فوضى متعمّدة تفسد متعة «مســرح الطـفــــل»
اشتكى مشاركون في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته السابعة، من وجود أخطاء تنظيمية أفسدت عروضهم خلال المهرجان، مشيرين إلى أن من أبرز الأخطاء الخلل في أجهزة الصوت، الذي ظهر في معظم العروض، فضلاً عن الفوضى التي عمت قاعة مسرح قصر الثقافة في الشارقة، خلال المهرجان الذي اختتمت فعالياته أمس.
في المقابل، اعتبر رئيس المهرجان، إسماعيل عبدالله، أن الخلل التقني أمر وارد في العروض، مؤكداً أن المسرح الذي استضاف عروض الإمارات لمسرح الطفل يعد من أفضل المسارح، ويستضيف عروضاً قوية.
وقال الفنان علاء النعيمي الذي شارك فريق مسرح بني ياس في عرض مسرحية «سبيس زون» إن «الفوضى التي عمت قاعة المسرح أثناء عرض المسرحية، أفقدت الممثلين القدرة على التركيز، وشوشت على الأطفال الآخرين استمتاعهم بمشاهد المسرحية، خصوصاً أن أطفالاً دون الثانية من العمر كانوا موجودين في القاعة وهم في الأساس لا يستوعبون الحدث، الأمر الذي تبعه بكاء أطفال وصياح آخرين».
وأضاف «اللجنة المنظمة للمهرجان كان من المفترض أن تحدد أعمار الأطفال ليتمكنوا من دخول قاعة قصر الثقافة، لتحقيق الهدوء النسبي، وليس المطلق أثناء العرض، وعدم التشويش على الممثلين، خصوصاً أن بعض الأسر تركت أطفالها مع الخادمات في قاعة العرض، ما سبّب فوضى حقيقية».
تهييج
«مارو».. حب وعلاقات إنسانية حازت مسرحية «مارو» للمؤلف رامي مجدي عباس، واخراج الرشيد أحمد عيسى، التي قدمتها فرقة المسرح العربي، حازت تصفيق اطفال وكبار رجحوا فوز المسرحية لو دخلت ضمن العروض المشاركة والمنافسة على جوائز المهرجان. وتدور أحداث المسرحية في منطقة جبلية، جميع سكانها بأجنحة بيضاء، إلا الطفل الصغير الأبكم «مارو» الذي صدر في حقه قرار بالنفي خارج المنطقة وحرمانه من أمه، لأن ليست له أجنحة مثل سكانها، الأمر الذي اعتبروه عارا على سكان القرية. وفي صراع الحب للفوز بقلب الأميرة باري انتزع الشاب كاري لقب الفارس بعد صراعه مع الشرير دابو الذي لم يكفه أنه أسهم في نفي الطفل مارو، إذ افسد عيد الأجنحة الذي تحتفل به القرية، ونصب فخاً لسكانها ووقع فيه معهم، وكان المنقذ للجميع هو مارو، الذي استحق بعدها العودة إلى حضن امه من جديد وتولي شؤون الزراعة في القرية، لاسيما أنه تعلم أثناء فترة نفيه الفلاحة وزرع أسفل الجبل. |
كشف النعيمي لـ«الإمارات اليوم» قيام فنانين رفضت اللجنة المنظمة السماح لأعمالهم بالمشاركة في المهرجان، بتهييج الأطفال أثناء عرض بعض المسرحيات، وتحديداً مسرحية «سبيس زون» التي بمجرد أن فتح الستار وقبل بدء العرض بدء الأطفال يصرخون ويثيرون فوضى بتحريض صريح من بعض الفنانين، الأمر الذي استنكره شخصياً كونه يمس الأطفال الحاضرين قبل الممثلين.
وتابع أن «التصرفات التي لا تليق بالمسرح ولا بالفنانين أنفسهم، تزيد من حماسنا على العمل للارتقاء بمسرح الطفل وتقديم العروض الجيدة مستقبلاً».
وأكد أن «المنظمين يسمحون بدخول أعداد كبيرة من المشاهدين للقاعة من دون أن يتناسب العدد مع الحجم والقدرة الاستيعابية للمكان، الأمر الذي دفع كثيرين للجلوس على الأرض، كما أنه لم تخصص أماكن للفنانين، ولم يمنحوا بطاقات تعريفية، خصوصاً أن المسؤولين عن البوابات لم يتعرفوا إلى كثير من الفنانين».
واقترح النعيمي أن تخصص المقاعد الأمامية للمشاهدين من الأطفال فقط، لمنع اختلاطهم بالكبار، فضلاً عن تحقيق العرض المنشود العروض المسرحية وهو استمتاع الأطفال بالعرض من دون تشويش أو محاولات تهيج، وتلي مقاعد الأطفال مقاعد خاصة بلجنة التحكيم والفنانين الضيوف والاعلاميين».
خلل
وقال المخرج والمؤلف مرعي الحليان لـ«الإمارات اليوم» إن «الخلل في تقنية الصوت أفسدت العروض وأسقطت مشاهد كان من المفترض أن تقدم بصوت خافت الأمر الذي أثار ضجة في القاعة وشكوى من أن أصوات الممثلين غير مسموعة»، مشيراً إلى أن «مسرح قصر الثقافة أجريت له توسيعات لم تؤخذ في الاعتبار عند تركيب أجهزة الصوت، التي أضيفت حديثاً، ويبدو أن القائمين على المسرح لم يستطيعوا تفادي مشكلات الصوت منذ العرض الأول، خصوصاً أن الخلل رافق بقية العروض، بل وأسهم في افساد بعد مشاهدها، منها مشهد الفصل الدراسي في مسرحية (شكراً ماما) إذ لم تُسمع أصوات الممثلين أثناء تأدية المشهد الذي يفترض أن يكون الأداء الصوتي منخفضاً نوعاً ما».
ورأى الحليان أن اللجنة المنظمة لم تتمكن من السيطرة على أعداد الأطفال الذين دخلوا القاعة على الرغم من امتلائها، إذ إن التنظيم في الصالة نفسها كان غائباً، ما تسبب في فوضى وتشويش على أداء الممثلين.
من جانبه، شدد الفنان عبدالله راشد، الذي شارك في تقديم مسرحية «رحلة المعرفة» التي حازت اعجاب الأطفال والنقاد، على أهمية أن يكون هناك هدوء نسبي في القاعة أثناء عرض المسرحيات، حتى لا تغيب بعض المشاهد عن المتابعبن»، مشيراً إلى أن اللجنة المنظمة كان من المفروض أن تحدد أعمار الأطفال الذين يفترض دخولهم لمشاهدة العروض للارتقاء بالمستوى التنظيمي أثناء العرض.
وطالب بضرورة معالجة الخلل الواضح في أجهزة تقنية الصوت، التي ظهرت في بعض العروض، خصوصاً الممثل الذي لا يستطيع تأدية الدور والصراخ طوال المسرحية التي قد تستمر لأكثر من 45 دقيقة بنَفَس واحد.
أفضل مسرح
في المقابل، قال رئيس مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، إسماعيل عبدالله، إن «الخلل التقني وارد في جميع المسارح، وليس مسرح قصر الثقافة، الذي يعد أحد أفضل المسارح، إذ تقدم فيه أقوى العروض، كـ(أيام الشارقة المسرحية)». واضاف «في ما يتعلق بتحديد أعمار الأطفال المسموح لهم دخول قاعة العروض المسرحية، فهنا يأتي دور الفرق المسرحية التي تقدم العروض المشاركة، إذ يجب عليها قبل المشاركة توجيه اللجنة المنظمة بأعمار الأطفال، والفئة الموجهة لها المسرحية، أما أن يتم منع الأطفال من دخول القاعة فهذا غير وارد لاسيما أن المهرجان خاص بمسرح الطفل». ولفت عبدالله إلى أن «مسرح الطفل كان على الدوام الساحة التي يتبارى فيها المسرحيون وهم يستعرضون أفضل إمكاناتهم في تقديم عروض مسرحية متميزة، فقد حرصت جمعية المسرحيين على أن تكون المشاركات مرآة تعكس المستوى الذي وصل إليه مسرح الطفل في الإمارات، من خلال مراعاة تجويد وتحسين وتقويم العروض المشاركة في كل دورة، حفاظاً على المكتسبات التي تحققت»، مستدركا أن «مسرح الطفل مازال يحتاج إلى وقت لينهض، خصوصاً في الوقت الذي نصارع فيه ندرة النصوص الخاصة بمسرح الطفل وغياب الكتاب والمؤلفين الذين يتوجهون بالكتابة لغير الطفل».