«يولة فزاع» كـــرنفال تراثي في قلعة الميدان

عبّر الشاعر الإماراتي عضو لجنة تحكيم بطولة فزاع لليولة في نسختها الحالية، علي الخوار، أنه يتطلع أكثر من أي وقت مضى لمعاودة سماع صوت قرع جرس البطولة، الذي يؤشر إلى نجاح أحد المتسابقين في استعراض مهارة رمي السلاح لمسافة تزيد على 20 متراً، ومعاودة استلامه بسلاسة أثناء أدائه فقرته في المسابقة، مشيراً إلى أن غياب تلك المهارة يحرم الجمهور من أحد جماليات فن اليولة، إلا أنه لا ينفي أن تلك النسخة حافلة بالعديد من مظاهر الإثارة والمنافسة القوية بين المتسابقين.

الثويني: مظلة تراثية

وصف الشاعر الكويتي الحاصل على بيرق مسابقة «شاعر المليون» في نسخته السابقة، ناصر الثويني، بطولة فزاع لليولة بالمظلة التراثية الجامعة، مضيفاً «من خلال البطولة التي تقام برعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، انتشر هذا الفن الإماراتي الأصيل في مختلف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، محققاً شعبية ومتابعة جماهيرية استثنائية».

الثويني الذي قدم قصائد متنوعة أهدى اثنتين منها لسموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسمـوّ الشيخ حمدان بن محمد، حيث عزف الثويني على أغراض المديح والوصف في الكثير من صوره الشعرية، قبل أن يطالبه الجمهور بغزلياته ليقدم مجموعة منتخبة منها وسط تفاعل ملحوظ مع حضور قلعة الميدان.

العامري: «أول إنسان أحبه»

ردد جمهور قلعة الميدان أغنية «أول إنسان أحبه» مع المطرب الإمارتي حمد العامري، التي جاءت من كلمات سموّ الشيخ حمدان بن محمد، والحان فايز السعيد، قبل أن يغني «السنين»، على خلفية أداء استعراضي شاركت فيه فرقة «دبا الحربية» وكل المشاركين الـ40 في النسخة الحالية من البطولة.

العامري الذي أصبح اسماً حاضراً بشكل دائم في فعاليات البطولة، أكد أهمية مشاركة الفنون في هذا النوع من الفعاليات، الذي يصب في مصلحة دعم ممارسة وإحياء المورث المحلي، موضحاً «إضافة إلى الالتزام الفني الذي تعنيه المشاركة، فإن التواجد في هذا الحفل المهم يضيف كثيراً لأي فنان يطمح في الإطلالة على جماهيره، عبر بوابة تلقى متابعة استثنائية مثل بطولة فزاع لليولة، التي يرعاها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد».

وأضاف الخوار، الذي لايزال يمارس هوايته في ارتجال الشعر أثناء تعليقه على اداء اليويلة، أن «البطولة التي تحولت الى مناسبة كرنفالية حافلة بالشعر والطرب والاحتفاء بخصوصية التراث، أتوقع أن ترتفع السوية الفنية للمتسابقين بشكل تصاعدي بمرور الجولات، لاسيما في تلك المنافسات التي ينتظرها الجميع، والمتعلقة دوماً بمنافسات الدور الثاني للبطولة، حيث تشهد دورة هذا العام مزيجاً استثنائياً بين الخبرة الممثلة في وجود أسماء لها مشاركات متعددة، والتجديد عبر متسابقين ينضمون للميدان للمرة الأولى».

شعر وغناء

في سياق المنافسات، تمكن المتسابق الإماراتي عبدالرحمن السراح، من إمارة الشارقة، من انتزاع بطاقة التأهل الوحيدة عن المجموعة الثانية من البطولة التي تشهد رعاية ودعماً مباشرين من قبل سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، ويقـوم بتنظيمها مكتب سموّ ولي عهد دبي، عبر إدارة بطولات فزاع، إذ حقق السراح أعلى نسبة تصويت طوال الأسبوع الماضي، بلغت 25827 صوتاً من مجموع الأصوات الـ56460 صوتاً، لينتقل بذلك إلى المرحلة الثانية من فعاليات الموسم الـ11 من البطولة، التي تنقلها على الهواء مباشرة قناة «سما دبي»، عبر برنامج «الميدان».

وشهدت الجولة الثالثة، التي أقيمت مساء أول من أمس، في قلعة الميدان بالقرية العالمية إقبالأً جماهيرياً جيداً تراوح حضوره ما بين متابعي هذا الفن الإماراتي التراثي، وبين عشاق الكلمة الشعرية الذين جاؤوا لمتابعة الشاعر الكويتي ناصر ثويني العجمي، الفائـز ببيرق ولقب مسابقـة «شاعر المليون» في نسختها الأخيرة، إضافـة إلى جمهور الفنان الإماراتي حمد العامري، الذي فاجأ الجمهـور بغنائه من أشعار سموّ الشيخ حمـدان بـن محمـد، والحان فايز السعيد، عبر أغنية «أول إنسان أحبه»، إضافة إلى أغنية أخرى بعنوان «السنين» كلمات سهيل العامري، والحان مبارك بالعود العامري.

من جانبه، قدم الثويني مجموعة من إبداعاته الشعرية نوّع فيها ما بين المديح والوصف والغزل، بدأها بقصيدة بعنوان «مي» أهداها إلى دبي وشعبها، كما ألقى قصيدة بعنوان «عليك التاج»، مهداة إلى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، كما قدم قصيدة بعنوان «مدرسة الأيام» مهداة إلى سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واختتم فقرته الشعرية بقصيدة غزلية بعنوان «الجرح الندي».

منافسة حادة

حل المتسابق الإماراتي عبيد حمد بن جذوه العامري، من مدينة العين، في المركز الثاني محققاً 24124 صوتاً، والمتسابق فهد سعيد الرميثي، من مدينة العين ثالثاً، محققاً 4974 صوتاً، فيما حل المتسابق عبدالرحمن حمادة حسين، من مملكة البحرين، بمجموع أصوات بلغ 1535صوتاً.

وحفلت الجولة الثالثة من البطولة التي تخللتها الفقرات الغنائية والشعرية منافسة بين أربعة متسابقين جدد، واحد منهم من سلطنة عُمان، بحضور أعضاء لجنة التحكيم التي تضم كلاً من: علي الشوين، وعلي الخوار وأحمد حسين، وأعضاء لجنة التدريب أبطال المواسم السابقة من الميدان راشد حارب الخاصوني، خليفة بن سبعين العامري، مسلم العامري، إذ جاءت البداية عبر المتسابق عبدالله محمد عبدالله صقر، من سلطنة عُمان، والذي قام بخمس رميات للسلاح محاولاً الوصول إلى قرع الجرس، لكنه لم يفلح في الوقت الذي وقعت منه الغترة في الرمية الثالثة، فيما طلبت لجنة التحكيم منه التركيز والتدرب بشكل أكبر، من ناحية اليولة الأرضية وتدوير السلاح وارتفاعه واستلامه، ولينال 27 نقطة من أصل 30 من أصوات لجنة التحكيم.

ثاني الفقرات الاستعراضية كانت للمتسابق الإماراتي خليفة خميس بلال الكندي، من إمارة دبي، الذي أقبل على أربع رميات رأسية للسلاح، فشل في ثلاث منها في إمساكها، ما جعل الخوار ينصحه بالاكتفاء برمية واحدة والاعتماد على فنيات اليولة الأرضية، معتبراً أن أداءه في المجمل جيد، فيما أشار أحمد حسين إلى دخوله الجيد لقلعة الميدان، وتحدث خليفة بن سبعين العامري، من أعضاء لجنة التدريب عن مهاراته المتوسطة ورميه العشوائي لينال 26 نقطة.

«فخر العرب»

قدم المتسابق خالد سعيد الشحي، من إمارة رأس الخيمة، أداءه الأول على إيقاع أغنية «فخر العرب» للفنان الإماراتي ميحد حمد، مع رميتين للسلاح وأداء جيد بشكل عام بحسب لجنة التحكيم والتدريب، إذ نال 29 نقطة عن أدائه، الذي استفاد من التدريبات المتواصلة على مدار الأسبوع الماضي، على حد تعبير خليفة بن سبعين العامري، ليختتم المتسابق الإماراتي منصور محمد بن هويدن الكتبي، من مدينة العين، منافسات هذه الحلقة مقدماً ثلاث رميات للسلاح لم يفلح معها في قرع الجرس، بينما تحدثت لجنة التحكيم عن أدائه الممتاز من ناحية الرمي والاستلام واليولة الأرضية وتدوير السلاح، ولينال بدروه 30 صوتاً كاملة من أصوات لجنة التحكيم، فيما اختتمت منافسات الحلقة الثانيـة مع الإطلالة الثانيـة للفنان حمد العامري في أغنية حملت عنوان «لي صاحب» وسط مشاركة فرقة دبا الحربية التي تشارك للمرة الأولى في هذه البطولة. من جانبه، وصف عضو لجنة التحكيم، أحمد حسين، الحلقة بالحماسية التي تفاعل الجمهور من خلالها مع أداء المتسابقين الأربعة، الذين قدموا أداءً تفاوت بين الجيد والممتاز، مؤكداً أن الحلقات المقبلة ستشهد المزيد من المنافسة التي تزداد وتيرها أسبوعاً بعد أسبوع، مشيراً إلى أن قرار عودة قرع الجرس في الموسم الجديد من البطولة سيحفز المشاركين على تقديم أداء مبتكر للوصول إلى المرحلة الثانية والمراحل الختامية المقبلة.

فيما أعرب المخرج الإماراتي مصطفى محمد، عن رضاه عن هذه الحلقة التي شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً غصت به مدرجات قلعة الميدان، مشيراً في الوقت نفسه إلى سعيه الدائم إلى التجديد والابتكار لتقديم رؤية بصرية تلفزيونية تليق بهـذه البطولة التراثيـة، التـي يرعاها سموّ الشيـخ حمـدان بـن محمـد بـن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، داعياً الجمهور إلى متابعة المزيد من التميز في الأسابيع المقبلة.

وتوجّه الفنان الإماراتي حمد العامري، للجمهور المتابع لهذه البطولة، سواء من قلعة الميدان، أو عبر شاشة قناة «سما دبي» على الهواء مباشرة، كذلك الحال بالنسبة إلى الشاعر الكويتي ناصر ثويني العجمي، الذي أعرب عن سعادته بالإطلالة عبر برنامج الميدان على قناة «سما دبي» والمشاركة في إحدى بطولات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، مؤكداً أن اليولة تراث عربي قديم لا ينحصر فقط في الإمارات، وإنما يمتد إلى مناطق واسعة في شبه الجزيرة العربية.

الأكثر مشاركة