افتتاح مبهر لفعاليات «المهرجان»

«العالم يمر من هنا».. التاريخ فرجــة ثلاثية الأبعاد

صورة

«يا لهذا البرد.. ويا لجمال حفل الافتتاح». هذه العبارة التي كانت تتردد بين ضيوف وجمهور حفل افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونو دراما، الذي أقيم أول من أمس، في ساحة قلعة الفجيرة. احتفالية كرنفالية مسرحية ضخمة بكل المعايير وصلت ذروتها مع عرض «الفجيرة.. العالم يمر من هنا»، الذي قدم فرجة بصرية مدهشة، استعرضت تاريخ الفجيرة والمنطقة والتحولات الأساسية في مسيرة قيادة الإمارات. العرض الذي كتب قصته وأشعاره محمد سعيد الضنحاني، وأعدّ موسيقاه وليد الهشيم، ورقصاته الاستعراضية لفرقة أورنينا، وإخراج إياد الخزوز، تداخلت فيه أحدث التقنيات البصرية ثلاثية الأبعاد مع الموسيقى والاستعراضات الراقصة لنكون في نهاية المطاف مع حدث فني على درجة كبيرة من التأثير والحرفية، إذ إن عرض افتتاح هذه الدورة من المهرجان ليس مجرد عرض فني عادي بل سيمثل علامة فارقة في مسيرة المهرجان، نظراً للإمكانات الفنية العالمية التي توافرت من أجل توثيق تاريخ المنطقة بمنظور بصري على درجة كبيرة من التطور والإدهاش.

حفل الافتتاح الذي حضره صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وسمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، كان مناسبة للتأكيد على الرهان الذي تخوضه الإمارات بصورة عامة، والفجيرة بشكل خاص، على إعلاء شأن الثقافة ودعمها، والتحول إلى مركز من المراكز الثقافية العالمية. وتضمن الحفل عرض فيلم وثائقي يؤرخ لدورات المهرجان السابقة، ثم ألقى رئيس المهرجان محمد سعيد الضنحاني كلمة تحدث فيها عن الجهود التي تبذلها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام في رعاية الإبداع والمبدعين، من خلال نشر الكتب المختصة بالمسرح والمشاركات المستمرة في المحافل المسرحية العربية والدولية. وأكد الضنحاني أن المهرجان أسهم في خلق أجواء مناسبة وملائمة لنمو المونودراما في العالم، خصوصاً بعد أن تم اختيار إمارة الفجيرة لتكون مقراً ثانياً بعد باريس، للهيئة العالمية للمسرح، الأمر الذي عمل على توسيع تبادل الخبرات المسرحية وزيادة التعاون بين الأطراف المعنية بالمسرح. وكشف الضنحاني أن المهرجان سيقوم في كل دورة من دوراته بمنح جائزة الفجيرة للإبداع المسرحي لإحدى الشخصيات المسرحية العربية أو العالمية ممن كان لهم الأثر الكبير في تطور ونهضة المسرح، معلناً في الوقت نفسه عن الشخصية المكرمة في دورة هذا المهرجان وهو أستاذ المسرح، الظاهرة الفنية الفريدة بيتر بروك. ثم عرض فيلم تسجيلي قصير عن بروك تحدث خلاله عن أفكاره وعلاقته بالمسرح، مقدماً بعض وصاياه وخلاصة تجاربه في المسرح بكلمات بسيطة ومعبرة.

مدير المهرجان محمد سيف الأفخم اعتبر أن مهرجان المونودراما أصبح هوية إماراتية نفتخر بها، في ظل الرعاية التي توليها الإمارات للثقافة والفكر والفن والمسرح. وأعلن الأفخم تبني هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام جائزة باسم فلادي كازانوف للمونودراما تمنح في كل دورة لأفضل عرض مسرحي تراه لجنة مجلس أمناء الجائزة، والتي سيتم تشكيلها وفق لائحة داخلية توضع لهذا الغرض. وأشار الأفخم إلى إصرار صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وولي عهده الأمين سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، على أن يكون المهرجان أكبر مما هو عليه كلما تقادمت عليه الدورات، حيث كان لتوجيهاته ورعايته الكريمة الأثر الأكبر في أخذ المهرجان إلى ما هو عليه اليوم، وحرصاً من سموه على التواصل الثقافي والانفتاح على العالم من نافذة الكلمة والمعرفة والمدنية، فالمهرجان غادر مكانه الأول رغم عالمية ولادته ليكون اليوم في الصف الأول بين مهرجانات العالم، مضيفاً «لا ننسى كذلك الدعم الكبير من سمو الشيخ راشد بن حمد بن محمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، رئيس اللجنة العليا للمهرجان، الذي عمل على أن تكون هذه الدورة دورة التألق بامتياز».

بعد ذلك قام صاحب السمو حاكم الفجيرة بتكريم أعضاء لجنة تحكيم مسابقة نصوص المونودراما الدولية، وهم الفنانون: أسعد فضة من سورية، عبدالعزيز السريع من دولة الكويت، الدكتور عبدالكريم برشيد من المملكة المغربية، عبدالله راشد من الإمارات. كما كرم صاحب السمو حاكم الفجيرة الفائزين في مسابقة نصوص المونودراما الدولية، وهم: الدكتورة ملحة عبدالله من السعودية عن نص «العازفة»، طه عدنان من تونس عن نص «باباي ميلو»، متولي عمر بوناصر من فلسطين عن نص «خريف الذكريات».

تويتر