«عشرة عمر» يُصور في الكويت عن قصته «أخـت الرجال»
المسلم: الروايات طوق نجاة للدراما الخليجية
قال الفنان والمنتج عبدالعزيز المسلم إن الأعمال الروائية الجيدة يمكن أن تشكل خلاصاً وطوق نجاة لصناعة مسلسلات خليجية جيدة، تتجاوز إشكالية ندرة النصوص المتميزة، مشيراً إلى أن سير العمل وانطباعات الممثلين المشاركين في المسلسل الكويتي «عشرة عمر» المأخوذ عن روايته «أخت الرجال» يؤكد أن هناك «أريحية فنية للتعامل مع هذا النوع من الأعمال».
وأضاف المسلم في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»: «هذا النوع من الأعمال يتطلب شروطاً إبداعية خاصة في الرواية، بحيث تمتلك مقومات انسجامها مع سائر أدوات العمل الدرامي المشاهد، بدءاً من لمسات كاتب السيناريو، مروراً بالرؤية الإخراجية، وطاقات وإمكانات الممثلين، وغير ذلك من الاستثمار والتوظيف الجيد للمؤثرات وسائر معطيات العمل الدرامي».
وأشار المسلم إلى أهمية عنصر المعالجة بالنسبة لهذا النوع من الدراما الذي يستوحى من عمل روائي، مشيراً إلى أن «قصة العمل ومدى قابلية خيوطه لأن تتمحور لتصبح دراما تلفزيونية تتنوع فيها الأحداث، فضلاً عن مهارة معالجتها يبقى معياراً مهماً في هذا الإطار الذي يمكن أن يكون مؤثراً في حال تم التوسع فيه في إثراء الدراما الخليجية عن طريق الاستفادة من الأعمال الروائية الجيدة».
خاتم زواج قالت مصادر تابعت كواليس تصوير «عشرة عمر» في الكويت، إن المخرج أحمد البيلي قد ارهق أسرة العمل، خصوصاً الممثلات بدقته المفرطة وإصراره على مطابقة الكثير من التفاصيل لما في رأسه، مشيرين إلى أنه أوقف التصوير عندما وجد أن ممثلة تقوم بدور امرأة متزوجة لا ترتدي «خاتم زواج». في هذا الإطار قال عبدالعزيز المسلم، إن البيلي «يستخدم تكنيكاً إخراجياً مختلفا وجديدا هذه المرة ، فالمخرج حرص على أن يطلع بعمله خارج جدران القصور والفلل، ليحاكي به واقعا حقيقيا ملموسا للكثير من الأسر الكويتية والخليجية عبر أأحدث الكاميرات التي تم استيرادها من الخارج خصيصاً لهذا العمل». وأكد المسلم ثقته في قدرات البيلي في أتنويع جماليات الصورة وتوظيف النجوم، لافتاً إلى أن الاهتمام بالتفاصيل ميزة مهمة تضمن استبعاد اي عوامل قد تؤثر سلباً في صدقية العمل. |
وحول العمل الذي يمثل تجربة حية في هذا الإطار ويجري تصويره حالياً في الكويت، وهو «عشرة عمر»، قال المسلم: «من الطبيعي أن للدراما التلفزيونية في مضمونها العام دورا مهما وأساسيا، لاسيما في البحث والتنقيب عن القضايا الاجتماعية والإنسانية التي يئن منها المجتمع بكل شرائحه، ومحاولة تقديمنا لها الحل الأمثل، فمن بين هذه القضايا المهمة والضرورية هي قضية تهميش دور المرأة، خصوصا في المجتمعات العربية، على الرغم من اعتراف البعض بأهمية كيان المرأة في المجتمع إلا أن للأغلبية يداً في إقصاء دورها المهم والأساسي والذي قد يتساوى مع الرجل في أحيان كثيرة، لذا حاولت مجموعة السلام الإعلامية، الجهة المنتجة للمسلسل الاجتماعي «عشرة عمر» الذي يصور حاليا بكاميرا المخرج أحمد البيلي، أن تتطرق لهذه القضية المهمة، أولكن بشكل مختلف عما طرح في السابق وفي إطار اجتماعي مغلف بالكثير من القضايا الأخرى، وهو ما أتاحه الاتكاء على نص روائي بالأساس، ما جعل عنصر التجديد يمتد إلى معظم مفاصل المسلسل».
وحول القصة المحورية للمسلسل، ومدى انسجام تغيير اسم الرواية «أخت الرجال» بكل ما تشير إليه من حضور للمرأة، إلى اسم آخر لا يحيل بالضرورة إلى ذلك، قال المسلم «المرأة هي البطلة الأساسية لهذا العمل الذي سيكون فيه الرجل هو الحاضر الغائب. من خلال قصة زوجة توفي زوجها لتجد نفسها في مواجهة صعوبات الحياة فهل ستنجح المرأة في هذا الاختبار الصعب؟ وهل ستكون بالفعل بديلاً فاعلاً للرجل؟ هذا أهو السؤال الجوهري الذي أيطرح عبر أحداث هذا العمل، لذلك فإن المرأة وعددا من قضاياها الإشكالية هي البطلة المحورية للمسلسل، حتى وان اكتسب اسما آخر بديلاً».
ولفت المسلم إلى أن العمل تشارك فيه نخبة كبيرة من الفنانين والفنانات الذين يجتمعون لأول مرة، مضيفاً «الفنانة إلهام الفضالة معروفة ببراعة أدائها كل الأدوار، خصوصا الإنسانية، وتحويلها بحسها الفني من كلام مكتوب على ورق إلى روح تنبض، تجسد من خلال هذا المسلسل دور العنود تلك المرأة العصامية التي بنت حياتها بنفسها، وترفض دوماً مساعدة الاخرين لها، تحديدا بعد غياب زوجها، وتواجه الكثير من التحديات بسبب نجاحها على المستوى العملي، ويتربص لها جملة من الأعداء، على رأسهم الفنان صلاح الملا الند الحقيقي لها في هذا العمل».
وحول بقية الأدوار، قال المسلم: «الفنان صلاح الملا تم ترشيحه لشخصية الرجل الطماع الأناني الذي يغار من نجاح المرأة، فيقف لها بالمرصاد يتصيد أخطاءها، كونها منافسة قوية له في السوق التجارية، وتتطور بينهم العلاقة العدائية لتصل إلى درجة ثأر شخصي، ويعتبر هذه الشخصية لسان حال الكثيرين من تلك النماذج الذكورية، فيما تؤدي هدى الخطيب دور شخصية قريبة إلى نفسها فهي ستكون مثالاً للسيدة الإماراتية أالمثقفة والمتعلمة التي تتعرض لازمة مع زوجها الرافض لنجاحها واستقلاليتها ويريدها أن تكون تابعة له، فتتمرد عليه وتنفصل عنه».
وكشف المسلم عن أن «الفنانة عبير احمد تستعد للتعاون مع مجموعة السلام من جديد من خلال دور جديد ومختلف عما قدمته في السابق، إذ ستجسد نموذجا آخر للمرأة عبر شخصية رسامة ناجحة ومشهورة متزوجة من عبدالامام عبدالله، الذي يغار من نجاحها، لذا يشعرها دائما بالذنب ويتهمها بأنها مقصرة تجاه أسرتها، فتضطر لترك وظيفتها إرضاءً له وللمحافظة على بيتها».
من جانبه، قال الفنان مشاري البلام انه يقوم بدور قد يكون قدمه من قبل، لكنه قبل بتقديمه كون العمل يحمل مضموناً إنسانياً، ففضل المشاركة فيه، ولو بدور مكرر، لكنه حاول أن يطرحه هذه المرة بشكل مختلف، فشخصيته تتلخص في شاب بسيط متزوج من غدير صفر، وهو أخ للعنود، حيث محور الأحداث والدته لطيفة المجرن، التي تعكر دوماً صفو حياته الزوجية، لأنها لا تحب زوجته، ليجد نفسه في صراع مستمر بين هذين الطرفين، وعلى الرغم من الصراعات يبقى خط الشخصية في اطار كوميدي، على عكس زوجته غدير صفر التي سيتعاطف الناس مع شخصيتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news