حبيب غلوم دعا للالتفات إلى تجارب الجيل الجديد

ملتقى الشارقة للمسرح.. مهمـوم بـ «التغيير»

حبيب غلوم: التركيز في المسرح العربي يجب أن ينصب على فئة الشباب. تصوير: إريك أرازاس

قال مدير إدارة الأنشطة الثقافية والمجتمعية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الدكتور حبيب غلوم العطار، إن «التركيز في المسرح العربي يجب أن ينصبّ على فئة الشباب؛ كونهم الجيل الذي غير كثيراً من جوانب الحياة»، مطالباً بالتعرف إلى «طموح الشباب، الذي قد نوافق عليه أو نخالفه، لاسيما أن بعض التجارب قد لا تكون بالمستوى المطلوب، ولكن يجب تقديم الدعم للشباب، كونهم جيل التغيير». وأضاف غلوم لـ«الإمارات اليوم» على هامش مشاركته في ملتقى الشارقة التاسع للمسرح العربي، الذي نظمته إدارة المسرح التابعة لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، تحت عنوان المسرح والتغيير، أمس، أضاف أن «هناك فجوة كبيرة بين الشباب والرعيل الماضي، ولن تضيق تلك الفجوة ما لم يقدم الطرفان تنازلات تسعى إلى نزول الكبار إلى طموح الجيل الحالي الذي يسعى للتغيير الذي يجب تفهمه واحتواؤه بالطريقة الصحيحة، وإلا ستتعمق تلك الفجوات بين الأجيال».

«تحولات» مغربية

تطرقت ورقة عمل الباحث الدكتور حسن المنيعي، في ملتقى الشارقة التاسع للمسرح العربي، أمس، إلى محور المسرح والمجتمع في المغرب «تحولات واستجابات» وعرضت تاريخ المسرح في المغرب وتطوراته قبل 20 عاماً. ولفت المنيعي إلى أن المسرح العربي لا توجد له جذور تاريخية باستثناء ما يختزنه تراثه من أشكال وتجارب، منها ما يختزله التاريخ الفني للمسرح الغربي خلال قرن ونصف القرن تقريباً، وتحديداً منذ عرّب مارون النقاش مسرحية «البخيل» لموليير، وصولاً إلى أول محاولة للبحث عن صيغة درامية عربية

وأفاد بأن «تاريخ المسرح المغربي تبلورت داخله سياقات سياسية ناتجة عن الأوضاع الحياتية التي رافقت تجربة المجتمع المغربي الساعي دوماً إلى ترسيخ قيم التغيير والصمود أمام حدة المشكلات التي يواجهها ورحلته نحو الانعتاق، وبناء دولة ديمقراطية تحتل فيها القوى الاجتماعية المنتجة والفاعلة مركز القيادة، إذ إن هناك علاقة تربط المسرح والمجتمع يمكن أن تكون علاقة تفاعل وتجاوب».

ولفت إلى أن «وزارة الثقافة الشباب تحرص على دعم الشباب، ومواكبة التطور والتغيير، مشيراً إلى انه على الباحثين والمسرحيين التركيز على الشباب والواقع العربي والتطرق إلى ما يريده الجيل الجديد من المسرح من خلال تجاربهم التي يجب أن يسلط الضوء عليها بعيداً عن التاريخ المسرحي الماضي ومؤسسيه.

وعلى الرغم من أن ملتقى الشارقة يعقد تحت عنوان المسرح والتغيير، إلا أن ورقة عمل الباحث الدكتور حسن المنيعي، التي كانت بعنوان المسرح والمجتمع في المغرب تحولات واستجابات، لم ترقَ إلى التغيير الذي يناقشه الملتقى، إذ تطرق المنيعي للمسرح المغربي قبل 20 سنة، وتحديداً في الفترة التي سبقت التسعينات من القرن الماضي، من دون التعمق في تجارب المسرحيين الشباب التي يجهلها كثيرون من المسرحيين العرب.

من جانبه، قال المخرج المسرحي، الرشيد عيسى، إن «المسرح العربي تجاوز اللغة التي تدار بها جلسات الملتقى وتحديداً الجلسة التي تناولت ورقة عمل الدكتور حسن المنيعي، وهذا ما يمكن اعتباره أزمة المسرح العربي بحسب وجهة نظري»، لافتاً إلى أن «الواقع العربي تجاوز التاريخ الذي تتم مناقشته حالياً، إذ إن المحور لا علاقة له بالإنسان والواقع العربي وصوت الشارع، لاسيما أن المسرح يجب أن يكون قريباً مما يريده الإنسان ويتعمق في واقعه».

فيما شدد الممثل والمخرج السوري، ماهر صليبي، على أهمية التخلي، في الملتقيات والمنتديات المسرحية، عن التنظير، وتحويلها إلى ملتقيات عملية من خلال عرض تجارب مسرحيين وشباب تلامس الواقع الإنساني والحال العربي.

الأمر الذي أيده فيه الفنان عبدالله صالح في مداخلته، التي أكد فيها ضرورة التركيز في الطرح على الأسماء الحديثة والمسرحيين الشباب الذين ظهروا واشتهروا في دولهم، وأسهموا في تغيير واجهة المسرح العربي، لاسيما أن الملتقيات تعد وسيلة للتعرف إلى تجارب هؤلاء الشباب من خلال المسرحيين الكبار الذين يشاركون في تقديم أوراق عمل الملتقيات، خصوصاً في وجود حلقة التواصل المفقودة.

بينما قدم الباحث السوداني مصعب الصاوي، ضمن جلسات الملتقى، ورقة عمل بعنوان تكنولوجيا المسرح والتغييرات الاجتماعية «قراءة في تجارب حديثة»، وأوضح ان «الورقة تسعى إلى النفاذ إلى جوهر التساؤل الجدلي بين تغير المسرح حقيقةً فنيةً ماثلةً، وتغير المجتمع بوصفه من سنن العمران البشري التي لا يماري في نجاعة تأثيرها إلا مكابر»، مشيراً إلى أن أبرز ملامح العقدالأخير في القرن الماضي «هو ما يمكن تسميته فيضان الوسائط والمعلومات التي أحاطت جميع جوانب الحياة، إذ لم يكن المسرح بمنجاة من كل ذلك، إلا أن المفارقة أن تلك الوسائط التكنولوجية التي باتت تمسك بخناق الانسان المعاصر هي ما يسعى الإنسان ذاته إلى التحرر منها حين ينفسح الستار ليلتقي بجوهر المسرح وسره الأعظم (الإنسان حي جسداً وروحاً)». وذكر أنه بظهور الوسائط والتقنيات تراجعت كثيراً الطرز الفنية التقليدية في تصميم المناظر وصناعة الديكور والحيل الاخراجية، لاسيما أن الوسائط جرفت سينوغرافيا المسرح بشكل شامل وكثيف.

تويتر