السوق الشعبي وقرية الشــرطة قبلة للسائحين والزوار

«مزاينة الظفرة» وجوه عدة لمهرجـــان واحـد

أجواء حماسية يعيشها أصحاب الــــــــــــــــــــــــــــــــــهجن الفائزة في مهرجان الظفرة. من المصدر

مشاهد عدة يمكن لزائر مهرجان مزاينة الظفرة 2011 ان يتوقف عندها، فللمهرجان وجوه قد تكون مزاينة الظفرة بأشواطها المتنوعة ومنافساتها الساخنة وجوائزها السخية الوجه الأبرز فيها، أيضا لا يمكن تجاهل مشاهد الفرحة والسعادة التي ينطلق فيها أصحاب الهجن الفائزة ليحلقوا في الهواء فرحاً وفخراً بالفوز الثمين، بينما تتطاير «الغتر والعقالات» بعيداً في الهواء، وهو مشهد قد لا يحدث إلا في مسابقات المزاين.

أيضاً يحتل «شارع المليون» بصفقاته الضخمة جانباً كبيراً من اهتمام زائري المهرجان الذي يستمر حتى 28 ديسمبر الجاري، ومتابعيه من وسائل الإعلام العربية والأجنبية، فمن يجرؤ على تجاهل خبر بيع ناقة بسعر يقارب المليوني دولار، كما حدث أخيرا في المهرجان الذي لا تنتهي اخباره المهمة التي تنشر يوماً بعد يوم.

ولأن التراث المحلي هو الركيزة الأساسية للمهرجان، والسمة الغالبة عليه، فلابد أن يكون هناك السوق الشعبي الذي أقيم على مساحة واسعة في قلب الظفرة، متضمناً عدداً كبيراً من المحال يقارب الـ160 محلاً هذا العام، اقيمت داخل مكان متسع تم تنظيمه جيدا، ما يشير إلى اهتمام كبير من ادارة المهرجان وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالسوق باعتباره واجهة للتراث المحلي الإماراتي، وجزء لا يتجزأ من اللوحة التراثية التي يرسمها مهرجان مزاينة الظفرة في المنطقة كل عام.

السوق الشعبي

في السوق، ومنذ الخطوة الأولى تستقبل الزائر روائح الطيب والعطور والدخون التي تشكل جانباً كبيراً من المعروضات التي تقدمها السيدات المشاركات، وأغلبيتهن قمن بتصنيع هذه العطور في المنزل، أيضا المشغولات اليدوية كانت حاضرة بوضوح، بعضها ظهر بشكله التقليدية، والآخر تم إضفاء لمسات عصرية عليه، مثل البرقع الذي وضع على حقيبة من القماش ليزينها فبدت فكرة مبتكرة لا توجد خارج السوق، أيضا خيوط التلي تم توظيفها مع خامات أخرى لتقدم في النهاية منتجا مختلفا يتهافت السائحون على شرائه تذكاراً من المهرجان. أيضا تضمن السوق والمنتوجات اليدوية المنزلية من صناعة السدو وسعف وخوص النخيل، والملابس، وكذلك أدوات منزلية ومعدات ضيافة قامت السيدات بتزيينها برسم اليد عليها أو إضافة الاحجار والفصوص. بالإضافة إلى مستلزمات الرحلات الصيفية والشتوية والمنتجات التراثية ومحال الحرفيات. كما تمَ تخصيص قسم خاص لأبرز الأكلات والحلويات الشعبية التي عرفها أبناء المنطقة، قديماً تقوم مجموعة من ربات البيوت المتخصصات بطهيها وبيعها للراغبين من زائري المهرجان بعد إعدادها أمامهم.

ويشهد السوق الشعبي هذا العام مشاركة متميزة من عدد من الهيئات والمؤسسات التي عمدت إلى التعريف بنفسها وخدماتها، من خلال استغلال الإقبال المتزايد الذي يشهده السوق من الزائرين، ومن تلك الهيئات مؤسسة الطاقة النووية، وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ومؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، ومبادرة صوغة المتمثلة بمجموعة من السيدات العاملات تحت مظلة الهلال الأحمر الإماراتي، والاتحاد النسائي العام المتمثل في السيدات الحرفيات وأصحاب المشاغل المنزلية.

قرية الشرطة

ومن المشاركات اللافتة التي حازت إعجاب الزائرين واستقطبت عددا كبيرا من الزوار، قرية الشرطة التي اقامتها وزارة الداخلية إلى جانب السوق الشعبي، وشاركت فيها مختلف الإدارات التابعة للوزارة.

وفي بداية القرية يستقبل الزائر جناح يشكل معرضاً مصغراً يضم أزياء الشرطة بقواتها المختلفة، سواء للرجال أو النساء، كما يضم عددا من الاسلحة المختلفة التي يتم استخدامها، والتي تتنوع بين المسدسات والبنادق والرشاشات. كما خصص جانب للتعريف بالرموز التي يضعها رجال الشرطة على اكتافهم للدلالة على رتبهم.

من الأقسام اللافتة أيضا قسم منتجات نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية، الذي ضم منتجات ومصنوعات يدوية خشبية وتقليدية وأعمال فنية قام بتصنيعها نزلاء المؤسسات العقابية والاصلاحية في كل من أبوظبي والشارقة وعجمان، وتم جمعهم في معرض واحد في تطبيق لـ«روح الاتحاد»، بحسب ما أشار مدير فرع الانتاج والانشطة بالمؤسسة العقابية والإصلاحية بالشارقة ملازم أول محمد أحمد العوبد لـ«الإمارات اليوم». موضحا ان فتح المجال أمام المحكومين لإنتاج هذه الأعمال، يعكس بوضوح أن دورنا كمؤسسة لا يقتصر على عقاب المحكوم فقط، لكن اصلاحه وتأهيله أيضا، فمن خلال المشاركة في العمل بالورش يكتسب المحكوم مهارات يستفيد منها بعد الافراج عنه، إضافة إلى أنه يحصل على راتب مقابل مشاركته في صناعة هذه المشغولات.

مبينا أن ورش الإنتاج كانت قاصرة في السابق على الرجال فقط، والآن اصبحت النساء تشارك فيها، فينفذن الاشغال اليدوية والمصنوعات التراثية، وأحيانا يقوم الرجال بإنتاج أعمال خشبية ثم تتولى السيدات تزيينها، بحيث يكون هناك تعاون بين الجهتين.

تنوع

أوضح العوبد ان الأنشطة التي يمارسها المحكوم عليهم تتنوع بين الأعمال اليدوية ودورات الحاسب الآلي، إلى جانب الكتابات الشعرية والأدبية، كما يجري بحث امكانية دراستهم الدبلوم. موضحا ان مشاركة المحكومين في الإنتاج تعد من العوامل التي تساعد على العفو عنهم قبل انقضاء مدة محكوميتهم، إلى جانب التزامهم بالنظام والقواعد وتعاونهم. لافتا إلى انه تجري حاليا دراسة فكرة ان تتولى المؤسسة العقابية والإصلاحية التنسيق مع جهات ومؤسسات اخرى في الدولة بهدف مساعدة المحكومين المفرج عنهم في الحصول على عمل، وهي مشكلة تواجه الكثير منهم، لأن أي جهة تطلب شهادة حسن سير وسلوك من الشغل الذي يطلب العمل لديه، وفي الوقت نفسه لا يحصل المفرج عنه على هذه الشهادة إلا بعد مرور سنتين من الافراج عنه، ولذلك يعجز كثير منهم عن الالتحاق بعمل، ونسعى من خلال التنسيق مع المؤسسات لان نوظف لديها عدداً من المفرج عنهم من خلال مؤسستنا، دون ان يكون ملزما بتقديم شهادة حسن السير والسلوك.

ومن الإدارات المشاركة في قرية الشرطة، إدارة جناح الجو في وزارة الداخلية، التي قدمت في جناحها نماذج من المعدات التي يستخدمها افراد الإدارة في تنفيذ مهماتهم، بالإضافة إلى عرض لفيلم يضم لقطات من العمليات التي قامت بها الإدارة خلال ،2011 ومن ابرزها إنقاذ أم وأطفالها خلال حريق بناية «الأنيقة» في الشارقة، وإنقاذ اوروبيين في مناطق الجبال وغيرها.

وأشار ملازم اول عمران عبدالرحيم إلى ان فريق العمل بإدارة جناح الجو، وهو بالكامل من مواطني دولة الإمارات، في حالة استعداد دائم للقيام بمهمات البحث والانقاذ في مختلف الأماكن والظروف. وأوضح مساعد أول وليد عبيد ان هناك وسائل ومعدات مختلفة تستخدم في هذه المهمات، ويتم تحديد كل وسيلة منها، وفقا لرؤية المنقذ للمكان والظروف وأحوال الطقس التي تتم فيها المهمة.

تويتر