مسوح: الأرض وطن حمزاتوف
قال المترجم السوري الدكتور مسوح عبود مسوح، إن «الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف، عُرف بانحيازه إلى الإنسان في كل مكان وزمان، وهو ما يظهر بوضوح في أشعاره وكتاباته التي أعرب فيها عن أن انتماءه إلى البشرية بشكل عام، وأن الإنسان هو قضيته والكرة الأرضية بأكملها وطنه». كما قال الشاعر في إحدى قصائده: «في أي مكان به قصف، يحترق بيتي».
وأوضح مسوح، الذي ترجم مجموعة من أشعار حمزاتوف صدرت في كتاب بعنوان «قصائد مختارة من أشعار رسول حمزاتوف»، أن «ترجمة الشعر ليست سهلة، ورغم ذلك، وجدها أكثر سهولة من ترجمة القصة أو القصة القصيرة»، معتبراً أن درجة الصعوبة تختلف من مترجم إلى آخر، ومن كاتب إلى آخر، كما تختلف باختلاف اللغة التي تتم الترجمة منها. وأضاف: «من خلال تجربتي وجـدت أن ترجمـة أعمال كتبت منذ البداية باللغة الروسية أكثر صعوبة، غالباً، من ترجمة أعمال كتبت بلغة مختلفة ثم ترجمت إلى الروسية، فترجمة أعمال حمزاتوف عبر اللغة الروسية، أكثر سهولة من ترجمتها مباشرة من لغتها الأصلية الآفارية».
وقال خلال محاضرة نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أول من أمس، في أبوظبي: «غالباً ما تكمن الصعوبة في ترجمة الشعر في القدرة على نقل روح القصيدة، وفي بعض الأحيان يواجه المترجم عبارات ومصطلحات ذات دلالات محلية ترتبط بمجتمع الشاعر أو باللغة الأصلية فقط، وترجمة مثل هذه العبارات يتطلب الإلمام بثقافة الشاعر الأصلية»، مشيراً إلى حرصه على انتقاء أشعار تتفق مع القارئ العربي، وتحمل قضايا وأفكاراً تتماشى مع طبيعة العرب، بينما ابتعد عن القصائد التي تتناول معتقدات حمزاتوف الخاصة ومواقفه من الوجود والخلق وما شابه، مضيفاً: «أحب الشعر، وخلال إقامتي لدراسة الطب في موسكو من عام 1967 حتى ،1980 وجدت أن هناك أعمالاً في الأدب الروسي تستحق أن يقرأها العرب، فترجمتها، دون أن تكون الترجمة مهنتي».
وألقى مسوح مجموعة من قصائد رسول حمزاتوف التي ترجمها، من بينها قصيدة يخاطب فيها الشاعر المترجمين مشيداً بدورهم في نقل كلماته وأفكاره إلى العالم، قال فيها: «شكراً لكم يا شعراء الأرض/ فبفضل كرمكم/ عرفت المناطق البعيدة/ أغنيتي الجبلية». وجاء في قصيدة «صلاة» لحمزاتوف: «حين ترى الطائر يدور في الفضاء/ وفي الشعاب الجبلية المتعرجة تتسلق القطعان/ ستصلي للأرض العزيزة/ مع إنك لم تصلّ مرة في حياتك». وفي حديثه أشار مسوح إلى أن حمزاتوف ولد في داغستان سنة 1923 في قرية جبلية صغيرة اسمها «تسادا»، وكان والده حمزة شاعراً أجاد العربية ونظم أشعاره باللغتين العربية والآفارية. وقد ورث رسول عن أبيه موهبةً استوعبت حكمة الجبال العملاقة وأساطيرها وبساطتها، وكتب أكثر من 100 كتاب بلغته القومية الآفارية.