«الشندغة».. حكايات عن حيـاة الأجداد

قال مدير قرية الغوص بمنطقة الشندغة، ناصر جمعة، إن التراث الإماراتي «ملهم لأي فن راق، وعلى الأدباء والفنانين إذا أرادوا معايشة التراث والحياة القديمة للآباء والأجداد التوجه نحو الشندغة، بدءاً من بيت الشيخ سعيد آل مكتوم، مروراً بقرية التراث، وبيت الشيخ عبيد بن ثاني، وصولا إلى قرية الغوص، ليجدوا فيها كل ما يريدون معرفته عن حياتنا ومعيشة أجدادنا».

ووجه جمعة خلال استقباله وفداً من الفنانين في قرية الغوص، وجه دعوة مفتوحـة لكل فناني وفنانات الإمارات لزيارة الشندغـة، باعتبارها المقصد التراثي لإمارة دبي، واستنباط الحياة القديمـة منها ومزجها بفنونهم التي يقدمونها للجمهور في كل مكان.

وكانت قرية الغوص بمنطقة الشندغة التراثية قد استقبلت، أخيراً، وفداً من الفنانين ضم كلاً من عبدالله أبوعابد، وعبدالله الجفالي، ومريم الغرنيطي، وسلوى الأمير، للاطلاع على الفعاليات المتنوعة التي تقدمها دائرة السياحة والتسويق التجاري ضمن أنشطة حدث مهرجان دبي للتسوق .2012 واصطحب جمعة، وفد الفنانين، في جولة عامة على الفعاليات داخل القرية، واستمع الفنانون إلى شرح عن الحرف اليدوية المستخدمة قديماً والمعروضة في القرية.

تراث بحري

أوضح جمعة للوفد أن «قرية الغوص تم بناؤها إحياءً للتراث البحري، الذي شكل محور الحياة والنشاط في خور دبي ومركزها»، مشيراً إلى أن القرية تتكون من مبان عدة، تتخللها منطقة مفتوحة لعرض مكونات الحياة البحرية، كما تشتمل على ساحة لعرض نماذج القوارب التقليدية، وتحيط بها عدد من المعارض والمحال لبيع المنتجات البحرية، فضلاً عن ساحة واسعة ومسرح لتنظيم العروض.

وتفقّد الوفد بعد ذلك أركان القرية، واطلع الفنانون على الطرز القديمة لبيوت أهل البحر، من خلال النماذج بقرية الغوص، كما شاهدوا الأدوات المستخدمة للصيد قديماً والملبوسات القديمة، واستمعوا إلى شرح مفصّل عنها. وقامت بعد ذلك الفنانة مريم الغرنيطي بتقديم مجموعة من المسابقات في مجالات التراث والثقافة والفنون والمعلومات العامة، إلى جانب تقديم بعض الفقرات الترفيهية والألعاب، وتفاعل معها الجمهور بشكل كبير.

تعزيز هوية

من جهته، أوضح الفنان عبدالله أبوعابد، أن «المسابقات الجماهيرية التي تقدمها منطقة الشندغة تهدف إلى تعريف أبناء الجيل الجديد بمسيرة وإنجازات القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ودوره في إرساء قواعد مسيرة الاتحاد التي يقودها باقتدار وريادة وحكمة سديدة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإخوانه أصحاب السموّ الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات»، مؤكداً ارتباط جميع الفعاليات التي تقدمها الشندغة، خصوصاً قرية الغوص بتعزيز الهوية الوطنية وإحياء التراث، ما يسهم بشكل فاعل في نشر تراث الإمارات في كل أنحاء العالم، من خلال الضيوف الذين يفدون إلى المنطقة.

وقالت مريم الغرنيطي إن «تنظيم منطقة الشندغة للفعاليات والاحتفاليات الثقافية الشعبية ذات الصلة بتراث الدولة والموجهة لكل شرائح المجتمع، هي وسيلة لتعزيز الثقافة الجماهيرية الوطنية وربطها بهويتها في إطار احتفالي يجمع المواطنين والمقيمين للتعبير عن تقديرهم لتراث الدولة ودور هذا التراث في تحقيق التطوير والتحديث في بناء الدولة على كل المستويات».

مسرح

من جهة أخرى، قدم مسرح قرية الغوص مسرحية بعنوان «المشعوذ» من تأليف أنس خميس، وإخراج أسماء العوضي، وتمثيل عبدالله البلوشي وعبدالله الجفالي.

وتدور أحداث المسرحية حول مكافحة ظاهرة محترفي النصب التي انتشرت، أخيراً، من خلال الهاتف الجوال، واستقبال مكالمات أو رسائل نصية من أشخاص مجهولين تبشرك بفوزك بمبلغ مالي كبير، ثم يطلب تحويل جزء منه، وهو أسلوب نصب مستحدث من التطور الذي يشهده العالم حالياً، كما وجهت المسرحية رسالة مباشرة لجميع الحضور بالحرص والحذر من مثل هؤلاء النصابين وإبلاغ الشرطة عنهم على الفور.

من جانب آخر، قدم مسرح قرية التراث عرضاً لمسرحية الأطفال «شكراً ماما» من مسرح رأس الخيمة الوطني، وتهدف أحداث المسرحية إلى نشر طرق وأساليب التدريس الحديثة، إذ تدور أحداث المسرحية حول خمسة أشقاء مشاغبين يرفضون الدراسة ويحصلون على درجات متدنية، فتحرمهم أمهم من إجازة منتصف العام الدراسي، وتحضر لهم مدرساً خصوصاً، ليصلح ما يمكن إصلاحه، إلا أن الأطفال مشاغبون لأقصى درجة، وأوقعوا المدرس في مشكلات كثيرة جداً هرباً من الدراسة، ورغم كل ما افتعلوه من متاعب، فإنه في نهاية المسرحية يجد المدرس طريقة لتعليم الأطفال من خلال اللعب.

الأكثر مشاركة