«شكراً ماما» العمل الذي انطلقت معه فعاليات المهرجان. من المصدر

«شكراً ماما».. بحــث عن هيبة المعلم

«شكراً ماما» هي باكورة العروض التي انطلق بها مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته السابعة، والذي تشارك في تقديم عروضه ست فرق مسرحية ضمن مسارح محلية منها مسرح رأس الخيمة الوطني وأم القيوين الوطني وجمعية حتا للثقافة والفنون والتراث ومسرح بني ياس وجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح وفرقة المسرح العربي، على أن يستمر تقديم العروض لمدة ستة أيام يليها قرار لجنة تحكيم الأعمال المشاركة، التي شكلتها اللجنة المنظمة للمهرجان، والتي يترأسها ناجي الحاي باختيار الأعمال الفائزة في الدورة السابعة.

وقبل بدء عرض مسرحية «شكراً ماما» وهي من تأليف وإخرج مرعي الحليان، تم تكريم الفنان الكويتي داوود حسين باعتباره شخصية المهرجان المكرمة من خارج الدولة، والفنان الإماراتي محمد سعيد السلطي باعتباره شخصية المهرجان المكرمة محلياً، ويأتي التكريم عربون وفاء وتقدير للجهود التي قاما بها في إثراء الحركة المسرحية وإنجاح مسرح الطفل في الامارات والوطن العربي، إذ إن الفنانين لهما الكثير من المحطّات الفنية الإبداعية أكثر من أن تُحصى ولديهما رحلة فنية زاخرة بالعطاء وتاريخ عامر بالإنجازات.

ويحظى مهرجان الإمارات لمسرح الطفل بإعجاب وتقدير كثير من النقاد والمسرحيين، خصوصاً الذين يواكبون ويرصدون حركة التطور في المسرح الاماراتي عامة ومسرح الطفل بشكل خاص، لاسيما أن المهرجان يهدف إلى الارتقاء بمسرح الطفل ويحفز الفرق المسرحية الأهلية لإنتاج أعمال مسرحية خاصة بالطفل، كما يسعى إلى تعميق دور مسرح الطفل وتأسيس قاعدة جماهيرية بدءاً بالأطفال، وذلك لتأكيد دور المسرح في المجتمع، خصوصاً أن معظم أعمال الأطفال المسرحية تقدم قيماً وأخلاقاً وتغرس العادات والتقاليد العربية في نفوس الطفل كما تعزز روح الوطنية والانتماء.

محكمون صغار

ما يمز مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، اعتماد لجنة تحكيم الأعمال المشاركة في الدورة، على محكمين من الأطفال الذين يقفون جنباً إلى جنب مع المحكمين الكبار من فنانين ومخرجين ونقاد مسرحيين، ويتشكل فريق لجنة التحكيم الصغار من ميثاء علي يوسف (11 سنة) وهند عبدالله سالم (12 سنة) والطفل عبدالرحمن جمعة (10 سنوات)، إذ تم اختيار هؤلاء الأطفال وإشراكهم في عملية تحكيم الأعمال وتحديد مصير الفرق المشاركة للفوز بجوائز المهرجان، من خلال متابعتهم الجيدة للحركة الفنية لمسرح الطفل ورصدهم لتطور الأعمال المسرحية الإماراتية.

وُيعد هؤلاء الأطفال محكمي المسرح وناقديه في المستقبل، لاسيما أن لديهم مشاركات ونشاطات مسرحية على مستوى مراكز الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، إذ يتمتعون بحس فني وجرأة في التمثيل وقناعة تامة باختبار الأعمال بحسب جودتها وتفاعلها مع المشاهد وتحديداً الطفل، إضافة إلى احترام عقلية الطفل والابتعاد عن الاستخفاف والاستهانة بالنصوص المكتوبة لأعمال الطفل.

وسيكون اختيار المسرحيات الفائزة بناء على فكرة العمل والنص المقدم، فضلاً عن الأداء والتفاعلية في الأعمال المعروضة، والرسالة الموجهة للطفل المشاهد.

لجنة وشروط

وقال رئيس مهرجان الإمارات لمسرح الطفل إسماعيل عبدالله، خلال مراسم انطلاق الدورة السابعة للمهرجان أول من أمس، إن «مسرح الطفل كان على الدوام الساحة التي يتبارى فيها المسرحيون وهم يستعرضون أفضل إمكاناتهم في تقديم عروض مسرحية متميزة، فقد حرصت جمعية المسرحيين على أن تكون المشاركات مرآة تعكس المستوى الذي وصل إليه مسرح الطفل في الإمارات، من خلال مراعاة تجويد وتحسين وتقويم العروض المشاركة في كل دورة، وذلك حفاظاً على المكتسبات التي تحققت».

ولفت إلى أن «اللجنة المنظمة للمهرجان شكلت لجنة متخصصة شاهدت العروض وانتقت الجيد منها لتكون ضمن أيام المنافسة، خصوصاً أن هذا المهرجان يحظى باهتمام كبير ورعاية فائقة ودعم سخيّ من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل المسرح وسبل الارتقاء به مساراً مضيئاً لمجتمع شعاره التميز وهدفه التقدم والتطور».

وذكر أن «جمعيـة المسرحيين بالتعاون مع شركائها، سخرت جميع إمكاناتها من أجل الارتقاء بمستوى هذا المهرجان، وتكوين قاعدة جماهيرية صلبة وعريضة، إضافة إلى اهتمام الفرق المسرحية وعملها الجدّي من أجل المشاركة في المهرجان، بعد أن أصبح ساحة وميداناً لإبراز الطاقات والمواهب المسرحية الخلاّقة».

وبهدف الارتقاء بمسرح الطفل وتقديم أعمال متميزة تواكب التطور الفكري لدى الطفل وتحترم رؤيته التي اختلفت عما كان عليه الطفل في الماضي، فإن اللجنة المنظمة وضعت شروطاً لمشاركة الفرق المسرحية في المهرجان، منها أن تشارك الأعمال المسرحية المحلية الخاصة بالطفل على أن يكون النص المسرحي المشارك مجازاً من قبل لجنة مراقبة النصوص بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في الدولة، كما لا يحق لعمل مسرحي المشاركة في المهرجان إذا عرض في دورات المهرجان السابقة، كما يجب المشاركة بعمل مسرحي واحد لكل فرقة مسرحية، وترفض جميع الأعمال التي تعتمد على التسجيل الصوتي المسبق، إنما يشترط أن يكون العرض حياً ومباشراً.

«شكراً ماما»

هو العمل المسرحي الذي اختير ليكون العرض الأول لافتتاح مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، وهو من تأليف وإخراج مرعي الحليان، وتهدف المسرحية التي تعزز دور المعلم في محاولة جيدة لإعادة هيبة المعلم التي ذهبت مع ريح زمن الطلاب الماضي، فتظهر المشاهد مفارقات ليست بغريبة عن طلاب المدارس منها الشهادات الدراسية التي تضم درجات متدنية وعلامات رسوب.

وتدور احداث المسرحية حول خمسة أشقاء مشاغبين يرفضون الدراسة ويحصلون على علامات متدنية، فتحرمهم أمهم من اجازة منتصف العام الدراسي، وتحضر لهم مدرساً خصوصياً، لينقذ ما يمكن اصلاحه بعد ان ذاقت الأمرين معهم، إلا أن الأطفال يوقعون المدرس في المتاعب ومشكلات ليتجنبوا الدراسة، وفي نهاية المسرحية يجد المدرس طريقة لتعليم الأطفال من خلال اللعب.

وعلق كثيرين بأن المسرحية على الرغم مـن إجادة الممثلين، إلا أن الفكرة تبدو شبيهة لمسرحية مدرسة المشاغبين مع اختلاف الشخصيات وطريقة الطرح، أما على مستوى الأطفال فقد سعدوا كثيراً بالمسرحية خصوصاً مشاهد الشقاوة التي كان يظهرها الأطفال الخمسة.

الأكثر مشاركة