جديد «دبي للتسوّق».. بهجة بطــول 2000 متر
في مدينة تعتبر السعادة حقا للبشر، وتطرح أشجار البهجة فيها ثمارا طوال المواسم، قد تحتار، زائراً أو مقيماً، في تخيّر وجهتك، لكن لا داعي هذه المرة لأن تستطلع آراء أفراد العائلة: «عاوزين تروحوا فين».. اجعل المقصد مفاجأة للجميع.
إلى «دبي فستيفال سنتر» توجه.. «أين المفاجأة، زرت المكان مرات، وأحفظ كل شبر فيه؟» تسأل! لا تتعجل، ليس ذلك سوى بداية، تجوّل وتسوّق في المركز كما شئت، عند الغروب اقصد الواجهة المائية.. وصلت إليها، لست بحاجة الآن إلى مرشد، فالحدث المفاجأة سيأتيك ويصحبك إلى «هناك»: طريق خاص بطول 2000 متر.
على جانبي «الطريق المفروش بالبهجة»، سيجد كل فرد في عائلتك ما يسره: كرنفالات بألوان زاهية، أنغام من الشرق والغرب، «نجوم عالميون»، سيارات تستعرض إمكاناتها على ضفاف الخور، فنون شعبية إماراتية، وألعاب نارية تلون السماء.. لذا اجعل آلة التصوير جاهزة، وكن مستعدا لألبوم مفرح تلتقطه في «فستيفال بروميناد» أو «طريق السعادة» أحدث واجهات مهرجان دبي للتسوق في دورته الـ..17 مساحة جديدة للفرح، يطل بها المهرجان على زواره، لتضاف إلى ساحاته المفتوحة التي تزدان بالفعاليات المميزة، كشارعي السيف والرقة، والقرية العالمية وغيرها.
«دبي تتألّق»
تمنح الواجهة الجديدة التي تخيّرتها هذا العام مؤسسة دبي للفعاليات، المنظمة لـ«مهرجان التسوق»، المرء، تمنح زائرا ومقيما، الفرصة لكي يشاهد دبي من زاوية مختلفة، تقع عينه على مساحة مغايرة لم يرها من قبل لـ«الدانة المتلألئة»، إذ «تتألق دبي» من تلك البقعة، مشيرة إلى شعار يتبناه المهرجان في .2012
تطالعك معالم المدينة في تلك الواجهة بمشهد مميز ربما لم تره من قبل، تفتح لك نافذة مشرعة على بانوراما تحكي سيرة نجاح، تدعوك إلى تأمل مفردات نهضة مازال لديها الكثير لتدهش به العالم، من بعيد/قريب تومض لك أضواء برج خليفة، حارس مستقبل يرنو إلى مدى بعيد، ومشروعات جديدة وتحديات عملاقة ستحققها «مدينة الأحلام»، يلفت انتباهك أن خور دبي في تلك البقعة غير، مساحة شاسعة، ومراكب عائمة، تنعكس أضواؤها على صفحة الماء، ممتزجة بأنوار معبر الخليج التجاري بتصميمه المميز.
طالت رحلة تأملاتك أم قصرت في الهواء الطلق، ستعود ملبيا دعوة أجندة فعاليات حافلة بالفرح، محطة الانطلاق تكون مع كرنفال مهرجان دبي للتسوق، إذ يتزين المكان بمسيرة ألوان جميلة، وإيقاعات مرحة، يشترك فيها أكثر من 100 فنان استعراضي.
مشاهد من دون حصر، تستحق التسجيل هاهنا، تتمنى كزائر للمكان أن تبطئ شريط الزمن، لتمسك بكل اللحظات الجميلة: فنانون يوزعون الابتسامات بطعم السكر، ويفيضون بالمرح على الجميع، طفلة تكاد تشب من على كتفي والدها لتصل إلى «عملاق ظريف» على عصي خشبية، يشاغل الصغيرة من عل، جمهور، من كل الجنسيات، يتزايد كل ثانية، يتسابق الحضور في التقاط صور تذكارية، وللصورة في هذا الحيز بسمة خاصة لا يستطيع المرء أن يصطنعها، هي طبيعية من القلب، ينسجم الجميع في أجواء فرحة، تغيب اللغات الكثيرة التي يلتقطها هواء دبي، وتحضر لغة واحدة، ابتسامة تنير الوجوه، وتصدّق على شعار «دبي للتسوق»: «عالم واحد.. عائلة واحدة».
يروي «الوليد» الجديد (فيستيفال بروميناد) جزءا من حكاية المهرجان، وكذلك المدينة التي تحتضنه، إذ يطل «دبي للتسوق» في كل دورة ومعه الجديد، إذ بات حدثا يترقب كثيرون ما يحمله من مفاجآت، يضعون برامج خاصة للعطلات والتسوق خلال موعده على مدار 32 يوما (بين الخامس من يناير والخامس من فبراير)، وربما تكون «انتظر عروض المهرجان» نصيحة وجهتها أنت إلى صديق، أو قيلت لك، عندما فكرت في شراء شيء قبل موعد «دبي للتسوق» المرتقب، إذ يضبط كثيرون أنفسهم على التبضع، وشراء لوازمهم المختلفة خلال تلك الفترة، فالعروض كثيرة، والتسوق رحلة في أجواء احتفالية.
أنغام و«نجوم»
بعد الإيقاعات الكرنفالية المرحة، تجتذب زائر الواجهة الجديدة للمهرجان الأنغام الرومانسية الهادئة، التي تصدح على طول المكان.. منصات خاصة أشبه بمسارح صغيرة، تستضيف مجموعة من العازفين، تتنوع النغمات والألحان لترضي الأذواق كافة، موسيقى شرقية وغربية، فمن عواد يدندن بأغنية عربية للعندليب عبدالحليم حافظ، إلى عازفة تداعب أوتار كمان مؤدية جزءا من سيمفونية غربية.
على امتداد «طريق السعادة» تلفت النظر تجمعات صغيرة، وعائلات كاملة، تتحلّق حول العازفين، يتخير كل فرد ما يناسبه، ويدخل إن شاء في تجارب جديدة، ينصت بصورة حية إلى نغمات ربما لم يستمع إليها عن قرب من قبل بهذا الشكل، ينتهي العازف من لحنه، فيحييه المستمع، ويدور حوار بينهما عن الآلة وكذلك اللحن الذي قدمه العازف.
لا تفاجأ خلال جولتك في «فستيفال بروميناد» إن صادفت «نجوما عالميين، مشاهير من نوعية ويل سميث وجوني ديب وبريتني سبيرز والملكة اليزابيث الثانية وديفيد بيكهام، وكريستيانو رونالدو، وغيرهم كثير». لكن دقق النظر جيدا، وستكتشف، رغم الشبه الكبير، أنهم مقلدو نجوم، ينتمون إلى فرقة خاصة، يتمتع أفرادها بوجوه شبه كبيرة بينهم وبين مشاهير لهم جمهور ومحبون على مستوى العالم، ويوجد مسرح كبير يؤدي على خشبته «النجوم المقلدة» أغاني وفقرات تذكر بـ«النجوم الأصليين»، ويتفاعل كثيرون مع تلك الفقرات، ويحرصون على التقاط الصور مع «المشاهير».
مساحة «فستيفال بروميناد» طويلة ممتدة على مسافة كيلومترين، لكن برنامج الفعاليات استطاع أن يملأ تلك المساحة بأنشطة مبتكرة، بشكل جذاب، كعادة المهرجان، إذ تلفت النظر سيارة معروضة على منصة خاصة على ضفة الخور تماما، تقابلها سيارة أخرى على تلة رملية صغيرة، وكأنها تستعرض قدراتها الخاصة في الدفع الرباعي، واجتياز المناطق الوعرة.
يتوقف زوار لفحص تلك السيارات عن كثب، ولعل البعض حلم بأن تكون من نصيبه عن طريق سحوبات «دبي للتسوق» التي تمنح المتسوقين جوائز بـ«الجملة»، تتنوع بين السيارات والذهب والأموال النقدية، وغيرها.
كما يوجد خيار ثان إن أردت الدخول مباشرة في قلب فعاليات الحدث، دع «فستيفال سنتر» خلفك، اتبع اللوحات الإرشادية، واتجه مباشرة الى قلب المرح في «فستيفال بروميناد»، نصيحتي لك جرب الوصفتين.. فلكل منهما اجواء وحالة ستسرك.. وزيارة واحدة لن تكفي.
لوحات عفوية
على ذلك الممشى، ستلمح حامل لوحة، وفنانا صغيرا منهمكا مع ألوانه، حوله دائرة صغيرة، وعندما تقترب ستدهش لأن ذلك الرسام الصبي هو من ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن يعبرون عن أحلامهم بالريشة والألوان، في لوحات عفوية، تنطق بما لن يستطيعوا الإفصاح عنه بشكل كامل.
في المهرجان الذي يرفع شعار «عالم واحد.. عائلة واحدة»، لذوي الاحتياجات حيزهم الخاص، إذ تحضر تلك الفئة في «فستيفال بروميناد» عبر ركن مخصص لإبداعاتها، وتقوم مجموعة تابعة لمركز لتأهيل ذوي الاحتياجات بعرض ابتكاراتها اليدوية، ولوحاتها الجميلة، والتي تباع بأسعار رمزية، تشجع أفراد تلك الفئة، وتعمل على دمجهم في المجتمع، وكذلك تشعرهم، بشكل إنساني نبيل، بأنهم شركاء في حدث كبير بحجم مهرجان دبي للتسوق.
لم تنته فعاليات ذلك المكان بعد، فمازال هناك الكثير، من بينها الركن الخاص بالفنون الشعبية الإماراتية، إذ تعرّف فرق محلية بتراثها المميز، وتطلع زوار المكان على جزء من الثقافة الإماراتية، عبر رقصات جماعية تؤدي في الأفراح والمناسبات المختلفة، من بينها «اليولة» و«العيالة»، وغير بعيد عن الجو التراثي، تقع الخيم المخصصة لصناعة المأكولات الشعبية الإماراتية، والتي يحرص كثيرون على تذوقها، والتمتع بمذاقاتها الطيبة.
ختام المفاجآت في «بروميناد» لن يكون على الأرض، بل في سماء دبي التي تتلون بكرنفال ناري خاص، يرسم لوحة شديدة الخصوصية والجمال، حيث تتحوّل الأمسية إلى مشهد نهاري ملون، تتلألأ الأضواء على مياه الخور، ينتزع المشهد إعجاب الحضور الذين يترقبون تلك اللحظات تحديدا، لتتوحد اللغة من جديد، وتنطق الألسنة بأحرف متشابهة، تعبر عن الدهشة بلوحة مميزة متكاملة يرسمها «دبي للتسوق» في ساحة بهجة جديدة، من ساحات مدينة تعطر زائريها بالسعادة على مدار الساعة.