جامعة الشارقة تعتزم طرح بكالوريوس في تاريخ الفـــن والدراسات المتحفية

ندوة «إدارة متاحــف»: نقص الكوادر مشكلة حقيقية

كشف الأستاذ المساعد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، الدكتور غانم جاسم سامرائي، عن اعتزام الجامعة طرح تخصص جديد يمنح الطالب درجة البكالوريوس في تاريخ الفن والدراسات المتحفية، خلال الأعوام المقبلة، وذلك بعد أن قامت لجنة متخصصة باستقراء طبيعة النشاط الثقافي في المنطقة واستجابة للطلبات في مجال الثقافة، مع وجود نقص كبير للمتخصصين والأكاديميين في إدارة المتاحف في الإمارات والخليج بصورة عامة.

وقال السامرائي لـ«الإمارات اليوم»، إن «الجامعة انتهت من 90٪ من الدراسات والإجراءات اللازمة لتنفيذ هذا البرنامج، إلا أن هناك إجراءات مهمة تسبق عملية التنفيذ». لافتاً إلى أنه «حددت مدة دراسة التخصص بأربع سنوات، تمنح الطالب درجة البكالوريوس في تخصص تاريخ الفن والدراسات المتحفية، والتي يمكن بواسطتها أن يعمل الخريج في مجال إدارة المتاحف والمؤسسات التراثية والثقافية، كما تؤهله للعمل في الملحقات الثقافية في سفارات الدول».

وأوضح أنه «خلال سنوات الدراسة يتم طرح مساقات تأسيسية في الفصلين الأول والثاني، على أن تتدرج المساقات التخصصية وتتركز في مجال الفن والمتاحف، كما سيتم منح الطالب التدريب العلمي اللازم والمتوازي مع الدراسة النظرية الأكاديمية».

نقص كفاءات

قال مدير إدارة المتاحف في مملكة البحرين فؤاد محمد نور، إن « الوطن العربي يفتقر إلى الكفاءات العلمية وأهل الاختصاص في المتاحف، على الرغم من الطفرة المتحفية التي تشهدها المنطقة، إلا أن الجامعات في المنطقة لم تخصص حتى الآن مساقات في علم المتاحف»، موضحاً أن «علم المتاحف ينقسم إلى ثلاثة أقسام مهمة تبحث نظرية المتاحف وإنشائها وتطورها على مدار السنين، وإدارة المتاحف إضافة إلى العمل المتحفي اليومي». وأشارت مديرة متاحف وزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان، صديقة بنت رمضان، إلى أن «الإدارة تعمل منذ تأسيسها على بناء وتوطيد العلاقات مع الجامعات والمؤسسات التعليمية، ومن خلال الندوة يمكن تعزيز العمل المشترك بين الدول والأطراف المشاركة». وأكدت بنت رمضان أن «تبادل الخبرات والتجارب في هذه الندوة وإطلاع المشاركين على الأنشطة والبرامج المعتمدة في متاحف السلطنة تعتبر فرصة مهمة». وقال مدير عام المتحف الوطني في السعودية، عبدالله السعود، إن «العلاقة بين المتاحف والجامعات والمؤسسات الثقافية في الوطن العربي موضوع في غاية الأهمية، ويطرح للمرة الأولى بشكل علمي من قبل إدارة متاحف الشارقة، إذ إن العدد الكبير من الخدمات التي ممكن للمتاحف أن تقدمها تسهم في خلق بيئة تفاعلية في المجتمع تعزز من إدراك وخبرات شرائح المجتمع كافة».

برنامج واقعي

وحول أهمية طرح تخصص تاريخ الفن والدراسات المتحفية، أكد السامرائي أن «الجامعة أجرت عمليات إحصائية واستطلاعية كثيرة قبل التفكير في إمكانية طرح هذا التخصص، وذلك بهدف استعراض حاجات الشباب ومدى الإقبال المتوقع»، لافتاً إلى أن «سوق العمل يعاني نقصاً حقيقاً في المتخصصين في مجال إدارة المتاحف، لذلك الجامعة تسعى إلى اعداد مؤهلين للعمل في مجال ادارة المتاحف من خلال طرح التخصص، وهناك اهتمام وتركيز على برامج البحث والدراسات العليا في تخصص تاريخ الفن والتراث».

ولفت إلى أن «البرنامج يربط بين الجانب الأكاديمي والاحترافي ليرقى باحتياجات السوق، إذ يقدم برنامجاً تدريبياً على مستويات العمل، من أجل مستقبل الخريجين الجدد»، مشيراً إلى أن «البرنامج يلبي طموحات جامعة الشارقة، خصوصاً أن البرنامج واقعي وحقيقي، ولا يتلاعب بالمخيلة، إذ سيكون برنامجاً مميزاً لا مثيل له في المنطقة».

واقع وطموح

إلى ذلك، انطلقت الندوة «متاحفنا بين الواقع والطموح، نحو بيئة عمل نموذجية في المتاحف الخليجية»، أمس، والتي تنظمها إدارة متاحف الشارقة، ضمن خطتها لتطوير بيئة العمل في المتاحف الخليجية، التي تستمر ليومين، وتهدف إلى مناقشة العلاقة بين المتاحف والجامعات والمؤسسات الثقافية، والتطرق لآفاقها وسبل تعزيزها، ومعالجة المعوقات والتحديات التي تعترض مسيرتها، لاسيما أن الندوة تشكل منصة لعرض تجارب محلية وعالمية ناجحة في مجال المتاحف، لضمان التوصل إلى رؤية متكاملة ترتقي بمستوى العلاقة بين المتاحف والجامعات والمؤسسات الثقافية بما يسهم في تطوير بيئة العمل في المتاحف الخليجية.

واستعرض الدكتور جين دي كارا من جامعة السوربون الفرنسية في أبوظبي، برنامج الماجستير المتحفي، الذي طرح أخيراً، لدراسة الآثار وتاريخ الفن والحضارات والشؤون الدولية باللغة الإنجليزية على خلاف الدراسة في الجامعة التي تعتمد على اللغة الفرنسية أساساً في عملية التدريس.

ولفت إلى أن«التخصص يمنح شهادة الماجستير في سنتين، وهو برنامج تعليمي شامل يقدم على أربعة فصول دراسية، على أن يتم التركيز على المساقات التخصصية في السنة الثانية للدراسة، إذ تقدم في الفصل الأول مقدمات تاريخية ومساقات علم الآثار والفن المعاصر والفن الإسلامي والفنون التقليدية وفنون القرون الوسطى، وإدارة المتاحف والمبادئ العامة للحفاظ على المتاحف، إضافة إلى مقدمة في القانون والاقتصاد».

أما الفصل الثاني فيقدم تاريخ المتاحف والمعارض الفنية والأعمال الكلاسيكية وفن المتاحف، فيما يخضع الطالب برنامج تدريبي تخصصي في العاصمة الفرنسية باريس، وهو برنامج تدريبي وتحفيزي للطلاب في المتحف الفرنسي، على أن يكون الطلاب تحت اشراف استاذ مؤهل يساعدهم على تطبيق ما تعلموه نظرياً وعملياً.

واعتبر دي كارا أنه «خلال ال10 سنوات المقبلة يمكن لمتاحف الإمارات أن ترقى للعالمية، لاسيما أنها تمتلك الإمكانات والبنى التحتية الممتازة، ومن خلال جولاتي في المنطقة تأثرت كثيراً بالمتاحف الموجودة حالياً، إذ يمكن تصنيفها بدرجة جيد»، لافتاً إلى أن «الأساس في تطوير العلاقة بين المتاحف والجمهور الراغب في زيارة المتاحف، يجب أن يبدأ من المدرسة، ومن خلال تطوير التعليم وتدريس تاريخ المتاحف والفنون بطريقة تتناسب مع الطلاب، لغرض ترغيبهم وتثقيفهم».

يذكر أن الجلسة الثانية تناولت العلاقة بين الجامعات والمتاحف والتحديات التي تواجهها وسبل تجاوزها، فيما استعرضت الجلسة الثالثة دور المؤسسات الثقافية في تنمية بيئة العمل في المتاحف، وطرحت الجلسة الرابعة عرضاً لتجارب وممارسات ناجحة في مجال تطوير العلاقة بين المتاحف و الجامعات والمؤسسات الثقافية.

تويتر