بالأحمر

جدل عقيم

لجنة تحكيم برنامج «عرب آيدول». أرشيفية

الجدل المثار حالياً حول اسم برنامج «عرب آيدول» الذي يذاع على قناة «إم بي سي»، يحمل قدراً كبيراً من التسطيح، والتعامل مع الأمور من منظور ضيق، حيث اعتبر البعض ان معنى الاسم هو «صنم العرب»، وفقا للترجمة الحرفية له من الانجليزية إلى العربية، مستندين في ذلك إلى أن معاني «آيدول» هي «صنم» أو «وثن».

وبناءً عليه اعتبروا ان هدف البرنامج هو اختيار «صنم للعرب»، وهذا تفسير ساذج يستخف بعقول المشاهدين. فما معنى ان يسعى برنامج غنائي ترفيهي لاكتشاف المواهب لاكتشاف «وثن» للعرب؟ وأي عرب هؤلاء الذين ينتظرون برنامجاً مثل هذا ليكتشف لهم «صنماً»؟ وهل نحن بهذا القدر من السطحية أو الغباء أو ضعف الإيمان حتى نقع فريسة لهذا التفسير السطحي.

مثل هذا الجدل يمثل تياراً من التفكير المحدود الذي يحتاج إلى الكثير من الانفتاح على العالم من حولنا، والوعي بطبيعة العصر الذي نعيشه، الذي يعد عصر علم وتكنولوجيا بامتياز، هذا التيار يميل إلى إصدار فتاوى من دون ان يتسلح بالمعرفة الكافية التي تتيح له ذلك، فأي دارس للغة الانجليزية يعلم أن كلمة «آيدول» تعني في معظم الاحيان «المثل الأعلى» أو «المحبوب»، وانها تطلق على الاشخاص الذين يمثلون صورة مشرقة او مثلا اعلى. وللأسف غالبا ما يؤدي انتشار مثل هذا الفكر الى سجن العرب في خلافات وجدل لا طائل منه، في الوقت الذي يكتشف الغرب كوكباً آخر يشبه الأرض، ويستعد إلى الانتقال للعيش هناك.

تويتر