دعا الفنانين إلى إتقان اللهجات المغاربية أسوة بالمصريـة والخليجية

الرباعي: المتحوّلون سـياسياً خاسرون

الرباعي: الحياد السياسي خيار غير موجود بالنسبة للفنان. تصوير : أشوك فيرما

لا يمكن للفنان الحقيقي أن يكون بمعزل عن الشأن السياسي، لاسيما عندما يمس واقع الناس ومستقبلهم، على النحو الذي شهده وطنه، بالنسبة للفنان صابر الرباعي، أو كما تشهده أوطان عربية عدة، تعصف بها رياح التغيير أو ما اصطلح على تسميته «الربيع العربي»، لكن الرباعي في الوقت نفسه لم ينفِ أن بعض الفنانين الذين ركبوا الموجة الصاعدة في جميع الظروف، هم أكبر الخاسرين، لأن «الدروع السياسية واهية، في مقابل أن درع الفنان الحقيقية هي مجتمعه»، على حد تعبيره.

وقال الرباعي لـ«الإمارات اليوم»، قد «يجد الفنان نفسه، في كثير من الأحوال، في ظل ظروف لا يحسد عليها، لذلك فهو مطالب بأن يكون مراقباً جيداً للأحداث وواعياً لها، من أجل أن يمتلك رؤية أو وجهة نظر ناضجة وثابتة، لاسيما أن رأيه يبقى محور اهتمام الإعلام والجمهور، وهذا الأخير تحديداً هو ما يجب أن يخلص له الفنان، ليس في فنه فقط، بل أيضاً في آرائه ومواقفه التي يجب أن تكون منحازة لمصلحته».

«هذا أنا»

رد الفنان صابر الرباعي على آراء روجت لمهاجمته المرأة، تعقيباً على رأيه في برنامج «هذا أنا»، الذي جمعه مع والدته حول قيادة المرأة للسيارة، بعدما اعتبر أن المرأة لا تصلح لذلك، مضيفاً «نحن أنصاف رجال من دون المرأة، وكل أعمالي تحمل كامل الإجلال لها، بل هي محورها بالمطلق». وأكد الرباعي أن بعض آرائه في هذا البرنامج قد تم اقتطاعها من سياقها، وقال «المرأة العربية عموماً تستحق كل التقدير والاحترام، ومواقفها في تنمية مجتمعها، والنضال من أجله، ليست بحاجة إلى دعاية أو مزايدة من أي نوع».

وأضاف «ليس هناك مبرر للفنان أن يكون متحولاً حسب اتجاه مراكز القوى في المجتمع، بل يجب أن يكون دائماً مع مصلحة المجتمع، حتى لو كان ذلك ضد مصلحة قوى سياسية بعينها، لأن لا أحد سيغفر له آراءه المتحولة لمجرد السباحة مع التيار الأقوى باختلاف الظروف والمراحل، لكن بشرط ألا يتم استخدام الفنان كوسيلة أو مطية، لتمرير آراء سياسية بعينها لمصلحة جهة ما».

واعتبر الرباعي أن صمت الفنان، في كثير من الأحيان، يبقى بمثابة إدانة قوية للمسكوت عنه، مضيفاً «عندما يكون للفنان حس مرهف، ووعي سياسي ناضج، يبقى بمثابة مرآة حقيقية للرأي المجتمعي، ومستحقاً لثقة أبناء مجتمعه، وحتى في حال عدم قدرته على إيصال رأيه، بسبب قمع أو تضليل إعلامي أو غير ذلك ، فإن صمت الفنان في هذه الحالة يبقى بليغاً».

وعلى الرغم من ذلك، رفض الرباعي فكرة الالتزام بالحياد، من أجل تجنيب الفنان فزاعات القوائم السوداء مع تغير الظروف لمصلحة طرف معين، مضيفاً «لا يجوز للفنان أن يمتنع عن أن يكون له رأيه، حفاظاً على مصلحته الشخصية، لأن نسج علاقة مع سياسيين بعينهم ليس بالدرع التي تحمي الفنان، بل إن درعه الحقيقية تبقى مع الشعب والمجتمع الذي ينتمي إليه».

لهجات

برر الرباعي تعمده الغناء بلهجات عدة، برغبته في أن «يكسر الطرب حواجز اللهجات العربية»، داعياً الفنانين إلى تعلم اللهجات المغاربية المختلفة، من أجل الإسهام في هذا الجانب، أسوة بلهجات أخرى أبرزها المصرية والخليجية، مضيفاً «المهم هو أن يكون معيار الإتقان حاضراً، بحيث يسهم الفنان في توصيل لهجته الأساسية عبر بوابة الطرب من جهة، ويسهم بالقدر المستطاع في ايصال لهجات أخرى قد تكون أقل أو أكثر انتشاراً من لهجته الأصلية من جهة أخرى، وهو أمر في حال تعميمه سيؤدي إلى مزيد من الاكتشاف البيني للهجات في مختلف المجتمعات العربية». وأكد الرباعي أن «فكرة غنائه مع الفنانة وردة لاتزال قائمة»، مؤكداً أن تنسيقاً بينهما تم في الآونة الأخيرة، قبل أن يعطل اتمامه الأحداث الساخنة التي تشهدها مصر حالياً، حيث سيتم التسجيل والتصوير.

واعتبر الرباعي أن هناك خلطاً في التوصيف بين الغناء الطربي والأداء الحسي، الأول يمكن تصنيف أعمالي ضمن نطاقه، وفي حين أن المطرب العربي يخاطب الوجدان بشكل أساسي في أعماله، فإن الفنان الغربي يركز لغته الإبداعية على مخاطبة العقل والجسد مستعيناً بالتقنيات، وهذه المغايرة بين المدرستين، هي ما تقف وراء اللبس في التصنيف لدى البعض».

واعترف الرباعي بانتشار هذا المسلك إلى حد كبير في الآونة الأخيرة، من قبل مؤسسات متعددة، مضيفاً «ربما هناك أمور لا تدخل ضمن نطاق مسؤولية الفنان في هذا الصدد، الذي يعرض عليه المشروع فينحاز إليه بسبب رسالته الإنسانية أو دوره التوعوي، قبل أن ينكشف النقاب عن أهداف أخرى، لا يرى الفنان غضاضة في أن تتم لمصلحة جهات بعينها، في سبيل تحقق الأهداف الخيرية والمجتمعية الإيجابية».

تويتر