سعود الكعبي، بسبب انشغاله بتصوير برنامج «نجم الخليج» من بيروت، وهو ما منح الفرصة للمذيع الشاب أحمد عبدالله في أن يقتنص فرصة تقديم «الميدان» للمرة الأولى، وهو تحدٍ تلاشت صعوبته بمجرد أن استهل عبدالله التقديم مصحوباً بثقة وثبات ملحوظين، فضلاً عن انطباع استطاع تأكيده لدى متابعه بأنه غير مشغول بالمقارنة التي ستعقد تلقائياً بينه وبين مقدم البرنامج السابق، من خلال اعتماده على شخصيته المستقلة.

في المقابل، جاءت الجولة الافتتاحية التي تابعها المدير الإعلامي لمكتب سموّ ولي عهد دبي، ماجد عبدالرحمن، ومدير الموارد البشرية عبدالله الحبتور، جنباً إلى جنب مدير إدارة بطولات فزاع، عبدالله حمدان بن دلموك، متوسطة من حيث المستوى الفني، ولم يتمكن أي من المتسابقين من قرع الجرس الذي يؤكد أن قوة الرمية وصلت إلى المؤشر الذي يستوجب رصد درجات إضافية للمتسابق، وهو أمر يمكن ان يعود إلى رهبة البداية، رغم أن البطولة رصدت للمشاركين مدربين ثلاثة في هذه الجولة جميعهم يويلة سابقون، هم راشد الخاصوني وخليفة بن سمعين المحرمي ومسلم العامري.

البداية البحرينية للمنافسة، التي تلت عروضاً لفرقة دبا الحربية، عن طريق المتسابق عبدالله علي جاءت حماسية في الأداء والتشجيع، لكن عبدالله الذي اهتم بالمهارات الأرضية، لم يتمكن من قرع الجرس عبر محاولتين متتابعتين، ليجني عبر أدائه 29 درجة من ثلاثي لجنة التحكيم الشاعرين علي الخوار وعلي الشوين بالإضافة إلى أحمد حسين، فيما حصل المتسابق هزاع عبدالله من إمارة دبي على 27 درجة فقط، بعد اداء ركز ايضاً على مهارات اليولة الارضية وافتقد قوة الرميات، رغم اقدامه على محاولتين متتاليتين.

صعوبات الافتتاح

على الرغم من أن محمد العامري الذي أتى من العين من أجل المشاركة تعددت مشاركاته في البطولة على مدار ست سنوات، إلا ان أداءه جاء أكثر سلبية من سابقيه، وهو ما استشفه المذيع بذكاء حينما سأله مداعباً عن عدد مشاركاته في البطولة، قبل أن يبرر المتسابق بصعوبة الجولات الافتتاحية، حيث قام العامري بمحاولات كثيرة للرمي سقط السلاح فيها جميعاً في أماكن بعيدة عن يديه، لكنه نجح في المحاولة الأخيرة في استلامه دون أن يتمكن من قرع الجرس، فيما حصل آخر المتنافسين صعوداً إلى قلعة الميدان، وهو المتسابق يوسف الحمادي، من أبوظبي على 26 درجة فقط، وهي الدرجة الأدنى في هذه الجولة، ليكون معيار الـتأهل إلى حد كبير بأيدي الجمهور من خلال التصويت عبر الرسائل النصية القصيرة، لاسيما أن درجات المتسابقين ومستوياتهم بدت شديدة التقارب.

وكشف عبدالله حمدان بن دلموك مدير مكتب بطولات «فزاع»، عن ان الجولات المقبلة ستشهد العديد من المفاجآت، سواء من حيث استضافات الفنانين والشعراء، أو في ما يتعلق بالجوانب الفنية والتنظيمية، مشيدا بارتفاع نسبة المشاركة الخليجية إلى 10 متسابقين من جملة 40 فارساً يبدأون البطولة، ما يعني مزيداً من المشاركة الخليجية والانتشار لأحد أهم مظاهر الموروث الإماراتي خليجياً.

ورد بن دلموك عودة معيار الجرس مرة اخرى الى قلعة الميدان لاستكشاف قوة الرميات ومهاراتها، بتأكيده أن تلك المهارة تحديداً من شأنها تحفيز المشاركين على بذل مزيد من الجهد والتنافس من خلال محاولة كل «يويل» رمي سلاحه الى اعلى نقطه، مما يضيف الى رصيده 5000 صوت، فضلاً عن إثارة حماس الجمهور.

جوائز قيمة

أوضح مدير مكتب بطولات «فزاع» أنه تم رصد مجموعة من الجوائز القيمة التي ستحفز المتنافسين على بذل المزيد من الجهد للفوز باحد المراكز المتقدمة، مشيرا الى ان الفائز الاول سيحصل على مبلغ مليون درهم، بالاضافة الى كأس «فزاع»، بينما سيحصل الفائزون من المركز الثاني الى الرابع على مبالغ نقدية قيمة، بينما سيحصل كل المتأهلين الى الدور الثاني من البطولة على مبلغ 50 الف درهم لكل متأهل، كما سيحصل كل مشارك لم يوفقه الحظ للصعود الى الدور الثاني من المنافسة وهم 30 متنافسا على مبلغ 20 الف درهم.

وكشف عبدالله حمدان بن دلموك انه سيكون هناك رحلات اسبوعية للمشاركين الاربعين للاماكن السياحية والتراثية بالدولة، ما يعزز قدرتهم التنافسية ويحقق الغرض المنشود من هذه البطولة، وهو المحافظة على الموروث الشعبي ونقله الى الاجيال المقبلة، وتعزيز الهوية الوطنية لدى النشء، مشيرا الى انه سيتم تقييم كل المشاركين من خلال لجنة تدريبية مكونة من راشد حارب الخاصوني، مسلم العامري، وخليفة بن سبعين المحرمي، بالاضافة الى تشكيل لجنة حكام مكونة من الشاعر علي الخوار، واحمد حسين والشاعر علي الشوين.

وقال أحمد المنصوري، مدير قناة سما دبي، إن مؤسسة دبي للإعلام ممثلة بقناة سما دبي تؤكد التزامها الدائم ودعمها لبطولة الميدان التي حققت عبر السنوات السابقة المتابعة الجماهيرية الواسعة، كما حققت الكثير من النجاح والتميز في ظل الدعم الذي يوليه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.

تويتر